افتتاح معرض «ظلال بلاد الشام» في غاليري «آرت هاوس» … مرتضى لـ«الوطن»: رسالة عن الانتماء لشعوب المنطقة التي تواجه الآلام والتحديات
| مايا سلامي
افتتحت الفنانة التشكيلية جمانة مرتضى معرضها الفردي الأول «ظلال بلاد الشام» في غاليري «آرت هاوس» بدمشق.
وجمع المعرض 16 لوحة عبرت الفنانة من خلالها عن التحديات والظروف القاسية التي عاشتها هذه البلاد من حروب وكوارث طبيعية متلاحقة أهلكت البشر والحجر، وجعلتها صامتة تعج بالتناقضات بين الفرح والحزن، الموت والحياة الذين رمزت لهم جمانة بلوني الأخضر الذي رأت فيه دلالة على الحياة والجمال، والأحمر الذي عبرت فيه عن غضب الطبيعة والموت والحرب، كما غرقت بعض لوحاتها برماد قاتم تخلله بصيص من اللون والضوء الذي عكس رؤيتها التفاؤلية بمستقبل آمن ومشرق.
رسالة انتماء
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت الفنانة التشكيلية جمانة مرتضى: بدأت بالتحضير لهذا المعرض بعد اندلاع الحرب في غزة أواخر العام الماضي، حيث كنت معتادة على الرسم بشكل دوري ولطالما كانت الألوان سيدة الموقف في لوحاتي لكن ما شاهدته من صور مؤلمة ومحزنة جعلني أتوقف عن الرسم لمدة قبل أن أعود وأحاول من جديد».
وأضافت: «مع تواتر الأحداث استمررت بالعمل وكل تصعيد نفسي كان يظهر على لوحاتي، فرسمت أول لوحة بلوني الأبيض والأسود فقط، ثم أدخلت اللون الأحمر لأعبر عن الغضب الذي بداخلي بسبب شعوري بالعجز اتجاه ما يحدث، بالإضافة إلى اللون الأخضر الذي عكس فترات الهدوء والسلام التي كانت تعيشها المنطقة بشكل مؤقت والتي جعلتني أرتاح وأركز على مكامن الجمال في طبيعة هذه البلاد».
وتابعت: «استمرت التحضيرات لمدة عشرة أشهر وفي كل لحظة كنت أشعر بتحد كبير لأن الظروف النفسية لم تكن مساعدة، وعشت في داخلي الكثير من التناقضات، لكنني أردت أن أقدم رسالة عن الانتماء لشعوب هذه المنطقة الذين ينتمون لأرض واحدة ويواجهون نفس الآلام والتحديات».
وعن التطور الذي حققته في مشروعها الخاص باللون، أوضحت: «ما تطور في أسلوبي هو أنني استطعت أن أظهر التناقض بشكل أكبر في أعمالي وتمكنت من توضيح الأشكال واستخدام الألوان القوية وإضافة درجات جديدة والتدرج في اللون الواحد».
تجريد الطبيعة
وبين الفنان التشكيلي غازي عانا أن جمانة مرتضى فنانة شابة مجتهدة، تعمل على تجريد الطبيعة وهي متأثرة بما يحدث في سورية والمنطقة كلها من حروب وكوارث طبيعية، منوهاً بأنها تحاول قدر الإمكان تصوير ذلك باستخدام اللون ورمزياته، فترسم الشجرة وكأنها تقتلع من الأرض، والماء وكأنه بركان ينفجر، والبحر باللون الأحمر ومشتقاته.
وأكد أن الألوان المختلفة التي تستخدمها تعكس أملها بوجود انفراجات في المستقبل، وتحاول أن تركز على بعض الجماليات التي لا تزال موجودة في الطبيعة التي تعطي التوازن للإنسان.
وأوضح أن افتتاح المعرض تزامن مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها أشقاؤنا في لبنان حيث أغلقت هناك الكثير من صالات العرض وأجلت العديد من المعارض، وهذا الشيء سيؤثر فينا كسوريين مهما حاولنا أن نستمر، وهذا المعرض بمنزلة المواساة وأحلام اليقظة التي تجعلنا نحلم بالجمال.
نمط خاص
وقال الصحفي والناقد بديع صنيج: «الشيء الجميل بالفن هو أنه يمكّن الإنسان من التعبير عن أي شيء مهما كان محزناً أو قاسياً يعكسه بنمط جمالي محدد، وجمانة لها نمطها الخاص بالتجريد والاختبارات اللونية المختلفة بين الأخضر والأحمر والأبيض الفاقع وكأنها تروي قصيدة أطلال من الزمن الجاهلي ولكن بأسلوب التلوين، وكل شخص يشاهد أعمالها يسترجع شيئاً من ذاكرته ويشعر أنها تعنيه وتلامسه بشكل خاص وتتحدث عن مراحل عاشها».