عدد شهداء لبنان ارتفع إلى أكثر من 20.. ووصول 15 طناً من المواد الطبية العراقية … موجة تفجيرات جديدة في أجهزة لا سلكية وحزب الله: مستمرون بإسناد غزة
| وكالات
وقعت انفجارات في أجهزة لاسلكية محمولة، من فئة جديدة غير أجهزة «البيجر»، في عدة مناطق لبنانية، عصر أمس الأربعاء بعد يوم من العدوان الإسرائيلي السيبراني الذي تسبب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس باستشهاد 12 شخصاً وإصابة نحو 2800.
وأشار موقع «الميادين نت» إلى انفجار عدد من بطاريات «الليثيوم» في منازل المواطنين، إلى جانب أجهزة أخرى، في مناطق متعددة، في حين أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في حصيلة أولية، استشهاد تسعة أشخاص، وإصابة أكثر من 300 آخرين، من جراء التفجيرات الجديدة في الأجهزة اللاسلكية، أمس الأربعاء.
بدوره، دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى عدم التجمع في الأماكن التي تشهد أحداثاً أمنية، من أجل إفساح المجال أمام الطواقم الطبية للوصول إلى المصابين، فيما أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد من أجل بحث العدوان على لبنان، والتوجه إلى تقديم شكوى في المجلس، وقال: «لا يمكن لأي إنسان أن يعبّر عن وحشية هذه الجريمة».
وقبل ذلك، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أن عدد الشهداء جراء العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان أول من أمس الثلاثاء بلغ حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس 12 بينهم طفلان، في حين أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال اتصال هاتفي مع ميقاتي، استعداد العراق لتقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية والطبية، في وقت شدد فيه حزب اللـه على مواصلة عملياته لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها، وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع»، عن الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية قولها في بيان إن رشيد أكد «تعاطف العراق مع الشعب اللبناني الشقيق في هذه المحنة»، وأبدى «استعداد العراق لتقديم كل أنواع المساعدات الإنسانية والطبية إلى الجرحى»، كما أدان بشدة، خلال الاتصال الهاتفي، «الاعتداء الذي تعرّض له لبنان (أول) أمس الثلاثاء»، واعتبره «تطوراً خطراً، ومحاولات تصعيدية غير مقبولة أبداً لتوسيع دائرة الحرب والعدوان، لها انعكاسات خطرة على أمن المنطقة واستقرارها»، كما أكد «ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة ومنع أي محاولة لتوسيع دائرة الصراع».
بدوره، رأى رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة محسن المندلاوي، أمس الأربعاء، أن المسؤولية «الإنسانية والأخلاقية والشرعية» تحتم علينا مساندة ودعم لبنان لتجاوز آثار هذه الجريمة، وذكر مكتبه الإعلامي في بيان أوردته «واع»، أن «المندلاوي، أعرب عن تضامن العراق مع حكومة وشعب لبنان الشقيق، ووقوفه إلى جانبه بعد ما تعرض له من اعتداء إجرامي صهيوني من خلال تفجير وسائل الاتصال (البيجر)، فضلاً عن إدانته الشديدة لهذا العمل الخطير والغادر».
في الغضون، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض أن عدد الشهداء جراء العدوان السيبراني الإسرائيلي على لبنان أول من أمس بلغ حتى ساعة اعداد هذا الخبر مساء أمس 12 شهيداً بينهم طفلان، وأفاد في مؤتمر صحفي وفق وسائل إعلام اللبنانية بأن عدد الجرحى بلغ 2750 بينهم 300 إصابة خطرة، وأن من بين الجرحى 750 في الجنوب و150 في البقاع و1850 في بيروت والضاحية.
وحسب الأبيض تم نقل عدد من المصابين إلى سورية وسيتم نقل آخرين إلى إيران للعلاج، كما وصلت مساعدات طبية من العراق وإيران والأردن، وفي هذا الصدد أعلن استقبال «أول شحنة مساعدات تصل إلى لبنان، بعد العدوان الإسرائيلي، بمبادرة كريمة من حكومة العراق»، وأشار إلى وصول 20 طبيباً وعاملاً صحياً، إلى مطار بيروت من العراق، إضافة إلى أكثر من 15 طناً من المساعدات العراقية.
حزب الله، اكد، أمس، مواصلة المقاومة اللبنانية حزب الله، «اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها، وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته»، وشدد على أن هذا مسار متواصل ومنفصل «عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته، يوم الثلاثاء، التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان»، كما شدد في بيانه، على أن لِمَا جرى (أول) أمس «حساب آخر وآتٍ»، وأكد أن هذا الاستهداف سيزيده «عزماً وإصراراً على المضي في طريق الجهاد والمقاومة».
في الأثناء، كشفت مصادر أمنية لـ «الميادين»، أمس الأربعاء، أن أجهزة «البيجر» التي انفجرت كانت مفخخة من المصدر عبر قطعة «آي سي» في جهاز «البيجر»، التي احتوت المواد المتفجرة، وأضافت المصادر إن هذه المواد المفخخة والمتفجرة «لا تُكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها»، بحيث «لم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوافرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة وبتقنيات مركبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية».
وأكدت المصادر أن جهازي «الموساد» و«أمان» الإسرائيليين هما وراء هذه الضربة العدوانية، إذ استخدمت إسرائيل شركة عالمية، وجهازاً مدنياً مع تحكم بالعالم السيبراني، واتخذت قراراً بالقتل الجماعي المتعمد، وفي تفاصيل العملية، قالت المصادر الأمنية إن «التفجير نُفذ عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة»، إذ «لم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير».
وأوضحت أن «المادة التفجيرية وُجهت بهدف القتل، ولاسيما تلك الأجهزة المعلقة في الخصر، كي تدخل موجة التفجير إلى الجسم مباشرة»، ولفتت إلى أن أجهزة «البيجر» المطفأة، وتلك التي في المناطق الخالية من الإرسال، «كلها لم تنفجر».
في السياق، أكد مؤسس ورئيس شركة «غولد أبولو» التايوانية، هسو تشينغ كوانغ، أن الأجهزة اللاسلكية «البيجر» التي تعرضت لانفجارات في لبنان، ليست من تصنيع الشركة التايوانية، بل «صنعتها شركة في أوروبا»، حسب ما نقلت وكالة «رويترز».
وأوضخ مؤسس الشركة أن الأجهزة التي انفجرت «صنعتها شركة بي إيه سي الهنغارية، (التي) لها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية»، وأظهرت صوراً للأجهزة المنفجرة، حللتها «رويترز»، تصميماً وملصقات تتسق مع الأجهزة التي تصنعها «غولد أبولو».