ترأس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه … الرئيس الأسد: على الحكومة أن تكون حكومة الواقع لا حكومة الأحلام
| الوطن
أكد الرئيس بشار الأسد أن العنوان الأساسي لعمل الحكومة الجديدة في الساعات الأولى لها وقبل كل العناوين الأخرى هو كيف يمكن أن نقف مع أشقائنا في لبنان بكل المجالات وبكل القطاعات من دون استثناء ومن دون تردد.
وترأس الرئيس الأسد أمس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه، خصه للوضع الاقتصادي والداخلي، وقال خلاله إن التعديل أو التغيير (الحكومي) هو ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو أداة وفرصة جديدة للتجديد، موضحاً أن أول تَحدٍّ تواجهه أي حكومة جديدة هو أن تحول هذه الآمال المبنية على الأفراد إلى آمال مبنية على المؤسسات، مشدداً على أن يكون الهدف الأول لأي مؤسسة عامة هو أن تبدأ بتخفيف وطأة الظروف عن المواطن، مشيراً إلى أن المنظومة الحالية وخاصة الإدارية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر، وكل يوم نتأخر فيه بالإصلاح وبالتغيير سوف ندفع ثمناً أكبر بكثير، موضحاً أن الحكومات المتعاقبة ونحن كمسؤولين في الدولة اتبعنا سياسة الترقيع وليس سياسة التغيير، ولم تعد سياسة الترقيع نافعة.
وبَيَّنَ الرئيس الأسد أنه لا نستطيع أن نعول كثيراً على ما يسميه البعض «الانفتاح على سورية»، لأن الانفتاح ذو الطابع السياسي لن يقوم بحمل الاقتصاد في سورية، وليس بسبب الظروف السياسية أو الحصار أو الخوف من العقوبات الغربية، موضحاً أن حجم الاستثمارات الأجنبية في سورية في مرحلة ما قبل الحرب كان محدوداً جداً، مشيراً إلى أن الاقتصاد السوري في أحسن الظروف لم يُبنَ على الاستثمارات الأجنبية وهناك نوع من الوهم بهذا الإطار.
وأضاف: أولاً يجب أن نعتمد على أنفسنا، وثانياً يجب أن نتمكن من صنع سياسات قادرة على إدارة الموارد بشكل فاعل، وأقول إن المشكلة أحياناً ليست عدم وجود موارد، وإنما أحياناً في سوء توزيع الموارد على قطاعات المجتمع وعلى المواطنين.
وقال: أتمنى أن تكون الحكومة الجديدة على قدر الآمال الكبيرة للمواطنين السوريين، والتعديل أو التغيير هو ليس هدفاً بحد ذاته وإنما هو أداة وهو فرصة جديدة للتجديد، للتطوير وللنهوض بالوضع العام في الوطن.
وتابع: «تبدؤون أعمالكم اليوم في ظروف صعبة جداً وأيضاً من الطبيعي أن يكون الهدف الأول لأي مؤسسة عامة هو أن تبدأ بتخفيف وطأة الظروف عن المواطن».
وبَيَّنَ الرئيس الأسد أنه لا نستطيع أن نطلب من المواطن أن يحدد ما هو الممكن وما هو غير ممكن، المواطن لديه مرجعية، المرجعية هي ما نعلنه في البيان الوزاري، في التصريحات في السياسات المعلنة في أي صيغة من صيغ الإعلان، مرجعية المواطن هي ما نقوله وما نعد به.
وأكد الرئيس الأسد أن أول طريق لنسهل عمل الحكومة في هذه الظروف الصعبة هي أن تكون هذه الحكومة حكومة الواقع لا حكومة الأحلام، لا أحد يريد سراباً، لا المواطن ولا أنتم ولا أي شخص، هذا الشيء يعكس في البيان الوزاري، بداية عبر بيان وزاري شفاف وواقعي ومبني بسياساته وبخططه على الحقائق أي بالمختصر هو بيان الممكن لا بيان المأمول.
وتابع: ألف باء الواقعية التي أتحدث عنها هي أن المنظومة الحالية وخاصة الإدارية والاقتصادية لا يمكن أن تستمر.
وشدد الرئيس الأسد على أن اللامركزية لا تبدأ بتوزيع الصلاحيات على البلديات أو المديريات في المحافظات، بل تبدأ بتطوير تلك المديريات ومؤسسات الإدارة المحلية.