إيران نفت ما نسب إلى رئيسها حول خفض التوتر مع الكيان الإسرائيلي … بزشكيان: قلقون بشدة من توسع الصراع في المنطقة برمتها
| وكالات
أعرب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن قلقه البالغ إزاء احتمال توسع الصراع في المنطقة، على حين أبدى مساعده محمد جواد ظريف استعداد بلاده للتعاون مع الدول الأخرى بهدف وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، على حين جددت طهران أن زيارة بزشكيان إلى نيويورك تحمل رسالة سلام.
وخلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار بزشكيان إلى أنه في الوقت الذي تمارس فيه إيران ضبط النفس لمنع تصاعد التوترات على خلفية اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، يتمادى الكيان الصهيوني الآن ويقوم بمهاجمة لبنان مخلفاً العديد من الشهداء والجرحى بعد أن شن عدواناً همجياً على غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني، معرباً عن قلقه البالغ إزاء توسع الصراع في المنطقة برمتها.
ولفت بزشكيان إلى أن إيران تسعى لإرساء السلام والأمن المستدام في المنطقة بمساعدة الحكومات المجاورة، بما في ذلك دول الخليج، وأوضح أن إيران لا تسعى وبأي شكل من الأشكال لامتلاك أسلحة نووية، وبدوره صرح غوتيريش بأن وقف الحرب في غزة من أولويات الأمم المتحدة مبيناً أن عملية السابع من تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى) لا تبرر الجرائم والإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة، وأضاف إنه عبر عن ذلك مراراً وتكراراً بأن حجم الأضرار والضحايا غير مسبوق في غزة وأن حقوق الفلسطينيين يجب أن تتحقق من خلال وقف القتل وكذلك وقف إقامة المستوطنات.
في سياق متصل، وخلال مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، صرح بزشكيان أن ضربات الكيان الصهيوني المكثفة على لبنان هي «أزمة إنسانية» تهدد بإشعال الصراع في المنطقة، وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، أنه رداً على سؤال عما إذا كانت إيران ستحث حزب اللـه على ضبط النفس في رده على الضربات الإسرائيلية، قال بزشكيان: إن حزب اللـه «يواجه عدواً مدججاً بالسلاح وتدعمه وتغذيه الدول الغربية والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية».
وحذر الرئيس الإيراني من تداعيات هجوم إسرائيل «الوحشي» على لبنان، وقال: «يجب ألا نسمح بأن يصبح لبنان غزة أخرى على أيدي الكيان الصهيوني»، وشدد بزشكيان على أن الأحداث قد تتحول إلى صراع إقليمي، «يمكن أن يكون خطراً على مستقبل العالم وكوكب الأرض نفسه، لذلك يجب أن نمنع الأعمال الإجرامية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل».
وأول من أمس الإثنين، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بشدة ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن الرئيس بزشكيان بأن إيران مستعدة لخفض التوتر مع الكيان الصهيوني، وقال إن بزشكيان لم يدل بمثل هذا التصريح قط، وفي تصريح له، أضاف: خلافاً لما تردد صباح اليوم بتوقيت نيويورك، فإن الرئيس بزشكيان، وفي لقاء مع بعض مسؤولي وسائل الإعلام الأميركية، أدان بشدة جرائم الكيان الصهيوني في غزة وأدان عدوان هذا الكيان على لبنان، وأكد أن هذه الجرائم لا تتطابق مع أي من المعايير الإنسانية والدولية ويجب أن تتوقف.
مساعد الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف، بدوره، قال إن بلاده مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، أمس الثلاثاء، على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية، وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول».
وأعرب ظريف عن رغبة بلاده في التحرك «نحو عالم أكثر سلاماً واستقراراً لمواطنينا ومواطني الدول الأخرى»، وأكد أن إيران «لا تسعى للحرب، لكننا سندافع عن أنفسنا»، كما شدد على أن طهران مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لإنهاء الحرب على غزة، وقال: «المجتمع الدولي حثنا على ضبط النفس لإنهاء الحرب في غزة، ولكن الوعود المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لم تتحقق قط».
في الغضون، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية «فاطمة مهاجراني» أمس زيارة الرئيس الإيراني لنيويورك للمشاركة في جلسات الأمم المتحدة، تحمل رسالة السلام العادل والمستدام لجميع الأمم، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الأول للمتحدثة الجديدة باسم الحكومة الإيرانية وفق ما نقلت وكالة «إرنا».
وقالت المتحدثة الإيرانية: إن رئيس الجمهورية يسعى في زيارته هذه عبر خطابه ولقاءاته الجانبية مع كبار مسؤولي البلدان، أن يقدم صورة جيدة وإيجابية للغاية عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الصورة التي طالما سعى الغرب والصهاينة جاهدين لإفسادها وتشويهها، وليعكس رغبة الشعب الإيراني التي لا نهاية لها في التمتع بحياة هادئة ومتقدمة ومتعاونة، مضيفة: إن السياسة الخارجية تعد امتداداً للسياسة الداخلية ويجب أن تعكس خيارات واتجاهات الشعب الإيراني.
وخلال مؤتمرها الصحفي، أكدت مهاجراني أن الرئيس الإيراني سيتوجه إلى روسيا أواخر تشرين الأول المقبل للمشاركة في اجتماع رؤساء دول مجموعة «بريكس» في قازان، ولفتت إلى أن بزشكيان سيعقد اجتماعاً ثنائياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذه الزيارة، وأشارت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية إلى أنه تم إنشاء وثيقة شراكة إستراتيجية بين البلدين، وقد أوشكت هذه الوثيقة على الانتهاء.
وعلى الصعيد الداخلي، وضمن تأكيدها أن شعار الحكومة الـ14 هو الوفاق الوطني، أثنت مهاجراني على جهود مجلس الشورى الإسلامي في تعاونه على توفير الأرضية لتشكيل حكومة الوحدة ومنح كامل أعضائها الثقة.