إيران: العودة إلى ما قبل «طوفان الأقصى» مستحيلة … بزشكيان من نيويورك: نحمل رسالة سلام وأمن إلى العالم
| وكالات
بينما عين قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي، محمد مخبر مستشاراً ومساعداً له، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لدى وصوله إلى نيويورك أن إيران تحمل رسالة سلام للعالم، وشدد على أن الفرص يجب أن تكون متساوية لكل البشر الذين يعيشون على الكرة الأرضية، في وقت لقي فيه 38 شخصاً مصرعهم إثر انفجار بمنجم للفحم في منطقة طبس شرق إيران.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية، أصدر الخامنئي، «حُكماً عين بموجبه الدكتور محمد مخبر مستشاراً ومساعداً له، مكلفاً إياه بمواصلة النهج الحكيم لحكومة الشهيد رئيسي في التعرف على الكفاءات الشابة والنخبوية وتوظيفها لدعم مختلف المؤسسات».
بدوره، ولدى وصوله نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ79 للجمعية العام للأمم المتحدة، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن رسالة إيران للعالم هي الأمن والسلام، ودعا إلى مساواة الفرص لجميع البشرية، حسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» التي نقلت عنه قوله: إنه «يحمل رسالة السلام والأمن من إيران وتحقيق الشعار العام لمنظمة الأمم المتحدة المبني على السلام والمستقبل المقترن بالتنمية لكل الشعوب».
وأضاف بزشكيان: «بدلاً من الحرب وسفك الدماء والقتل يجب أن نصنع عالماً يعيش فيه جميع البشر براحة بمنأى عن اللون والعرق والقومية ومنطقة العيش»، وتابع: «للأسف فإن العالم الذي نعيش فيه بالوقت الراهن تسوده المعايير المزدوجة، فالبعض جيد والبعض الآخر سيئ بلا دليل، ولذلك تحدث المشكلات التي نراها»، وشدد الرئيس الإيراني على أن الفرص يجب أن تكون متساوية لكل البشر الذين يعيشون على الكرة الأرضية.
في السياق، اعتبر بزشكيان أن المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة تتيح الفرصة للدفاع عن آراء ومواقف إيران في مواجهة الرؤية المضللة والكاذبة التي اختلقوها عن إيران، ولنقول لهم إذا كنتم أناساً ولديكم ضمير، فانظروا إلى كل البشر بشكل صحيح.
وفي إشارة إلى تصاعد جرائم الكيان الصهيوني في غزة والضفة الغربية واحتمال إعلان شمال غزة منطقة عسكرية، اعتبر الرئيس الإيراني أن الكائنات الحية على هذا الكوكب لها الحق في الحياة، موضحاً أن هناك أسلوباً قائماً يتجاهل القيمة الإنسانية لحياة الإنسان وحقوقه من جانب الدول المتشدقة بحقوق الإنسان والتي لا ترى جرائم الكيان الصهيوني المرتكبة بحق أهل غزة المظلومين.
وتابع بزشكيان متسائلاً عن صمت مدعي الإنسانية والمتشدقين بحقوق الإنسان بشأن ما يحدث في غزة، وقال: علاوة على ذلك فإنهم وفي كثير من الأحيان، يدافعون بكل فخر عن جرائم الكيان الصهيوني، ويضربون بحقوق الإنسان والإنسانية عرض الحائط»، مؤكداً أن هذه الادعاءات هي محض أكاذيب وتشوبها التناقضات ولا يمكن قبولها.
وعن مشاركته في فعاليات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وهدفها، أوضح الرئيس الإيراني أنه يسعى للبحث عن المعتقدات والقيم التي تدعي الأمم المتحدة أنها تريد أن تفعل شيئاً من أجلها، ونؤكد على هذه الدول أنها إذا كانت تقول الحقيقة، فلتظهرها وتجسدها بالأفعال وليس بالشعارات.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في حوار مع وكالة «تسنيم»: إن المعادلات الإستراتيجية في المنطقة تغيرت لمصلحة فلسطين وشعبها وفصائل المقاومة بعد «طوفان الأقصى»، وإسرائيل لن تعود إلى ما قبل «طوفان الأقصى».
وأضاف: إن التحول الأهم الذي أحدثته عملية «طوفان الأقصى» في قضية فلسطين هو إعادة تصنيفها كأهم قضية إقليمية ودولية، بعبارة أخرى، أعادت عملية «طوفان الأقصى» القضية الفلسطينية، التي كان الكيان الصهيوني وحلفاؤه يسعون في السنوات الأخيرة إلى تصويرها قضية منسية ضمن مخططات التسوية المختلفة، إلى الواجهة كقضية أولى ذات أولوية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأردف بالقول: لم يعد أحد الآن يعتبر القضية الفلسطينية قضية منتهية أو منسية ضمن مخططات التسوية أو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، لم يعد أحد يرى أن القضية الفلسطينية بلا تأثير على المعادلات الإستراتيجية الإقليمية والدولية، كما لم يعد من الممكن الاعتقاد بأنه يمكن حل القضية الفلسطينية في إطار مفاوضات التسوية بين الكيان الصهيوني الغاصب وبعض الدول الإقليمية تحت إشراف أميركا، مع تهميش الدور الفلسطيني وكأنه غير مؤثر.
ومضى يقول: «طوفان الأقصى» أظهرت أولاً أن القضية الفلسطينية لا تزال حية، ثانياً أن الشعب الفلسطيني شعب حي ومقاوم، وثالثاً أن هذا الشعب لا يزال قادراً على تحديد مصيره بنفسه، والوقوف في وجه التيار الذي يبدو أنه السائد إقليمياً ودولياً، وتغيير مسارات هذه التحولات بما يتناسب مع مصير القضية الفلسطينية، كنعاني اعتبر أن الموازين الإستراتيجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تغيرت، وكذلك المعادلات الإستراتيجية في المنطقة بعد «طوفان الأقصى» بشكل يجعل العودة إلى ما كانت عليه قبلها مستحيلة.
من جهة ثانية، لقي 38 شخصاً حتفهم إثر انفجار في منجم للفحم في منطقة طبس بمحافظة خراسان الجنوبية شرق إيران أول من أمس الأحد، وقال محافظ خراسان الجنوبية جواد قناعت وفق وكالة «إرنا»: «ارتفع عدد ضحايا حادث منجم طبس إلى 38 شخصاً، بينما لا يزال 14 شخصاً محاصرين في المنجم».
وذكر أن أعمال الإنقاذ في المنجم مستمرة وأن كثافة الغاز عالية جداً، وخاصة في نهاية المنجم، ما أدى إلى تباطؤ عمليات الإغاثة والإخلاء، وأول من أمس الأحد وقع انفجار في منجم الفحم «معدنجو» في منطقة طبس بمحافظة خراسان الجنوبية شرق إيران بسبب الانطلاق المفاجئ لغاز الميثان في أحد أنفاق المنجم وكان عدد العاملين عند وقوع الحادث 69 عاملاً ونظراً لتركيز الغاز في الأنفاق فقد تسبب ذلك في حدوث انفجار على عمق 250 متراً عمودياً و700 متر قطرياً في المنجم.