ثقافة الحوار.. قبل الحوار..!
| يونس خلف
مع أولى الجلسات الحوارية التشاركية التي نظمتها محافظة دمشق «لأجل دمشق نتحاور» وبالعودة إلى ما يؤكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد في كل الاجتماعات واللقاءات مع المفكرين والمثقفين والاقتصاديين وأيضاً خلال كلمته في الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث حيث أكد أهمية الحوار وتعميق وتوسيع دائرته وبأن أهم ما ينقصنا في المجتمع السوري ومجتمعاتنا العربية عموماً هو تفعيل الحوار بين مختلف الشرائح وعلى كل المستويات، وأن هذه الحوارات باتت حاجة ملحة لكل مجتمع تُفرض عليه تحديات كبرى كالتي نواجهها والتي تتطلب تماسكاً ووعياً مجتمعياً وضرورة الاستفادة العملية من النقاشات والجلسات الحوارية وربطها بالجهات التنفيذية للحصول على أفضل نتيجة منها.
تأكيد سيادته أيضاً بأن الحوار يخلق أفكاراً جديدة لبناء سياسات أكثر جدوى لخدمة المجتمع وأن الحوار يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تشخيص المشكلات ونقاط الضعف والاحتياجات ومن دون ذلك لا نبني سياسات قطاعية أو عامة سليمة.
على هذه القاعدة وتنفيذاً لهذه التوجيهات تكتسب مثل هذه الجلسات الحوارية أهمية كبيرة ولاسيما عندما تتناول مواضيع وقضايا خدمية ومعيشية واقتصادية واجتماعية، ولعل الأولوية هنا هي كيف نعزز ثقافة الحوار في المجتمع، ولاسيما عبر وسائل الإعلام المختلفة من خلال بيان أهمية الحوار، ولاسيما أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة قادرة بلا شكّ على بيان أهمية الحوار وفوائده وكيف يمكن أن نؤسس لبنية ذهنية لعقلية الحوار.
ويمكن تحديد عناوين وموضوعات لكل ملتقى واستضافة خبراء ومثقفين من أصحاب الاختصاص سواء من وسائل الإعلام أم أساتذة الجامعات ومثقفين ومفكرين لنشر ثقافة الحوار وإغناء هذه الفعاليات، يضاف إلى ذلك أهمية هذه الحوارات في إيصال أصوات المواطنين وطلباتهم ومقترحاتهم وإشراكهم في صنع القرار بالنسبة للمشروعات التي تنفذ ومعرفة الاحتياجات الملحة وتحديد أولوياتها ومشاركة المجتمع المحلي في صنع القرار وتحمل مسؤولية نتائجه انطلاقاً من مبدأ «كل مواطن مسؤول».
لكن بالمقابل لا بد من توفير مبادئ ومتطلبات وعوامل الحوار الناجح والمثمر وفي مقدمتها المبادئ العلمية لأن الخلفية العلمية مطلب أساسي لحوار له مخرجات ونتائج مبنية على أساس علمي.
ويبقى أن نتذكر جميعاً أنه لا جدوى من أي حوار إذا لم تتوافر ثقافة الحوار ونؤسس لبنية ذهنية لعقلية الحوار الهادف.