(22) فريقاً زارت الدوري الكروي الممتاز (3) … جبلة يريد العودة للبطولات والشرطة عازم على البقاء .. فرق تلاشت وأخرى تعيد ترتيب أوراقها من جديد
| ناصر النجار
في الحلقتين الماضيتين استعرضنا الفرق الثمانية التي حافظت على وجودها في مواسم الدوري الكروي الممتاز السبعة، والأندية هي: تشرين والجيش وأهلي حلب والوحدة وحطين والوثبة والكرامة والطليعة، والنادي التاسع كان الفتوة رغم أنه غاب أول موسمين لكنه حاز لقب الدوري، ويضاف إليها فريق جبلة الذي غاب في الموسم الأول للدوري الممتاز وحافظ على وجوده في بقية المواسم، القصد من هذه المقدمة أن هذه الفرق هي المكون الرئيسي للدوري الكروي الممتاز وبها الدوري قائم ومستمر، أما بقية الفرق فكانت زائرة وبعضها كان ضيف شرف، ويمكننا استثناء نادي الشرطة الذي غاب في الموسمين الماضيين وعاد هذا الموسم، لكن عليه أن يثبت وجوده في الدوري حتى لا يدخل قائمة الفرق الصاعدة والهابطة، من هنا ندرك أن تخفيض عدد فرق الدوري إلى اثني عشر فريقاً كان قراراً في محله لعدم وجود فرق أخرى قادرة على تلبية متطلبات هذا الدوري الفنية والتقنية والمالية.
ذكريات الماضي
في كل موسم يشارك جبلة في الدوري يضع في حسبانه أنه أحد أبطال الدوري وأن ذكريات الماضي ما زالت تدغدغ فكره الكروي ليسترجع البطولة التي ابتعد عنها كثيراً، ورغم أنه جاء في الموسم الماضي وصيفاً لبطل الدوري إلا أنه كان بعيداً في النقاط، والسبب كما فسره المراقبون عدم وجود تكافؤ بين البطل وبقية الفرق، حيث حشد بطل الدوري الفتوة كل الإمكانيات ليحقق البطولة وكان له ما أراد.
جبلة حصل في الموسم الماضي على المركز الثاني برصيد 40 نقطة، وغاب عن الموسم الأول (2017- 2018) لفشله بتجاوز الدوري التصنيفي، وخاض دوري الدرجة الأولى وتأهل إلى الدوري الممتاز وعانى الكثير قبل أن يثبت أقدامه بين كبار الدوري، في موسم (2018- 2019) جاء في المركز الثاني عشر برصيد 22 نقطة وفي الموسم الذي يليه جاء في المركز الحادي عشر برصيد 26 نقطة وفي كلا الموسمين كان ضمن خانة المهددين بالهبوط، في موسم (2020- 2021) ارتقى إلى المركز السابع برصيد 29 نقطة، وحافظ على مركزه في الموسم الذي يليه وارتفع رصيده النقطي إلى 35 نقطة، في موسم (2022- 2023) جاء ثالث الترتيب برصيد 35 نقطة، وكما ذكرنا كان وصيف الموسم الماضي بأربعين نقطة.
جبلة لعب في الدوري الممتاز 146 مباراة فاز في 44 مباراة وتعادل في 55 مباراة وخسر 47 مباراة، سجل 164 هدفاً ودخل مرماه العدد نفسه من الأهداف.
إعداد فريق جبلة اليوم يتم حسب الإمكانيات المتاحة وبالاعتماد على الذات من ناحية اللاعبين، حيث بدت خطة إدارة النادي أنها تتجه لأبناء النادي بالدرجة الأولى من الرجال والعديد من اللاعبين الموهوبين من فريقي الأولمبي والشباب إضافة إلى خمسة محترفين من خارج النادي كما نص عليه قرار لجنة الاحتراف المركزية، ومع ذلك فإن فريق جبلة لم يعد يرضى أن يكون رقماً عادياً في الدوري وهدفه بالدرجة الأولى أن يبقى بين الكبار وأن يدافع عن وصافته بقوة.
عودة حميدة
عاد فريق الشرطة إلى الدوري الممتاز بعد غياب لموسمين متتاليين قضاهما في الدرجة الأولى، وهبوطه جاء نتيجة قرار هبوط أربعة فرق وكان يبتعد عن منطقة النجاة بفارق نقطة ابتسمت لفريق حطين، فريق الشرطة عريق من عراقة الكرة السورية وهو يحمل في سجله الكثير من البطولات على مستوى الدوري والكأس مع مشاركتين آسيويتين وصل فيهما إلى ربع نهائي بطولة الاتحاد الآسيوي.
الإمكانيات المالية الموضوعة للفريق لا تدخله في زحمة المنافسة مع الأندية الأخرى على صعيد التعاقدات الكبيرة مع اللاعبين، لذلك اختصر الفريق الطريق، فحافظ على لاعبيه الذين كانوا سبباً في صعوده إلى الممتاز، وتعاقد مع ثمانية لاعبين يملكون خبرة الدوري الممتاز، والرهان على الشرطة في الموسم المقبل قد يكون ممكناً من جهة إثبات الوجود في الدوري وعدم تعرضه لخطر الهبوط، وفي ذلك أسباب عديدة سنذكرها بوقتها.
لعب الشرطة في الدوري الممتاز 130 مباراة فاز في 42 مباراة وتعادل في 39 مباراة وخسر 49 مباراة، سجل 133 هدفاً ودخل مرماه 152 هدفاً.
أفضل موسم لفريق الشرطة كان «2017-2018» حيث جاء في المركز الخامس برصيد 39 نقطة، ثم بدأ رحلة التراجع فجاء في الموسم الذي يليه في المركز التاسع وله 31 نقطة ثم ثامناً بـ 35 نقطة وعاد إلى المركز التاسع وله 27 نقطة وآخر مواسمه في الممتاز كان موسم 2021-2022 وجاء في المركز الحادي عشر وله 33 نقطة.
النواعير تعطلت
النواعير من الفرق التي اجتهدت في العقدين الماضيين وكان حضوره جيداً.
النواعير اجتاز الدوري التصنيفي بنجاح ولعب ثلاثة مواسم متتالية قبل أن يهبط إلى دوري الدرجة الأولى، ثم عاد لموسم واحد وهبط مجدداً ومنذ ذلك الحين لم تتهيأ الظروف لعودة النواعير إلى الدرجة الممتازة.
الشيء الجيد في كرة النواعير على صعيد القواعد أنها متميزة، وفريقها الشاب ما زال في الدوري الممتاز، وفرقه القاعدية الأخرى جيدة، مشكلة إدارة النواعير أن تكلفة كرة القدم في الممتاز تكسر الظهر ولديها ألعاب أخرى ككرة السلة وكرة اليد وهي في الصفوف الأولى من دوري هذه الألعاب، ذلك فإن الإدارة (على ما يبدو) تسير بكرة القدم حسب الإمكانيات المتاحة، ولاحظ الجميع أن هناك تحركاً جاداً للإدارة في هذه الموسم باتجاه كرة القدم، وبكل الأحوال إن لم تتوافر لإدارة النادي المقومات والركائز التي تعينها على الإقلاع بطريقة صحيحة نحو الممتاز، فما عليه إلا الانتظار حتى تكبر قواعده وتقوى شكيمتها ووقتها سيصبح قادراً على دخول الممتاز بأقل التكاليف وبسواعد أبناء النادي.
في المواسم الأربعة السابقة نال النواعير 94 نقطة، وأفضل موسم له (2017- 2018) عندما جاء سابعاً برصيد 34 نقطة، ثم تراجع إلى المركز الحادي عشر في الموسم الذي يليه برصيد 27 نقطة وهبط إلى الدرجة الأولى في موسم 2019-2020 بعد أن حل في المركز ما قبل الأخير في الدوري برصيد 19 نقطة، عاد إلى الممتاز موسم 2021-2022 لكنه لم يصمد وجاء في المركز قبل الأخير أيضاً وبرصيد 14 نقطة، ومنذ ذلك الموسم تعطلت نواعير حماة فلم تبلغ الدرجة الممتازة.
سوء إدارة
فريق الساحل احتل المركز الثالث عشر بين الفرق التي زارت الدوري الممتاز وحصل فيها على 83 نقطة بمجموع المواسم الأربعة التي كان ضمن كوكبة الممتاز.
الموسم الماضي كان من الممكن ألا يهبط الفريق ويستمر موسماً آخر، لكن سوء إدارة كرة القدم في النادي أودت الفريق إلى دوري المظاليم رغم أن الإدارة حشدت الكثير من الإمكانيات وتعاقدت مع أكثر من خمسة عشر لاعباً، ربما الخبرة الإدارية كانت الحل، فكان أكثر الفرق تخبطاً وأكثرها تبديلاً للمدربين، وبالتالي كان الهبوط أمراً مفروضاً، جاء الساحل في المركز قبل الأخير وله 14 نقطة، المواسم الثلاثة الأخرى كانت متتالية أولها موسم 2018-2019 وجاء الفريق عاشراً بثلاثين نقطة والموسم الذي يليه جاء في المركز الثاني عشر برصيد 22 نقطة وآخر المواسم كان موسم 2020-2021 وجاء في المركز ما قبل الأخير برصيد 17 نقطة وهبط رفقة الحرية.
ضيوف شرف
فريق المجد جاء في المركز الرابع عشر وله 64، وزار الدوري الممتاز ثلاث مرات وأفضل مركز حققه المركز العاشر موسم 2017-2018 ونال فيه ثلاثين نقطة، وفي الموسم الذي يليه هبط إلى الدرجة الأولى بعد أن حل في المركز 13 ونال 22 نقطة وهبط رفقة فريق حرفيي حلب، عاد إلى الدوري الممتاز موسم 2022-2023 ولم يصمد وكان الهابط الوحيد في هذا الموسم بعد أن حل في المركز الحادي عشر برصيد 12 نقطة، وسبقه بالهبوط فريق الجزيرة الذي انسحب في إياب الدوري فشطبت كل نتائجه.
إدارة نادي المجد تحاول اليوم إعادة ترتيب أوراقها من خلال صناعة فريق جديد يعيد الألق لفريق المجد العريق، والبداية بالتعاقد مع المدرب ياسر مصطفى المتخصص بفرق الدرجة الأولى وقد أعان حرجلة على الصعود فيما سبق وصعد بالشرطة إلى الممتاز في الموسم الماضي، لكن خير الكلام أن يتجه النادي نحو العناية بالقواعد وأن يوفر خزاناً بشرياً من المواهب يجدهم في المستقبل أمامه، ويكونون خير معين له باستعادة مجده ومكانه بالدوري الممتاز.
حرجلة كان الممثل الوحيد لمحافظة ريف دمشق في دوري الكبار منذ إنشاء الدوري، شارك موسم 2020-2021 وأثبت وجوده وجاء في المركز الثاني عشر برصيد 23 نقطة، وفي الموسم التالي هبط إلى الدرجة الأولى رغم احتلاله المركز الثاني عشر برصيد 27 نقطة، وهبوطه جاء لاعتماد هبوط أربعة فرق في هذا الموسم وهبط معه : الشرطة 33 نقطة والنواعير 14 نقطة وعفرين بخمس نقاط.
لا نية لفريق حرجلة بالصعود إلى الدرجة الممتازة وهو يحاول تأسيس قواعد كروية والثبات في الدرجة الأولى في الأوقات الحالية.
فريق حرفيي حلب زار الدوري الممتاز مرتين في أول موسمين للدوري الممتاز في الموسم الأول 2017-2018 جاء في المركز الحادي عشر برصيد 28 نقطة، وفي الموسم التالي احتل المركز الأخير برصيد 11 نقطة وهبط مع فريق المجد.
فريق الحرفيين الآن في الدرجة الثانية ويحافظ على وجوده ممارساً لكرة القدم، يحتل الفريق المركز السادس عشر برصيد 39 نقطة.
فريق الحرية العريق يدفع ثمن أبنائه المختلفين عليه، ويدفع ثمن الشللية العفنة التي ما زالت تسكن النادي، ولأجل ذلك فشلت كل الإدارات المتعاقبة، لأن الذين هم خارج الأرض يوجهون بوصلتهم لإسقاط الإدارة ولإفشال العمل الرياضي وهذا الأمر استمر في المواسم الماضية من دون أي علاج، فريق الحرية كبير وعريق ويملك منشأة ضخمة واستثمارات كبيرة وله تاريخ كبير في كرة القدم وكان ركناً من أركان كرتنا وأحد روافد المنتخبات الوطنية، زار الحرية الدوري الممتاز في موسمين، الأول 2020-2021 وجاء في المركز الأخير برصيد 15 نقطة مع الساحل الذي نال 17 نقطة، وشارك الموسم الماضي وجاء أيضاً في المركز الأخير برصيد ثماني نقاط وهبط مع الساحل الذي حصل على 14 نقطة، الحرية جاء في المركز 17 وله 23 نقطة.
المحافظة شارك في أول دوري ممتاز موسم 2017- 2018 وجاء في المركز 13 برصيد 23 نقطة وهبط مع الجهاد الذي جاء أخيراً بتسع نقاط، بهذا الرصيد احتل المحافظة المركز 18، وغاب بعدها في الدرجة الأولى، ومستقبل الفريق غامض حالياً بعد اعتذاره عن المشاركة في دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، وبالتالي صار في عداد الدرجة الثانية.
الجهاد يحتل المركز 19، برصيد تسع نقاط من مشاركته الوحيدة موسم 2017- 2018 وقد جاء آخر الدوري، وهبط إلى الدرجة الأولى وما زال فيها، ويعد الآن فريقاً يهدف من خلاله إلى الصعود إلى الدرجة الممتازة، وشارك مؤخراً بدورة الوفاء والولاء التي نظمها نادي تشرين وترك انطباعاً حسناً عن فريقه.
الجزيرة يحتل المركز العشرين وله سبع نقاط وتأهل إلى الدوري الممتاز في موسمين، الأول كان موسم 2019-2020 وجاء بالمركز الأخير وهبط مع النواعير، ومشاركته الثانية كانت موسم 2022-2023 وانسحب في الإياب وشطبت كل نتائجه، كما انسحب الموسم الماضي من دوري الدرجة الأولى وهبط إلى الثانية ومصيره اليوم غير معروف!
المركز الأخير يحتله عفرين وقد زار الدوري الممتاز موسم 2021-2022 وجاء في المركز الأخير برصيد خمس نقاط، ويلعب في الدرجة الأولى ضمن ظروف صعبة وإمكانيات قليلة وموارد شحيحة.
الفريق الأخير الذي سيزور الدوري الممتاز هو الشعلة وسيكون الفريق الثاني والعشرين الذي سيدخل هذا الدوري، وسننتظر ما سيصنع في هذا الدوري، فهل سيكون بداية لمرحلة جديدة أم إنه سيكون ضيف شرف؟