واشنطن اعتبرت تمثيل الاحتلال بجثث الفلسطينيين في قباطية «مزعجاً للغاية»! … «الأورومتوسطي»: تجاوز التعريف القانوني لجرائم الحرب
| وكالات
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق دولي عاجل وفعال في حادثة إلقاء جنود الاحتلال الإسرائيلي جثامين شهداء فلسطينيين من فوق سطح منزل في قباطية شمال الضفة الغربية، على حين قال البيت الأبيض إن المقاطع المصورة التي تظهر تنكيل جنود إسرائيليين بجثث فلسطينيين وإلقائها «مزعجة للغاية».
وقال المرصد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني أمس: «هذه الحادثة المروعة تضاف إلى مسلسل الفظائع والجرائم الخطيرة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأكد أنه ينبغي تفعيل إجراءات المساءلة على جريمة تمثيل جيش الاحتلال الإسرائيلي بجثامين الشهداء الفلسطينيين، حيث يتعين بموجب القانون الدولي معاملة الجثث باحترام، ومنع تشويهها وإعادتها إلى عائلاتها، ولاسيما أن مثل هذه الممارسات الخطيرة تكررت على نطاق واسع في قطاع غزة.
وأشار «الأورومتوسطي» إلى أن ما حدث في قباطية يتجاوز التعريف القانوني لجرائم الحرب، لكونه ليس حدثاً معزولاً أو استثنائياً قام به عدد من جنود الاحتلال، بل هو جزء من نمط منهجي وطويل الأمد من الجرائم اللا إنسانية التي واجهها الفلسطينيون على مدى عقود، وقال: «إن الأعمال الوحشية التي وقعت في قباطية تعكس الممارسات الراسخة للإبادة التي تُعززها حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل».
وأكد «الأورومتوسطي» أن وقت مساءلة ومحاسبة الكيان الإسرائيلي قد تأخر كثيراً، ويجب على المجتمع الدولي الآن أن يعترف بعواقب أفعاله وتقاعسه في الماضي، وعليه أن يعمل فوراً على اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء هذه المعاناة وأن يصحح هذا الظلم التاريخي من أجل الأجيال الحالية والمستقبلية، سواء بالنسبة للفلسطينيين أو للبشرية جمعاء.
في سياق متصل، اكتفى البيت الأبيض بالقول إن المقاطع المصورة التي تظهر تنكيل جنود إسرائيليين بجثث فلسطينيين وإلقاءها من سطح منزل بالضفة الغربية المحتلة مزعجة للغاية، وأوضح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في مؤتمر صحفي أول من أمس الجمعة، أن «الفيديو إذا ثبتت صحته فإنه سيصور سلوكاً فظيعاً من جنود محترفين»، وفق وكالة «الأناضول».
وأضاف: «تواصلنا على الفور مع نظرائنا الإسرائيليين بشأن الأمر وضغطنا عليهم للحصول على مزيد من التفاصيل، وأبلغونا أنهم سيحققون في ذلك، وأنه ستكون هناك مساءلة مناسبة إذا لزم الأمر»، وتحدث كيربي عن حرص الولايات المتحدة على «معرفة نتائج التحقيق، وكما هو الحال دوما نتوقع أن يتم إجراء تحقيق شامل وشفاف!!».
والخميس الماضي، أكدت مصادر فلسطينية أن جنوداً بجيش الاحتلال الإسرائيلي ألقوا جثامين 3 فلسطينيين من سطح منزل في قباطية بمحافظة جنين، حيث قتلوهم هناك بعد محاصرة المنزل منذ صباح اليوم ذاته.
على ضفة موازية، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» أمس السبت، عن مسؤولين أميركيين أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة كانت في مرحلة حساسة لدرجة أن وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن زار مصر فقط، وقال المسؤولون وفق الوكالة: إن بلينكن لم يزر إسرائيل في جولته الأخيرة لأن ذلك قد يدفع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى قول شيء يقوض الوساطة.
وخلال زيارته مصر الثلاثاء الماضي، تحدث بلينكن عن تقدم مساعي إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على 15 نقطة من أصل 18 في مسودة الاتفاق، وأن «حل القضايا المتبقية هو مسألة إرادة سياسية»، وغداة زيارته السريعة للعاصمة المصرية القاهرة في محاولة لإحياء المفاوضات حول اتفاق بين حماس وإسرائيل، وخفض التصعيد بين حزب اللـه وإسرائيل، شارك بلينكن في اجتماع خماسي عقد في العاصمة الفرنسية باريس الخميس الماضي، إضافة إلى ممثلين للدبلوماسية الفرنسية والألمانية والإيطالية والبريطانية وبحث الوضع في لبنان ومصير المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.