زحمة كروية (سلبية)
| غانم محمد
يتجه لاعبو كرة القدم في العالم إلى الانفجار بوجه الاتحاد الدولي للعبة والاتحاد القارية، بسبب زحمة المباريات التي يضطرون للعبها دون راحة، ودون أي فرصة للتعافي، وخاصة هذا الموسم مع التحوّل إلى الشكل الجديد في دوري أبطال أوروبا وفي كأس العالم للأندية.
الاتحادات المذكورة تنظر إلى اللاعب وإلى اللعبة على أنهما (بقرة حلوب)، وتبحث عن مزيد من الاستثمارات فيهما دون الالتفات إلى أن اللاعب من لحم ودم، ولديه قدرة محدودة على التحمّل والاستمرار في القدر ذاته من العطاء، فما بالك عندما تعقب هذه الزحمة صيفاً كان مكتظاً باستحقاقات المنتخبات الوطنية على الصعيد القاري والأولمبي وتصفيات كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية وتصفيات إفريقيا وغير ذلك!؟
من حق اللاعبين أن يصرخوا، ومن واجب الآخرين أن يسمعوا ذلك، ومن حقنا كمشاهدين أن نرى نجومنا المفضلين بأحسن حال، وبجاهزية جيدة، ونستمتع بما يقدمونه على مختلف المستويات.
تابعنا انطلاقة الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، ودققنا في تفاصيل أداء اللاعبين الدوليين في الفرق ذات الجماهيرية الجارفة، وليس خافياً على أحد أن كلّ النجوم تقريباً بعيدون كل البعد عن مستوياتهم، وبعضهم لعب مباراة أو اثنتين وابتعد بسبب الإصابة!
اللاعب بحاجة للراحة، ولإعادة التأهيل والتعافي بين موسمين، وبحاجة لبعض الرفاهية حتى يكون في قمة مستواه، وما يحدث في كرة القدم العالمية حالياً يخفّض منسوب المتعة بشكل كبير..
الفرق الكبرى في أوروبا، مضطرة للعب من 5-7 مباريات خلال شهر تقريباً بين فترة التوقف الدولي السابقة واللاحقة، وبمعدل مباراة كل 3- 4 أيام تقريباً، ومن الطبيعي أن يفرز هذا الوضع إصابات كثيرة لأولئك اللاعبين الذي لا يجدون أي وقت لالتقاط أنفاسهم!
المضحك المبكي أن الاتحاد الإفريقي يصرّ على إقامة بطولته القارية للمنتخبات الأولى كل سنتين مرّة، وهو يعلم أن لاعبيه لا يرتاحون أبداً في ملاعب أوروبا، ولذلك غالباً ما يغيب عدد كبير من النجوم السمر عن منتخباتهم لأسباب مختلفة!