نظام مجلس نواب الشعب: آلية مهمة لتحقيق الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية في الصين
| ليانغ سوو لي
يصادف هذا العام الذكرى السبعين لتأسيس نظام مجلس نواب الشعب الصيني، وألقى الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الرئيس شي جين بينغ خطاباً مهماً في اجتماع الاحتفال به، مؤكداً على الدور المهم لنظام مجلس نواب الشعب في تحقيق الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، ومن خلال هذا النظام، استكشفت الصين طريقاً نحو الديمقراطية الاشتراكية يختلف عن الديمقراطية الغربية ويتوافق مع ظروفها الوطنية، فما هو نظام مجلس نواب الشعب؟
إنه النظام السياسي الأساسي في الصين، ويشير تأسيسه إلى أن حق كون الشعب الصيني سيداً للدولة تمتع بضمان مؤسسي، وبموجب هذا النظام، تعود سلطة الدولة إلى الشعب، حيث ينتخب الشعب ممثلي مجلس النواب على جميع المستويات لتشكيل المجلس الوطني ومجالس نواب الشعب على جميع المستويات، التي تمثل الشعب في ممارسة السلطة الوطنية، ويضمن الهيكل الهرمي لنظام مجلس نواب الشعب أن تُسمع الأصوات من جميع أنحاء البلاد، كما يمكن للشعب أيضاً التأثير على سياسات البلاد واتجاه تنميتها بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال هذا النظام.
لتحقيق الديمقراطية الحقيقية، أي «الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية» في الصين، يجب ضمان مشاركة الشعب وألا تقتصر فقط على مرحلة الانتخابات، بل تمتد أيضاً إلى العملية الكاملة للحياة السياسية الوطنية والحوكمة الاجتماعية، ويعد نظام مجلس نواب الشعب آلية مؤسسية مهمة لهذا المفهوم، حيث يجمع بالشكل العضوي بين قيادة الحزب وكون الشعب سيداً للدولة وحكم الدولة وفقاً للقانون، كما يضمن تحقيق المصالح الأساسية للشعب من خلال انتخابات واسعة النطاق والمشاركة التشريعية والرقابة على السلطة.
ويحقق نظام مجلس نواب الشعب مشاركة واسعة النطاق، فيتم انتخاب ممثلي المجلس الوطني لنواب الشعب ومجالس نواب الشعب على جميع المستويات من خلال طريقة ديمقراطية، حيث يمثلون جميع الطبقات والمجموعات الاجتماعية، بما في ذلك العمال والمزارعون والمثقفون ورجال الأعمال، ويضمن هذا التمثيل الواسع أن تأخذ السياسات الوطنية في الاعتبار مصالح المجموعات المختلفة، وعلى سبيل المثال، طرح ممثلون من الوحدات القاعدية اقتراحات تتعلق بمعيشة الشعب في المجلس الوطني لنواب الشعب في السنوات الأخيرة، ما ساهم بشكل مباشر في إصدار سياسات مثل النهضة الريفية وزيادة دخل المزارعين ودعم الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر، وهذا النوع من الارتباط بين الاقتراحات من الوحدات القاعدية والسياسات الوطنية هو تجسيد حي للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية.
إن التشريع هو وظيفة مهمة يؤديها مجلس نواب الشعب وتجسيد مركزي للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، وفي العملية التشريعية في الصين، لا تستمع مجالس نواب الشعب إلى آراء الشعب على نطاق واسع عند وضع القوانين فحسب، بل تتيح أيضاً مشاركة الشعب في العملية الكاملة للتشريع، وعلى سبيل المثال، أثناء عملية صياغة القانون المدني، قام المجلس الوطني لنواب الشعب بالاستماع إلى آراء من جميع مناحي الحياة، وتم إصدار قانون يعكس إرادة الشعب أخيراً بعد جولات عديدة من جمع الآراء العامة والتعليقات علنياً، وتوضح هذه العملية ممارسة الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، حيث لم تعد عملية التشريع حكراً على الطبقة النخبوية، بل هي عملية مشاركة واسعة النطاق للشعب.
الرقابة الديمقراطية هي حلقة رئيسية في الديمقراطية، ولا تقتصر مهام مجالس نواب الشعب على كونها هيئة تشريعية فقط، بل إنها مسؤولة أيضاً عن رقابة أعمال الحكومات والمحاكم والنيابات العامة وغيرها من الأجهزة الحكومية التي تنشئها.
ويستمع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني كل عام إلى تقارير العمل لمجلس الدولة ومحكمة الشعب العليا والنيابة الشعبية العليا ويراجعها لضمان أن أعمال الأجهزة الحكومية تخدم مصالح الشعب، وفي الوقت نفسه، أنشأ نظام مجلس نواب الشعب قناة التواصل الفاعلة بين الشعب والأجهزة الحكومية، حيث تشرف مجالس نواب الشعب على جميع المستويات على أعمال الأجهزة الحكومية لضمان أن تكون السلطة علنيّة وشفافة.
ومن خلال نظام مجلس نواب الشعب، تأخذ عملية وضع السياسات الوطنية بعين الاعتبار مصالح الشعب، وتتيح تعديلها بناء على آراء الشعب.
هذا الشكل من الديمقراطية لا يجيب فقط نظرياً عن سؤال «ما هي الديمقراطية»؟ بل يوضح عملياً كيفية تحقيقها لكون الشعب سيداً للدولة من خلال الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية. وقد لعب هذا النظام دوراً لا غنى عنه في تعزيز التنمية وضمان حقوق الشعب وتعزيز التقدم الاجتماعي في الصين، وسيواصل قيادة الصين نحو دولة حديثة وأكثر ديمقراطية وازدهاراً في المستقبل.
إعلامية صينية