تنديد عربي ودولي واسع.. موسكو: حرب هجينة وإرهاب دولي.. بلجيكا: تصعيد وحشي للعنف.. ومجلس الأمن يجتمع الجمعة.. والكيان يفوض نتنياهو للتصعيد! … إرهاب إسرائيل يواصل قتل اللبنانيين وشهداء وجرحى بانفجارات جديدة
| الوطن
استكملت إسرائيل عدوانها الإرهابي غير المسبوق عالمياً على لبنان، معلنة بدء مرحلة جديدة من الحروب ترتقي لمستوى الإرهاب الدولي، حيث تستباح به أجهزة الاتصالات لتتحول لقنابل موقوتة لا يعرف ماهية وتوقيت وقرار تفجيرها من قبل العدو.
وعصر أمس، وقعت انفجارات في أجهزة لاسلكية محمولة، من فئة جديدة غير أجهزة «البيجر»، في عدة مناطق لبنانية، وانفجر عدد من بطاريات «الليثيوم» في منازل المواطنين، إلى جانب أجهزة أخرى، في مناطق متعددة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد 14 شخصاً، وإصابة أكثر من 450 آخرين، من جراء التفجيرات الجديدة في الأجهزة اللاسلكية، ووصلت إصابات، معظمها طفيف إلى مستشفيات في البقاع، في حين غصت مستشفيات النبطية بعشرات الجرحى.
بدوره دعا الجيش اللبناني المواطنين إلى عدم التجمّع في الأماكن التي تشهد أحداثاً أمنية، من أجل إفساح المجال أمام الطواقم الطبية للوصول إلى المصابين.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني أنه يعمل على إخماد حرائق اندلعت داخل منازل وسيارات ومحال في البقاع والجنوب وجبل لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، ونقل الجرحى إلى المستشفيات.
من جهتها أفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بوقوع انفجار في عدد من الأجهزة اللاسلكية نوع «إيكوم» في أيادي حامليها وداخل المنازل في صور وانفجار جهاز «إيكوم في 82» من الطراز القديم في بلدة دورس، إضافة إلى انفجار نظام الطاقة الشمسية في عدد من المنازل في بلدة المروانية تزامناً مع انفجارات وقعت في مناطق عدة.
ووفقاً لمصادر إعلامية، فإن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها المقاومة في أعقاب تفجيرات البيجر أمس أحبطت جزءاً من العدوان السيبراني الذي وقع أمس.
من جهته لفت وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في تصريحات له إلى أن طبيعة الأجهزة التي انفجرت أمس كانت أكبر وحصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، مبيناً أنها تسببت في إصابات بليغة، كاشفاً في الوقت نفسه أن عدداً من دول الجوار تواصلت مع لبنان لتقديم الدعم وبدأ وصول جسور جوية تحمل المساعدات.
وفي السياق وبعد ساعات من وصول أولى المساعدات الجوية والبالغة 15 طناً إلى مطار بيروت إضافة إلى 20 طبيباً وعاملاً صحياً قادمين من العراق، أعلن وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي، مساء أمس إرسال 55 طناً من المساعدات الطبية والإنسانية إلى لبنان على خلفية تعرضه لتفجيرات استهدفت مواطنيه.
ووصلت فرق طبية إيرانية تابعة لمنظمة الهلال الأحمر الإيراني إلى لبنان للإغاثة وتقديم العلاج، كذلك وصلت مساعدات إغاثية وطبية أردنية.
الهجوم الإرهابي الإسرائيلي استدعى تعاطفاً وتنديداً دولياً واسعاً، واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الانفجارات المتزامنة لأجهزة الاتصال التي يستخدمها حزب اللـه في لبنان تشكل وصمة عار للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل.
كما أجرى أمس وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف اتصالاً هاتفياً مع نظيره اللبناني عبد اللـه بوحبيب، أكد خلاله أن «الجزائر تقف إلى جانب لبنان في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها جراء الهجوم السيبراني الصهيوني والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والمتكررة على أمنه واستقراره».
من جهتها روسيا وعلى لسان المتحدثة باسم خارجيتها اعتبرت أن جميع الأدلة تشير إلى أن الحادث عمل إرهابي دولي، وأضافت: «ما حدث، عمل إرهابي ومن الواضح أنه لم ينفذه انتحاري، هذا هجوم إرهابي تم التخطيط له بدم بارد، وجميع المؤشرات تؤكد أنه عمل إرهابي دولي»، مجددة التأكيد على ضرورة إجراء تحقيق دولي في هذا الاعتداء، وزاخاروفا صنفت الحادث على أنه ضرب من الحرب الهجينة طال آلاف المدنيين.
نائبة رئيس الوزراء البلجيكي بيترا دي سوتر، أدانت الهجوم «الإرهابي الهائل» في لبنان وسورية، الذي أدى إلى «إصابة الآلاف»، ووصفت دي سوتر، الهجوم بأنه «تصعيد وحشي للعنف»، وقالت: إن «الصمت ليس خياراً»، داعية إلى فتح تحقيق دولي ووقف إراقة الدماء.
من جهة ثانية لفت رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، إلى أن لبنان تقدم بطلب دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد من أجل بحث العدوان، مضيفاً: إنه وجّه إلى تقديم شكوى في المجلس، وأضاف: «لا يمكن لأي إنسان أن يعبّر عن وحشية هذه الجريمة».
وكالة «رويترز» ذكرت في وقت لاحق أمس أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعاً يوم الجمعة، بهدف بحث التفجيرات في لبنان.
على الضفة الإسرائيلية كشفت التصريحات الصادرة عن مسؤولين في تل أبيب بعد صمت دام لساعات عن نيات كيان العدو تجاه توسيع رقعة الحرب شمالاً، وقال وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت خلال زيارة قام بها لقاعدة «رمات دافيد» الجوية أن «مركز الثقل يتحرك شمالا، وهذا يعني أننا نحول القوى والموارد والطاقة نحو الشمال».
وأضاف: «نحن في بداية مرحلة جديدة في الحرب، من المهم جداً تنفيذ الأمور بالتعاون الوثيق بين جميع المؤسسات وعلى جميع المستويات».
وتابع: «أعتقد أننا في بداية مرحلة جديدة في هذه الحرب، ونحن بحاجة إلى التكيف، وسنحتاج إلى الاتساق بمرور الوقت، فهذه الحرب تتطلب شجاعة كبيرة وتصميماً ومثابرة».
وأشار إلى أن أهداف حرب إسرائيل في الشمال «واضحة وبسيطة: إعادة سكان البلدات في الشمال إلى منازلهم بأمان».
وفي وقت سابق أمس أعلن عن نشر الفرقة 98 التابعة لجيش الاحتلال في شمال الكيان، بعد مشاركته في العدوان لأشهر في قطاع غزة.
من جانبه أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن لدى إسرائيل «قدرات كثيرة لم تستغلها بعد»، وقال: «نخطط لمراحل مقبلة وفي كل منها يجب أن يكون الثمن الذي يدفعه (حزب الله) فادحاً» على حد زعمه.
وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن اجتماع بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والموساد، كشفت «القناة 12» الإسرائيلية أن المجلس الوزاري الأمني المصغر فوض نتنياهو وغالانت باتخاذ إجراءات ضد حزب الله، فيما أعلن جيش الاحتلال ببيان له عن قيامه بمناورات عسكرية في منطقة مدينة حيفا زعم أنها تأتي في إطار خطة التدريب السنوية للجيش.
ومساء أمس كشفت وكالة الصحافة الفرنسية أن اجتماعاً أميركياً- فرنسياً- ألمانياً- إيطالياً- بريطانياً سيعقد في باريس اليوم الخميس لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وعبرت الخارجية الفرنسية في بيان لها عن قلقها من أن التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان تسهم في تصعيد خطير للتوترات في المنطقة.
فيما لفت المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إلى أن واشنطن منخرطة في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب مؤكداً أن بلاده ليست ضالعة في تفجيرات لكنها لم تقدم تفاصيل أكثر، وقال: «لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد بأن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية»، وتابع قائلاً: إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ولن نخجل في التحدث معهم بشأن ذلك».