الأولى

مناطق الاحتلال التركي تدخل حالة من التوتر والاصطفافات … اشتباكات بين ميليشيات أردوغان المؤيدة والرافضة لفتح «أبو الزندين»

| حلب- خالد زنكلو

أدى إخفاق المجتمعون في بلدة حوار كلس التركية أول أمس، والذي ضم ممثلين عن ميليشيات «الجبهة الشامية» والاستخبارات التركية، في إقناع الأولى بالتخلي عن «صقور الشام» و«صقور الشمال» إلى فتح باب الصراع على مصراعيه بين مكونات ميليشيات «الجيش الوطني» بشقيها الموالي والمعارض لسياسة أنقرة في المنطقة.

وفي هذا السياق اندلعت أمس اشتباكات بين ميليشيات إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المؤيدة لافتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مناطق هيمنتها في مدينة الباب مع مناطق الحكومة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي، وتلك الرافضة لوضع المنفذ التجاري والإنساني في الخدمة.

ويأتي ذلك على خلفية صدور قرار الأربعاء الماضي مما يسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة التابعة لأنقرة بحل فصيلين مما يدعى «الجيش الوطني»، الذي شكلته إدارة أردوغان في المناطق التي تحتلها شمال وشرق البلاد، وانضمامهما إلى ميليشيات «الجبهة الشامية» المناوئة لافتتاح المنفذ ولتوجه أنقرة لإعادة العلاقات الطبيعية مع دمشق.

مصادر متطابقة أهلية وأخرى معارضة مقربة من ميليشيات أردوغان، ذكرت أن الطرفين المتصارعين، «الشامية» وفصائل موالية لأنقرة من «الجيش الوطني»، حشدا قواتهما في منطقتي عفرين وإعزاز بريف حلب الشمالي، تأهباً لجولة من القتال بعد انضمام ميليشيات «صقور الشام» و«صقور الشمال» إلى «الشامية»، التي احتضنتهما وأعلنت عزمها الدفاع عنهما، إثر إصدار «المؤقتة» قراراً بحلهما وتوزيع مقدراتهما المالية والعسكرية ومسلحيهما على باقي ميليشيات «الجيش الوطني».

وكشفت المصادر لـ«الوطن» أن اجتماعاً عقد أول أمس في حوار كلس التركية ضم ممثلين عن «الشامية» والاستخبارات التركية، ولم يفلح في إقناع الأولى بالتخلي عن «صقور الشام» و«صقور الشمال» لتنفيذ قرار «المؤقتة»، ما يعني فتح باب الصراع على مصراعيه بين مكونات ميليشيات «الجيش الوطني» بشقيها الموالي والمعارض لسياسة أنقرة في المنطقة، على الرغم من ورود أنباء بأن أنقرة تفضل حل الخلاف ودياً تجنباً لمزيد من الانقسامات والاصطفافات في صفوف ميليشياتها، بعدما فشلت مراراً في فرض «تشكيل عسكري موحد» يؤلّف بين مكوناتها، وعلى الرغم من ضياع فرصة احتواء «الشامية» حتى أمس.

وبيّنت المصادر أن صدى إخفاق اجتماع حوار كلس، غذّى التوترات القائمة في ريف حلب الشمالي، بعد توزيع الشامية مسلحيها مع مسلحي «صقور الشام» و«صقور الشمال» وما يسمى القاطع الشرقي من ميليشيات «حركة أحرار الشام»، على محاور القتال المفترضة، وإرسال «الجيش الوطني» تعزيزات إلى المنطقة، تحت مسمى «القوة المشتركة»، التي تضم ميليشيات «الحمزات» و«العمشات» الموالية لإدارة أردوغان.

وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات دارت أمس بين «القوة المشتركة» و«صقور الشمال» إثر محاولة الأولى التقدم نحو مناطق تمركز الأخيرة في بلدة شيخورزة بناحية بلبل عند الحدود التركية شمال عفرين، وأكدت وقوع جرحى بين الفريقين قبل انسحاب «القوة المشتركة» إلى مواقعها.

في السياق ذاته، أوضحت مصادر محلية في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي لـ«الوطن» أن «الشامية» وحليفتها ميليشيات «أحرار الشرقية»، واجهتا حشود «الجيش الوطني»، ولاسيما من «العمشات» في المنطقة، بحشود مقابلة، على خلفية تأزم الوضع في عفرين وإعزاز، ما ينذر بامتداد الصراع إلى مناطق الاحتلال التركي في تل أبيض ورأس العين شمال غرب الحسكة في المنطقة التي تسمى «نبع السلام» شمال شرق البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن