طهران أدانت الهجوم السيبراني على لبنان.. وموسكو لإجراء تحقيق دولي شامل … بزشكيان: العدوان الإسرائيلي جريمة مدعاة للخجل بالنسبة إلى الغرب
| وكالات
لقي العدوان السيبراني الإسرائيلي الذي استهدف لبنان، وأدى إلى استشهاد وإصابة المئات، إدانات دولية واسعة، إذ اعتبره الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جريمة «مدعاة للخجل» بالنسبة إلى الدول الغربية، في حين دعت روسيا إلى إجراء تحقيق دولي شامل، في حين رأت فنزويلا وكوبا بهذا العدوان تصعيداً خطراً يهدد المنطقة.
وخلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء أمس، قال بزشكيان: «استخدام الأدوات المصنعة لخدمة وترفيه الإنسان، في مجال الاغتيالات يجسد ذروة النزاعات الإجرامية والدناءة لدى هذا الكيان»، وأشار إلى أن هذا الحدث أظهر من جديد أن الدول الغربية والأميركيين، يقفون إلى جانب الكيان الصهيوني لارتكاب المجازر والاغتيالات الغاشمة، مبيناً أن «السبيل لحل هذه المعضلة ووضع حد لظلم وجرائم هذا الكيان وداعميه بحق الشعب الفلسطيني المظلوم والعالم الإسلامي، يكمن في الوحدة والتماسك بين المسلمين والبلدان الإسلامية».
وفي وقت سابق أول من أمس، أشاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني عبد اللـه بو حبيب، بجهود الحكومة اللبنانية على إجرائها العاجل ونقلها السفير الإيراني مجتبى أماني إلى المستشفى، وعلاجه عقب إصابته في انفجار أجهزة اتصال لاسلكي، معرباً عن تعازيه وتعاطفه مع الحكومة اللبنانية وأسر الشهداء والمصابين في هذا الحادث، وأبدى استعداد إيران لتقديم أي مساعدة لعلاج المصابين أو نقلهم إلى طهران، حسب وكالة «إرنا».
من جهته أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريح له أمس، عن تضامن بلاده مع لبنان، واصفاً العدوان الإسرائيلي على مواطنين لبنانيين من خلال تفجير أجهزة بالإبادة الجماعية، وقال: إن «العملية الإرهابية التي نفذتها إسرائيل، تأتي استمراراً لاعتداءاتها المركبة التي تنتهك كل القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان»، وشدد على وجوب ملاحقتها دولياً، موضحاً أن العمليات الإرهابية التي جرت في لبنان تم تنفيذها كاستمرار للعمليات المشتركة للكيان الصهيوني وعملائه المرتزقة، وهي تتعارض مع كل المبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وبالتالي فإنها تخضع للملاحقة الجنائية الدولية والمحاكمة والعقاب.
وفي كلمة له خلال المنتدى العالمي للسلام الإسلامي، أكد كنعاني أن ما يرتكبه الكيان الصهيوني من جرائم ومجازر ضد أهل غزة هو أكبر دليل على انعدام الأمن المنظم في العالم، مشيراً إلى أن حروب القرن العشرين مختلفة تماماً عن الماضي، بسبب استخدام التقنيات الحديثة، كما حصل في العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان، وقال: «طالما هناك حكومات قليلة تتحكم في العالم، فسيبقى كما هو دون تغيير، حيث منظمات حفظ السلام غير فعالة، إضافة إلى التطرف والإرهاب والعنف هي العقبات الرئيسة التي تحول دون تحقيق السلام العادل والمستدام في عالم اليوم».
من جانبه، أدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف بشدة العدوان الإرهابي، وقال في منشور على منصة «إكس»: «إن الإرهاب وقتل الأبرياء جزء لا يتجزأ من طبيعة الكيان الصهيوني الهمجية، أن القتل والإبادة الجماعية لن يتوقفا طالما أن هذا الكيان موجود ويمارس جرائمه بدعم غربي».
من جهتها، أوضحت نرجس قديريان عقيلة السفير الإيراني لدى لبنان أن علاج مجتبى أماني يسير بشكل جيد بعد الحادث الإرهابي المأساوي، معربة عن أملها «بالقضاء على إسرائيل الإرهابية في أقرب وقت ممكن»، في حين أعلنت السفارة الإيرانية في لبنان، أمس، أن عملية علاج السفير، تسير بشكل جيد، نافيةً ما يُشاع عن خطورة حالته الصحية، الجسدية والبصرية، وفق موقع «الميادين نت»، الذي أشار إلى إصابة أماني، في انفجار جهاز اتصال لاسلكي «بيجر»، بعدما انفجرت مئات من الأجهزة اللاسلكية التي كانت بحوزة عناصر «حزب الله» في لبنان، خلال عملية وصفت بـ«الاختراق الأمني الكبير».
وأبدت إيران استعدادها لوضع إمكاناتها الصحية في خدمة لبنان، وإرسال طائرة لإجلاء الجرحى من أجل إجراء عمليات جراحية لهم، إضافة إلى تقديم مستشفى ميداني لمساعدة المصابين، وذلك خلال اتصال هاتفي لوزيري الخارجية والصحة الإيرانيين مع نظيرهما في لبنان.
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، إلى إجراء تحقيق شامل في انفجارات أجهزة الاستدعاء في لبنان، وتحديد الأسباب والظروف ومن يقف وراءها، وقال في تصريح له: «من أجل إصدار أي أحكام، يجب علينا أولاً أن نفهم هذه الحالة، ونعتقد أنه يجب إجراء تحقيق شامل، وتحديد أسباب وملابسات ما حدث، وبالطبع يجب تحديد هوية من يقفون وراء هذه الانفجارات الهائلة».
بدورها، رأت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريح للصحفيين أن تفجير أجهزة الاتصال في لبنان يتطلب تحقيقاً واهتماماً دولياً بهذه القضية، وأضافت: «هذا التفجير بحاجة إلى إجراء تحقيق ويجب على المتخصصين تشخيص ما حدث»، واصفة إياها كأحد مظاهر الحرب الهجينة.
في السياق، أدانت فنزويلا وكوبا العدوان الإسرائيلي على لبنان ورأت فيه الثانية تصعيداً خطراً يهدد المنطقة، حيث قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في تغريدة نشرها على منصة «إكس»: «ندين الهجوم السيبراني الإسرائيلي بحق لبنان، الذي أدى إلى استشهاد 8 أشخاص بينهم طفلة وإصابة 2800 آخرين»، مشدداً على أن هذه الأعمال تشكل تصعيداً خطيراً للأوضاع في الشرق الأوسط وذات عواقب خطرة لا يمكن التنبؤ بها على المنطقة، في حين اعتبرت كاراكاس أن الهجوم من خلال أسلوب «متطور لإرهاب السكان يضاف إلى الأساليب البغيضة، التي تستخدمها الحكومات المعادية بالشرق الأوسط»، محذرة من صمت المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاك الإسرائيلي «الضار والممنهج للمبادئ المنصوص عليها في القانون الدولي»، وفق موقع «الميادين نت».