الدنمارك: السماح لكييف بضرب العمق الروسي! … بوتين: الحقائق الجيوسياسية تفرض التعاون بقطاع الطاقة
| وكالات
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التعاون في قطاع الطاقة لتعزيز الاقتصادات الوطنية في ظل الحقائق الجيوسياسية الجديدة، أعرب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن قلق موسكو البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الشرق الأوسط، مع تفاقم التوتر وصعوبة التنبؤ بمآلات النزاع.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، قال بوتين للمشاركين في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي»: «في ظل الحقائق الجيوسياسية الجديدة، ينبغي التعاون في قطاع الطاقة ليعمل على تعزيز الاقتصادات الوطنية، والمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية ذات الأولوية وتحسين حياة الناس».
وأعلن بوتين أنه سيتم عقد اجتماع لوزراء الطاقة لدول «بريكس» على هامش المنتدى، وقال بهذا الصدد: «سيتم عقد اجتماع لوزراء الطاقة في دول «بريكس» على هامش المنتدى، والذي سيصبح أحد الأحداث الرئيسة في عام رئاسة روسيا لهذه المنظمة، وخلال المفاوضات، سيكون من الضروري الاتفاق على مبادئ التحول العادل للطاقة المشتركة بين دولنا وتحديد سبل تعزيز دور «بريكس» في حوار الطاقة العالمي».
في الغضون، أعرب الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن قلق موسكو البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الشرق الأوسط، مع تفاقم التوتر وصعوبة التنبؤ بمآلات «النزاع»، جاء هذا التصريح أمس الإثنين في معرض رد بيسكوف على سؤال صحفي عما إذا كان الكرملين يخشى من تصعيد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، إذ قال بيسكوف: «بالطبع، الوضع يتدهور كل يوم، ويتدهور بسرعة، والتوتر يتفاقم، وعدم قابلية (النزاع) للتنبؤ به يتزايد وهذا الأمر يثير قلقنا البالغ»، وفي وقت سابق، حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من عواقب مدمرة لأي عملية عسكرية واسعة النطاق في لبنان على أمن المنطقة بأكملها.
من جهة ثانية، وتعليقاً على كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول ضرورة قيام أوروبا في المستقبل بإعادة التفكير في علاقاتها مع روسيا، قال بيسكوف: «تتغير الأوضاع بسرعة، بما في ذلك البنية الأمنية في أوروبا، لذلك من الواضح أنه توجد ضرورة لإعادة ترتيب هذه البنية وبناء هيكل أمني جديد لأوروبا، نظام العلاقات الدولية برمته يتغير»، وأشار بيسكوف إلى أن هذا سيتطلب في المستقبل الكثير من الجهد وسيكون مصدر اهتمام خاص للكرملين من أجل ضمان المصالح الأمنية المشروعة لروسيا.
بموازاة ذلك، دعا النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أمس الإثنين، إلى الانتظار حتى نهاية الأسبوع قبل الوصول إلى أي استنتاجات، بشأن ما إذا كان الغرب قد استجاب لتحذيرات موسكو، بشأن الإذن المحتمل لكييف بضرب العمق الروسي.
وقال بوليانسكي، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك»: «من الصعب تقييم هذا الآن، دعونا ننتظر حتى نهاية الأسبوع لأنه سيكون هناك الكثير من الاجتماعات والكثير من التكهّنات»، مجدداً دعوته للانتظار حتى «إضفاء الطابع الرسمي على هذا في المناقشات»، وأكد بوليانسكي أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اختار طريق التصعيد بعد الهجوم على إقليم كورسك الروسي، مشيراً إلى أن الهجوم «أفضل إجابة» إلى كل من يأمل أن تسعى كييف إلى السلام، مذكراً بأن المرسوم الأوكراني الذي يحظر الدخول في أي مفاوضات مع المسؤولين الروس، لا يزال ساري المفعول.
وأكد بوليانسكي أن موسكو لم تطلع على خطة السلام المزعومة، أو إذا كانت قد تمت دعوتها لمناقشتها، ووصف زيلينسكي بـ«المجنون»، مضيفاً: من الصعب فهم ما يخطط له، وإن «هناك الكثير من الدخان حول إقامته هنا حول ما سيقترحه أو ما لن يقترحه»، وشدد على أن الغرب يتعين عليه «دعم الحملة الدعائية للرئيس الأوكراني المنتهية ولايته»، وإبقاء قضية الحرب في أوكرانيا «في بؤرة اهتمام المجتمع الدولي»، جازماً بأن الأمر «ليس سهلاً للغاية الآن، لذا فهي مهمة صعبة بالنسبة لهم».
من جهة ثانية، دعت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، حلفاء كييف إلى وقف الحديث عن الخطوط الحمر حول إمدادات الأسلحة المقدمة لأوكرانيا، والسماح لها بضرب عمق الأراضي الروسية، وقالت فريدريسكن في حديث لوكالة «بلومبرغ» «يجب على حلفاء أوكرانيا أن يتوقفوا عن التردد والسماح لها باستخدام الأسلحة الممنوحة لشن ضربات داخل روسيا، ووضع حد للنقاشات المتواصلة حول الخطوط الحمر منذ بداية الصراع، فهذا خطأ»، ورفضت فريدريكسن أي اقتراح مفاده أن السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي تبرعت بها الدول الغربية لشن ضربات بعيدة المدى في روسيا من شأنه أن يمثل تصعيداً سيجر حلفاء كييف إلى المعركة، ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن موسكو تمتلك أسلحة جاهزة للقتال وستكون لها عواقب وخيمة على شركاء نظام كييف.
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، بأن القوات الروسية حسنت أماكن تموضعها التكتيكي على عدد من محاور العملية العسكرية الروسية الخاصة، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر جسيمة، وأسقطت 25 مسيّرة أوكرانية، خلال الساعات الماضية.
وحسب بيان للوزارة، أوردته «سبوتنيك»، استهدفت وحدات من قوات مجموعة «الشمال» التابعة للقوات المسلحة الروسية، تشكيلات لواء المشاة الآلي 57 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الأرضي 113 في مناطق ليبتسي، وفولشانسك في مقاطعة خاركوف، وقضت على 1795 عسكرياً أوكرانياً في مختلف المحاور.
في الأثناء، قال الجيش الأوكراني أمس: إن وحدات من لواء الهجوم الجوي 95، دخلت الأراضي الروسية من نقطة جديدة في منطقة كورسك، وجاء في بيان صادر عن قيادة قوات الهجوم الجوي الأوكرانية أن «هذه هي العملية الناجحة الثانية لعبور الحدود الروسية منذ بدء العملية في منطقة كورسك الروسية»، وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية.