القسام أوقعت رتلاً من آليات الاحتلال في كمين محكم شرق رفح … عباس: دولة فلسطين صاحبة الولاية بقطاع غزة إلى جانب الضفة
| وكالات
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، على حين واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين في القطاع ضمن معركة «طوفان الأقصى»، وذلك في اليوم الـ353، موقعة خسائر في صفوفه.
وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على هامش مشاركته في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، أشاد عباس بعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، مقدراً عالياً مواقف الهند الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومثمناً ما تقدمه من دعم إنساني واقتصادي وتعليم وتدريب الكوادر الفلسطينية في مختلف المجالات، حسب وكالة «وفا» الفلسطينية.
وأشار عباس إلى رغبة دولة فلسطين بالحصول على عضوية مجموعة «بريكس» ومنظمة «شنغهاي» للتعاون، حيث سيشارك رئيس دولة فلسطين في اجتماعات قمة «بريكس» القادمة في روسيا نهاية تشرين الأول المقبل، مبيناً أن دولة فلسطين ستواصل السعي لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما تم إطلاع رئيس الوزراء الهندي على آخر تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
وقبل ذلك، استعرض عباس خلال لقائه «رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني» رشاد محمد العليمي، آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وانتهاكات الاحتلال ومستعمريه الإرهابيين في الضفة الغربية بما فيها القدس، مجدداً الموقف الفلسطيني الداعي إلى وقف العدوان على الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة وإعادة الإعمار والذهاب لعملية سياسية تنهي الاحتلال وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية في قطاع غزة إلى جانب الضفة بما فيها القدس وستواصل القيام بمسؤولياتها.
وانطلقت أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة، الثلاثاء الماضي، تحت عنوان: «الوحدة في التنوع من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية للجميع في كل مكان»، حيث شهدت هذه الدورة حدثاً تاريخياً بحصول دولة فلسطين على مقعد رسمي بين الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمرة الأولى خلال الجلسة الافتتاحية، وذلك تنفيذاً لقرار صدر في أيار الماضي، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد غد الخميس، كلمة دولة فلسطين أمام الجمعية العامة.
إلى ذلك، حذر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، من تحركات حكومة الاحتلال التي تسعى إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والبدء في التأسيس لإنشاء مصعد كهربائي في محيط المسجد الأقصى، وقال في بيان: «إن حكومة اليمين المتطرفة والجماعات الدينية المتشددة تستغل الأعياد اليهودية لتثبت امتلاكها الإمكانية والقدرة والإرادة لحسم هوية المسجد وتصفيتها وتحويله لـ «هيكلهم المزعوم» عبر زيادة أعداد المقتحمين والتمادي في ممارسة الطقوس التلمودية في باحاته والسجود الملحمي التلمودي»، مضيفاً: «إن حكومة اليمين المتطرفة هي من تخطط وتنفذ وتوفر الحماية لهذه الجماعات التي يقودها وزراء في الحكومة في انتهاك سافر لجميع القرارات الدولية التي تحمي المدينة المقدسة وأماكنها الدينية الإسلامية والمسيحية، وإشعال حرب دينية تشمل المنطقة وتقضي على أي بريق أمل لإحلال السلام والأمن في المنطقة».
كما أدان المجلس الوطني جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مدرسة كفر قاسم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، التي تؤوي نازحين، حيث استشهد العديد من الأطفال والنساء، وأشار المجلس في بيانه، إلى أن تكرار القتل الجماعي وارتكاب المجاز اليومية بحق مخيمات ومدارس اللجوء والنزوح التي صنفت مناطق إنسانية، سببه الرئيس تعامل دول العالم مع دولة الاحتلال وكأنها فوق القانون الدولي، مشدداً على أن صمتها يمثل إهانة للعدالة والمبادئ الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في فلسطين المحتلة.
وبشأن الضفة الغربية، لفت المجلس إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث شدد المجلس على أن تكرار اعتداء المستعمرين على البلدات الفلسطينية هو جريمة حرب وانتهاك للقرارات الدولية ومحكمة العدل الدولية، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الجرائم وفرض عقوبات على المستعمرين كجماعات وليس كأفراد، محملاً حكومة الاحتلال العنصرية المسؤولية الكاملة عن التصعيد في وتيرة جرائم المستعمرين بتوجيهات من وزير حكومة اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وفق وكالة «وفا».
بدورها، طالبت وزارة التربية الفلسطينية في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلية المتكررة بحق المدارس الفلسطينية وضمان حماية المؤسسات التعليمية والكادر التعليمي والطلبة، مشيرة إلى أن اعتداء قوات الاحتلال على مدرسة الثانوية في قرية حارس غرب مدينة سلفيت بالضفة الغربية، واعتقالها المدير وعدداً من المعلمين والطلبة، يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الطلبة في التعليم الأمن والمستقر، ويمثل تعدياً على حرمة المؤسسات التعليمية ودورها السامي في بناء الأجيال.
على الصعيد الميداني، وفي اليوم الـ353 من معركة «طوفان الأقصى»، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، عن تمكن مقاتليها من إيقاع رتل من آليات الاحتلال الإسرائيلي في كمين محكم معد مسبقاً على خط إمداد القوات المتوغلة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأوضحت القسام في بيان أمس، أن مقاتليها تمكنوا من استهداف 3 جرافات عسكرية من نوع «دي9» ودبابتين من نوع «ميركافا»، أثناء مرورها على مفترق «جورج» الشرقي بقذائف «الياسين 105» وعبوات العمل الفدائي.
وبينما تواصل المقاومة في قطاع غزة التصدّي لقوات الاحتلال المتوغلة، بلغ عدد الضباط والجنود القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي الـ715 منذ بداية «طوفان الأقصى»، بينهم 346 قُتلوا منذ بدء المعارك البرية في القطاع، حسبما سمحت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بنشره، إذ يتكتم الاحتلال على خسائره ويفرض رقابةً شديدةً بشأنها، لكن البيانات والمشاهد التوثيقية التي تصدرها المقاومة في غزة تؤكد أن قتلاه ومصابيه أكبر بكثير مما يعلن.