تسويق الدوري
| بسام جميدة
ماذا يعني أن يفشل تسويق الدوري السوري لكرة القدم مرتين ويتم اللجوء إلى إعلان لعقد جلسة بالتراضي؟
لن نتناول الموضوع من الجانب السيئ وندخل في النيات، ولكن هذا الإحجام المتكرر وعلى مدى السنوات الماضية يدعو للتساؤل والبحث والتقصي من أجل المعرفة وتلافي المعوقات حتى يكون للدوري السوري جاذبية تسهم في تمويله ماديا، ويكون له وجود على الأقل عربياً.
وكي لا نتجاوز هذا المفصل المهم لا بد من مناقشة أسباب عدم إقبال المستثمرين على الخوض في مثل هذا الاستثمار الذي يبدو نظرياً رابحاً بسبب شعبية كرة القدم ورواجها وجماهيريتها الكبيرة، وكذلك رغبة المعلنين في الترويج لمنتجاتهم عبر هذه المنصات التي تدخل إلى كل منزل وتحاكي شريحة مهمة من الناس على مختلف مشاربهم الاجتماعية.
أين العلة بالتحديد..؟
أول ما يمكن أن نشير إليه غياب البنى التحتية للملاعب التي توفر للمستثمر الأجواء المريحة، ففيما يتعلق بالنقل التلفزيوني سيواجه المستثمر معوقات كثيرة تبدأ من الكهرباء ولا تنتهي بالمستوى الفني الذي لا يشجع من يريد أن يطلب النقل من المستثمر عبر الفضائيات الأخرى، ناهيك عن أمور التنظيم وسوء أرضية الملاعب، وبعض الأمور اللوجستية التي قد يتكلف المستثمر عليها الكثير من الأموال ولن يجد المردود المناسب.
وكذا الأمر بالنسبة للإعلانات داخل الملاعب، ولو أن أمور النقل التلفزيوني سارت بشكل جيد لوجدنا من يتشجع على المضي في استثمار الإعلانات داخل الملاعب لكونها ستصل للناس بشكل أوسع، وهذا ما يطلبه المعلن الذي سيدفع قيمة الإعلان، وهذا الأمر أيضاً يحتاج لجهود كبيرة كي يُنفذ، وقد نجحت الفكرة في مواسم الدوري قبل الأزمة بسنوات.
أما اسم الدوري وهذا لا يحتاج لكثير من الجهود والمعدات، بل إلى شريك قوي، ولكن هذا الشريك ربما درس مستوى الدوري السوري بدقة ومدى تناقل أخباره عبر وسائل الإعلام مثلاً وأدرك أنه لن يعود عليه بالنفع.
وإزاء هذه المعطيات والواقع، وبعيداً عن دفتر الشروط الذي لا نعرف كثيراً عن تفاصيله، لا بد من الاشتغال على تحسين جودة الدوري فنياً، واستقطاب بعض المحترفين له، وتحسين الملاعب، وتأمين الكهرباء والمرافق العامة في الملاعب، وأمور كثيرة أخرى تساعد في جذب المستثمرين للدوري.