آمال في وزارة إعلام
| يونس خلف
بعيداً عن كل أشكال الحديث المتداول والترقب والتسريبات الوهمية حول تشكيل الحكومة لأنني من أنصار أن من يقول إنه يعلم فهو أكثر الذين لا يعلمون، لكن اليوم مع مجيء حكومة جديدة يشغلني فيها جانب الإعلام والأمل بأن نكون أمام محطة انطلاق بالإعلام السوري إلى مستوى مواكبة عصر الإعلام بمختلف أسلحته وتقنياته.
وزير إعلامنا في حكومة تسيير الأعمال الدكتور بطرس الحلاق رأى في آخر حديث له مع الصحفيين في مؤتمرهم العام أن مشكلات قطاع الإعلام والعاملين فيه لا تتعلق بحجم الأموال ولا يوجد نقص فيها وإنما المشكلة تكمن بوجود قوانين تسمح بشراء معدات وآلات واستديو بالملايين لكن في الوقت نفسه لا تجيز هذه القوانين إعطاء أي حافز أو مكافأة لإعلامي وهنا المشكلة الحقيقية فمهما عملنا وحدثنا بالتكنولوجيا والكادر البشري غير محفز فهي طاقات مهدورة.
ومن المشكلات الأخرى -يضيف الوزير- وبحكم القوانين لم نستطع تنفيذ طلبات أقل من بسيطة تتعلق بالاستكتاب وهي لا تتعدى مبالغ قليلة قياساً للتضخم ومع ذلك خسرنا بقوانين مالية محكومون بها أن نفيد بهذا الجانب والمفارقة هنا أن كل مؤسسات الدولة وقياداتها مقتنعة أننا نحن بحاجة إلى طبيعة عمل خاصة بالصحفيين ولكن الجميع يتعاطف ويصرح ويقف عند القانون، وبدل أن نذهب إلى حلول ترقيعية كما حصل برفع تعويض الصحفيين من سنة ونصف السنة إلى ١٣ بالمئة بعد جهد جهيد نبقى في حلول وظيفية.
كلام السيد الوزير يعني بالمحصلة أننا بحاجة إلى صناع قرارات توفر لصناع الإعلام أن يعملوا وأن يصبح تطوير المحتوى الإعلامي هاجسهم وتفكيرهم وسعيهم لحظة بلحظة، وأن يتجه التفكير إلى إعلام قادر على التأثير في الرأي العام واستقطاب الكوادر والخبرات والكفاءات من خلال الحوار حول قضايا إعلامية إستراتيجية وتجاوز الحلول الترقيعية، وقبل ذلك تجاوز الاجتماعات الروتينية الوظيفية والحوارات السطحية ولعل أقرب مثال على ذلك أننا مازلنا نناقش لغاية اللحظة بأن ميديا التواصل الاجتماعي إعلام أم غير إعلام؟ بدل أن نناقش كيف نواجه هذا الغزو التكنولوجي المؤثر وخاصة اختراق المجتمعات والشباب والعقائد والأفكار.
وزارة الإعلام في الحكومة الجديدة يجب ألا تكون وزارة الإعلام ما قبلها.
لدينا مشكلة كبيرة بعلاقتنا كإعلاميين بمؤسسات المجتمع ومؤسسات الدولة ولاسيما لناحية مصادر المعلومات وإشكالية الحصول عليها وتوفير البيئة التشريعية والقانونية والمعيشية للصحفي السوري كي يتاح له أن يكون من صناع الإعلام المأمول.