الأخبار البارزةشؤون محلية

المجتمع المحلي قال كلمته: نوافق على تنفيذ مشروع «المجتهد باب مصلى» … محافظ دمشق لـ«الوطن»: 350 ملياراً الكلفة التقديرية الأولية للمشروع وعلى عاتقنا تأمين التمويل الذاتي

| فادي بك الشريف – تصوير: طارق السعدوني

أبدى المجتمع الأهلي موافقته وتشجيعه على نفق المجتهد وذلك نتيجة التصويت الإلكتروني على تنفيذ عقدة المجتهد باب مصلى نظراً لأهميتها الكبيرة والضرورية في معالجة جميع المشكلات.

وفي ثاني جلسات الحوار تحت عنوان «لأجل دمشق نتحاور» استطلعت المحافظة آراء أهالي ممثلي أحياء الميدان وكفرسوسة والقنوات والشاغور بمشروع نفق المجتهد- باب مصلى بهدف التعرف على رؤاهم وقرارهم حول طرح مشروع نفق المجتهد- باب مصلى وذلك بحضور محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي ورئيس مجلس المحافظة محمد إياد الشمعة وعدد من المديرين المعنيين.

الحوار الذي أقيم في حي الميدان الدمشقي تم خلاله استخدام تقنيات إلكترونية لاستطلاع رأي المشاركين ممن تم اللقاء معهم الأسبوع الماضي والتصويت على المشروع بشكل إلكتروني عبر تقنية تفاعلية، مع الاطلاع بشكل مفصل على الخدمات والبنى التحتية للمشروع والاستماع لتوصيات ومقترحات الأهالي وفقاً للأولوية في التنفيذ وتحسين البنية التحتية من شبكات المياه والاتصالات والكهرباء والصرف الصحي.

مداخلات

وتركزت مداخلات المشاركين حول ضرورة تنفيذ المشروع لما يشكله من أهمية كبيرة في معالجة مشكلة الازدحام المروري الكبير في المنطقة والحاجة الملحة لتحديث البنية التحتية التي أصبحت متهالكة لقدمها وعدم صيانتها منذ عقود.

وأكدوا ضرورة الالتزام بالمدة الزمنية المطروحة للتنفيذ واستخدام مواد أولية ذات جودة عالية تتماشى مع التقدم التكنولوجي الحالي، مطالبين بضرورة تفعيل هذه الحوارات بشكل مستمر لتشمل كل المناطق.

إشراك المجتمع الأهلي

وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الجلسة، أكد محافظ دمشق أن الجلسات الحوارية تنبثق من توجيه السيد الرئيس بشار الأسد بأن تكون المواطن بوصلة عمل الحكومة وشريكاً في اختيار المشروعات الإستراتيجية التي تنفذها المحافظة، والهدف من المبادرة إشراك المجتمع الأهلي في صنع القرار وتحديد الأولوية في المحافظة.

واعتبر أن مشروع النفق سيكون من أولويات عمل المحافظة، ولاسيما أن نسبة 97 بالمئة من المجتمع الأهلي يطالبون ويصوتون على تنفيذ هذا المشروع الإستراتيجي.

المشروعات الخدمية واجب

وبيّن المحافظ أن المشاريع الإستراتيجية لن تكون على حساب تنفيذ المشاريع الخدمية، معتبراً أنها واجب عمل يومي على المحافظة وجميع مديرياتها الخدمية، بحيث إن تنفيذ المشروعات التنموية لن يؤثر في الإطلاق على عمل المحافظة فيما يخص الشق الخدمي.

وكشف أن الكلف التقديرية الأولية لمشروع نفق المجتهد باب مصلى تتجاوز 350 مليار ليرة منها 100 مليار ليرة تكاليف إعادة تأهيل كل البنى التحتية الموجودة من اتصالات ومياه وصرف صحي وكهرباء وإشارة.. إلخ، مبيناً أن المشروع يقسم لقسمين الأول يخص جسم النفق والذي يبلغ طوله 1400 متر ذو شقين أحدهما يبدأ من تقاطع البعث إلى كراجات السيدة زينب والشق الآخر من دوار باب مصلى باتجاه طريق الزاهرة الجديدة وطريق المنطقة الصناعية بطول 450 متراً.

قبل نهاية العام

ورداً على سؤال «الوطن» حول الإجراءات المقرر اتخاذها في حال قررت المحافظة ضرورة تنفيذ المشروع، قال المحافظ: ما دام المشروع هو رغبة المجتمع الأهلي سيتم استكمال كل الإجراءات الإدارية بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارة الإدارة المحلية واللجنة الاقتصادية لأخذ الموافقات للبدء بأعمال التنفيذ، متوقعاً أنها ستكون قبل نهاية العام، وعلى عاتق محافظة دمشق تأمين التمويل الذاتي للمشروع كما حصل في تنفيذ مشروع نفق المواساة.

منصة إلكترونية

وأكد كريشاتي استمرار المحافظة في جلسات الحوار مع المجتمع الأهلي خلال الأسابيع القادمة، مضيفاً: من خلال المنصة الإلكترونية التي تم إحداثها لاستقبال طلبات المواطنين وصلتنا مطالب بإقامة جلسات حوارية حول مناطق الجاحظ والشعلان والمزة، على أن يتابع الموضوع ضمن جلسات حوارية لاختيار أي عمل من خلال التنسيق الكامل مع المجتمع الأهلي.

دعم وتمكين القرارات

من جانبه عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق ومنسق جلسات الحوار قيس رمضان لفت إلى أن المشروع يعتمد بشكل أساسي على جلسات الحوار مع المواطنين لأنهم البوصلة الأهم في مثل هذه المشاريع ولدورهم في دعم وتمكين القرارات التي يتم طرحها من خلال عرض الخطط وتحديد الأولويات وفق الاحتياجات ودورهم بتقديم رأيهم ومقترحاتهم للمشاريع التي ستقوم المحافظة بتنفيذها، موضحاً أن المشروع سيبدأ من أحياء المجتهد وباب مصلى والميدان ليشمل فيما بعد كل مناطق وأحياء دمشق.

تفاصيل المشروع

هذا وعرض مدير الدراسات الفنية في المحافظة معمر دكاك فيديوهاً تعريفياً بالمشروع والذي يقع على امتداد طريق يربط بين غرب مدينة دمشق وشرقها موازياً للمتحلق الجنوبي، معتبراً أن البرومو جاء تلبية لمطالب أهالي المنطقة للاطلاع على آلية دراسة المشروع والحركات المرورية التي لاقت ايجابية كبيرة استناداً إلى التصويت الذي قام به المشاركون في جلسة الحوار، لافتاً إلى المهنية العالية التي تم اعتمادها في دراسة المشروع تفادياً لأي أخطاء مستقبلية.

الأهداف

وقال دكاك: هناك مجموعة من العقد الطرقية على هذا الطريق منها المواساة و17 نيسان وكفرسوسة والكارلتون إضافة للأهداف المرجوة منه والمتعلقة بتخفيف الازدحام المروري في منطقتي المجتهد وباب مصلى وتطوير محاور الحركة المرورية وربطها مع العقد الطرقية المجاورة وفصل الحركة العابرة عن الحركة السطحية وتوحيد الاتجاهات في الشوارع، إضافة لتحديث البنى التحتية ضمن الموقع والمنطقة الجنوبية بدمشق.

وحسب دكاك يبدأ النفق باتجاه الذهاب عند دوار البعث، ويستمر حتى دوار باب مصلى، ثم يتجه إلى شارع أبن عساكر، لينتهي قبل كراجات السيدة زينب، ويتفرع عن نفق الذهاب عند باب مصلى تفريعة باتجاه الزاهرة الجديدة تحت شارع القدس وتنتهي التفريعة قبل تقاطع المواصلات، ويبدأ النفق باتجاه الإياب في شارع ابن عساكر، ويستمر موازياً للنفق باتجاه الذهاب حتى تقاطع دار البعث.

الكشوف التقديرية للمؤسسات الخدمية

وفيما يخص «شركة الصرف الصحي»، بيّن مدير الدراسات الفنية أن كلفة نقل وتحويل خطوط الصرف الصحي وتحديثها ضمن موقع الدراسة بلغت 12 مليار ليرة، علماً أن أغلب الخطوط قديمة ومنفذة قبل عام 1980 ماعدا الخط «مقابل جامع سعد» فهو منفذ ضمن أعمال مشروع الصرف الصحي لدمشق عام 1993.

وأكد أن مجموع أطوال الخطوط التي سيتم استبدالها أثناء تنفيذ المشروع تقدر بـ3200 متر طولي، وخاصة أنه لم يطرأ أي تحديث على هذه الخطوط منذ تاريخه.

وبالنسبة لخطوط الكهرباء، قال دكاك: بلغت كلف نقل وتحديث شبكة الكهرباء 17 مليار ليرة، أما شبكة التوتر المتوسط فهي قديمة ومنفذة منذ أكثر من 30 عام والتي سيتم استبدالها وتقدر بـأكثر من 31 ألف متر طولي.

وفيما يخص مؤسسة المياه، بلغت كلف نفق وتحويل الخطوط وتحديثها ضمن موقع الدراسة بقيمة 30 مليار ليرة، علماً أن الخطوط قديمة ومنفذة منذ 1983 وآخر توسع لبعض الخطوط الصغيرة كانت بعام 2000 و2009، وأطوال الخطوط التي سيتم استبدالها تقدر بـ6150 متراً طولياً.

وحول الشركة السورية للاتصالات وإدارة الإشارة، بلغت كلف نقل وتحويل خطوط الشبكة 36 ملياراً، علماً أن أغلب خطوط الإشارة منفذة منذ 1968 ولم يطرأ أي تحديث أو تعديل عليها، كما أن آخر تحديث لخطوط الاتصلات منفذة منذ 1980 وآخر سنة للتحديث هي 2006، مشيراً إلى أنه سيتم تزويد المنطقة بكوابل جديدة بطول يتجاوز 52 ألف متر طولي على جانبي النفق، أما خطوط الإشارة وأغلبها من الرصاص ولا يمكن نقلها وبالتالي لابد من خطوط حديثة بطول أكثر من 25 ألف متر طول.

وفورات

وبين دكاك أن الوفر الناتج عن تنفيذ النفق 40 بالمئة، حيث تبلغ الغزارات اليومية الحالية للتيارات المرورية في منطقة المشروع بحوالي 100 ألف سيارة، ولاسيما أن مدة الرحلة الوسطية للسيارة 6 دقائق.

وأضاف: بما أن معدل استهلاك السيارة من الوقود في منطقة المشروع حيث السرعة لا تتجاوز 40 كم في السعة بما يساوي 0. 12 ليتر في كم، فإن الوفر اليومي الناتج عن تنفيذ العقدة يصل إلى 9 آلاف ليتر محروقات، أما الوفر السنوي وفق الحد الأدنى «ضرب 250 يوم» فيصل إلى 2 مليون و260 ألف ليتر، ويصل وفق قاعدة الربح المركب إلى 2.8 مليون ليتر، ناهيك عن تحقيق وفورات في الوقوف الساكن للسيارة.

وحسب دكاك يحقق المشروع توفيراً في نسبة الاستهلاك للسيارة بما يقدر بـ2 مليون و856 ألف ليتر سنوياً، وتحقيق وفر سنوي في كمية الوقود بما يقدر بـ39 مليار ليرة سنوياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن