بطولة السوبر لكرة السلة… الفوز الثاني للأنترانيك والخسارة الثالثة للجيش ولهذه الأسباب انسحب أهلي حلب من البطولة
| مهند الحسني
اختتمت مساء أمس مباريات الدور الأول من بطولة كأس السوبر لكرة السلة المقامة في مدينة الفيحاء بدمشق، وينص نظام البطولة على تأهل كل الفرق بنقاطها إلى الدور الثاني على أن تكون مباريات الدور الثاني حسب ترتيب كل فريق ضمن مجموعته، بحيث يلتقي الأول من المجموعة الأولى مع الرابع من المجموعة الثانية.
مباريات قوية
شهد اليوم الرابع من البطولة لقاءات قوية وندية حفلت بكثير من الإثارة وخاصة أنه كانت هناك مباريات بصبغة لبنانية بحتة عندما تواجه فريق الأنترانيك مع نظيره أكاديمية نديم سعيد حيث جاء اللقاء قوياً في مجريات ومثيراً بتقلباته، في حين لم يكن لقاء الجيش ونادي بيروت بتلك المتعة نظراً لغياب اللاعبين المحترفين عن صفوف الجيش، بينما اختتمت مباريات أمس بلقاء قمة جرى في وقت متأخر جمع الوحدة الدمشقي مع الزمالك المصري.
نكهة لبنانية وإثارة
قدم فريقا الأنترانيك وأكاديمية نديم سعيد اللبنانيان مباراة كانت غنية باللمحات الفنية الجميلة نظراً لما يملكه الفريقان من لاعبين من طراز النجوم، حيث جاءت المباراة منذ بدايتها قوية وتعادل الفريقان أكثر من مرة وتبادلا أدوار التقدم سلة بسلة، والفريقان يعرفان مقدرات بعضهما جيداً لذلك كان اللعب مفتوحاً ونجحت تبديلات مدربي الفريقين في استعادة المبادرة ما زاد اللقاء جمالية، فكان الأداء متكافئاً إلى حد كبير بين الفريقين اللذين نجحا في التسجيل حيث انتهى الشوط الأول بتعادل الفريقين 35-35.
وانخفضت نسبة تسجيل الفريقين بعد أن أضاعا الكثير من الكرات السهلة نتيجة التسرع، لكن الأنترانيك كان الأميز قليلاً وتمكن لاعبوه من التسجيل والتقدم لينتهي الربع الثالث لمصلحته 11-7.
في الحصة الأخيرة نجح الأنترانيك في فرض سيطرته ووسع الفارق إلى عشر نقاط مستغلاً حالة الارتباك في أداء فريق أكاديمية نديم سعيد الذي لم يتمكن من وقف هجمات الأنترانيك وأضاع الكثير من الكرات السهلة لتنتهي المباراة للأنترانيك بفارق عشر نقاط 66-56.
لماذا انسحب أهلي حلب؟
اعتدنا في جريدة الوطن على نقل الحقيقة والوقائع كما هي وبحذافيرها ولسنا بصدد الوقوف مع هذا النادي ضد ذاك لإيماننا العميق بأن ما يجري بغض النظر عن هوية مرتكبيه هو يسيء للرياضة السورية وللأخلاق التي تربينا عليها، وكل ما جرى ساهم في تعكير صفو البطولة التي سادتها أجواء جميلة ومثالية ويتنافى مع توجهات القيادتين الرياضية والسياسية، لذلك لابد من تسليط الضوء على ما جرى بعد أن تبلورت الحقيقة لنا بكامل صورتها وتم أخذ آراء المعنيين على اتحاد كرة السلة وبطولة السوبر.
حقائق
ما إن انتهت مباراة الوحدة الدمشقي وفريق أكاديمية نديم سعيد اللبناني تم السماح لفريقي أهلي حلب وبيروت اللبناني بالدخول لأرض الصالة من أجل إجراء عمليات الإحماء والاستعداد للمباراة، لكن بعض القلة القليلة من جمهور نادي الوحدة والذين لا يمثلون هذا النادي الكبير قاموا بإسقاط علم نادي الأهلي الموضوع بسقف الصالة إلى جانب أعلام بقية الأندية المشاركة، الأمر الذي ترك استياء كبيراً لدى لاعبي الأهلي الذين وجدوا علم ناديهم على أرض الصالة، وهنا بدأ هؤلاء القلة من نادي الوحدة بشتم لاعبي الأهلي بوابل من الشتائم الخادشة للحياء وقاموا برمي بعض عبوات المياه على أرض الصالة، ما دفع لاعبي الأهلي إلى الدخول إلى المشالح وتم إعلام إدارة ناديهم بما جرى التي لم تتوان عن اتخاذ قرار الانسحاب من البطولة حرصاً منها على سلامة لاعبي الفريق وكان تدخل رجال حفظ النظام إيجابياً في إدخال اللاعبين إلى المشالح خوفاً من تفاقم الأمور.
وهنا قام مدير الشركة الراعية للبطولة الدكتور علي درويش بصحبة رئيس اتحاد السلة السابق جلال نقرش بالدخول إلى مشالح نادي الأهلي وطلبوا من إدارة الفريق العودة إلى الصالة، حتى إن بعض لاعبي نادي بيروت دخلوا المشالح بشكل ودي طالبين من الفريق العودة لبدء المباراة لكن قرار الانسحاب كان محسوماً من الإدارة، وتم منح فريق الأهلي مدة زمينة حسب الأنظمة والقوانين مدتها عشرون دقيقة وبعدها تم إطلاق الصافرة وإعلان خسارتهم اللقاء بنتيجة 20-0.
ما جرى في صالة الفيحاء لا يمت للأخلاق الرياضية بصلة ولا يمثل إدارة نادي الوحدة التي طالما نادت بضرورة ترطيب الأجواء بين الناديين لكن بعض الذين تستهويهم أحداث الشغب وإثارة الفتن ذهبوا لتعكير أجواء البطولة بتصرفات صبيانية بعيدة كل البعد عن معاني الرياضة السامية التي تربينا عليها.
إجراءات صارمة
اتصلت الوطن مع رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش الذي أبدى استياءه مما حصل في صالة الفيحاء، حيث أكد بأنه تم اتخاذ قرار بحل روابط إدارة نادي الوحدة ومن ثم مشاهدة أشرطة الفيديو الموضوعة بالصالة من أجل كشف هوية المتورطين بتلك الأحداث، وتابع يقول: هناك لجنة تحقيق ستقوم بتحويل كل من يثبت تورطه إلى القضاء لينال جزاء ما اقترفته يداه، وختم القوطرش حديثه بقوله ستكون هناك عقوبات صارمة بعد الانتهاء من التحقيق بشكل نهائي.
المعلا يضرب بقوة
لم ترق أحداث الشغب التي جرت في صالة الفيحاء للقيادة الرياضية التي سارعت إلى عقد اجتماع ظهر أمس حضره رئيس المنظمة فراس معلا وعدد من أعضاء اللجنة الأولمبية السورية ورئيس اللجنة التنفيذية بدمشق ورئيس اتحاد كرة السلة ورئيس نادي الوحدة.
وتمت مناقشة ما جرى وتم اتخاذ العديد من الإجراءات المناسبة من أجل اجتثاث فتيل الشغب من صالاتنا وملاعبنا.
– تم توجيه إدارة نادي الوحدة الرياضي بالإيعاز لجميع الروابط في النادي لحل نفسها تحت طائلة المسؤولية القانونية.
والتأكيد على اتحاد السلة بضرورة تقديم الفيديوهات والصور والأسماء المسؤولة عن حالات الشغب (محرض ومتدخل وفاعل) للجهات المختصة.
توجيه مجلس إدارة نادي الوحدة بتقديم أسماء الأشخاص المسؤولين عن حالات الشغب.
– تم توجيه تنبيه إلى اللجنة المنظمة وإدارة نادي الوحدة لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية واللازمة لضبط الحالة التنظيمية والجماهيرية في بقية مباريات الدورة.
– تغريم اللجنة المنظمة بقيمة كل الأضرار التي لحقت بصالة الفيحاء بعد حصرها.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة تحقيق مهمتها دراسة كل حالات الشغب التي حدثت أمس واتخاذ الإجراءات الصارمة قبل بدء الموسم السلوي الجديد.
الخسارة الثالثة
مني فريق الجيش بخسارة قاسية أمام بيروت اللبناني بواقع 107/80 بعد مباراة جيدة المستوى الفني وخاصة في بدايتها حيث قدم الجيش أداء جيداً وتعادل الفريقان أكثر من مرة لكن بيروت نجح في توسيع الفارق وأنهى الربع الأول لمصلحته 32/20.
في الربع الثاني شهد أداء الجيش تراجعاً غير مبرر وخاصة في الناحية الدفاعية نجح خلاله بيروت في التسجيل بسهولة وتوسيع الفارق إلى 24 نقطة، حيث انتهى الشوط الأول بتقدم بيروت 58/33 ونتيجة الربع لبيروت 26/13.
في الحصة الثالثة رفع الجيش راية الاستسلام وخاصة في الناحية الدفاعية ولم يتمكن لاعبوه من الاختراق واعتمدوا على التسجيل من خارج القوس لكن لم تكن ناجحة بنسبة كبيرة، في حين أن نادي بيروت لعب بطريقة قوية وسريعة وسجل لاعبوه بقوة ووسعوا الفارق.
واستمر الحال في الربع الأخير ولم تنفع تبديلات مدرب الجيش في إعادة التوازن للفريق فيما لعب بيروت بأريحية ووسع الفارق إلى ثلاثين نقطة.