عربي ودولي

وانغ ولافروف: علاقاتنا وصلت إلى شراكة إستراتيجية وأصبحت عنصر استقرار في العالم … بوتين: انخفاض حصة «العملات الغربية السامة» بمدفوعات روسيا إلى النصف

| وكالات

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات الغرب تجاه المؤسسات المالية وأنظمة الدفع الروسية معادية، وأشار إلى تراجع حصة «العملات الغربية السامة» في مدفوعات بلاده إلى النصف، على حين أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف أن تدخل الغرب يسهم في تفاقم الأزمات عبر العالم، كما هي الحال في أوكرانيا وغزة وغيرهما من بؤر الصراع.
وخلال اجتماع لرئاسة مجلس الدولة الروسية حول المسائل المرتبطة بالصادرات، قال بوتين: إن حصة الروبل في المدفوعات الدولية لروسيا اقتربت من 40 بالمئة، تزامناً مع تراجع حصة «العملات الغربية السامة» إلى النصف، كما لفت إلى تزايد أهمية دور مجموعة «بريكس» في الاقتصاد العالمي، وقال إن مساهمة دول المجموعة في الاقتصاد العالمي تجاوزت حصة مجموعة السبع الكبار، كما أنها تواصل النمو، حسب موقع «روسيا اليوم».
وحول مستقبل الاقتصاد العالمي، ذكر الرئيس الروسي أن التجارة والاقتصاد العالميين يتغيران بنحو ملحوظ، مع ظهور بلدان الجنوب العالمي كقادة، لكنه أشار إلى أن حل الصعوبات المرتبطة بعمليات الدفع الخارجية يستغرق وقتاً، فيما تعمل دول في العالم، وليس روسيا فقط، على إنشاء بنية تحتية للمدفوعات تتجاوز حدود الدولة.
في الأثناء، وخلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إن العلاقات بين بكين وموسكو وصلت إلى مستوى شراكة إستراتيجية و«يمكنها المضي قدماً بثقة»، وأضاف وانغ: «لقد مضى على علاقاتنا ثلاثة أرباع قرن، هذا ليس طريقاً سهلاً، التجربة الأكثر أهمية بالنسبة لنا هي طبعاً، الصداقة والتعاون الإستراتيجي الشامل متبادل المنفعة، بهذه الطريقة، يمكننا دفع علاقاتنا إلى الأمام بثقة»، حسب «تاس».
بدوره، قال لافروف: «على مدار ثلاثة أرباع القرن، وصلت العلاقات الروسية- الصينية إلى مستوى الشراكة الشاملة والتفاعل الإستراتيجي، لقد أصبحت أحد أهم العناصر في الحياة الدولية، وعنصر استقرار»، وأكد أن العلاقات بين روسيا والصين «عامل مهم للغاية في التنمية الداخلية لكل من جمهورية الصين الشعبية وروسيا».
وقبل ذلك، اعتبر لافروف أن تدخل الغرب يسهم في تفاقم الأزمات عبر العالم، كما هي الحال في أوكرانيا وغزة وغيرهما من بؤر الصراع، وقال في مقابلة مع وكالة «تاس» عشية مشاركته في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: يسعى الغرب إلى إخضاع كل الأزمات والصراعات في مختلف أنحاء العالم وفقاً لمصالحه، وبهذا الصدد ظهر منذ نحو 10 إلى 12 سنة مصطلح النظام العالمي القائم على القواعد الذي تروج له الولايات المتحدة وحلفاؤها».
وأوضح لافروف أن «روسيا بينت هذا الأمر مراراً وتكراراً، حيث تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أن يفرضوا هيمنتهم عبر التدخل وإيجاد الأزمات، كما جرى في أفغانستان والعراق ثم في سورية وليبيا وصولاً إلى أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي وفي مضيق تايوان»، مشيراً إلى أن «الغرب يقوم بتدخلاته التي تزعزع الأمن والاستقرار ولا يكلف نفسه عناء شرح كيفية ارتباط قواعده بالقانون الدولي».
من جهة ثانية، شدد لافروف على أن روسيا تؤيد توسيع مجلس الأمن الدولي بضم الهند والبرازيل ودول إفريقية للحصول على عضوية دائمة بمجلس الأمن الدولي، ولفت إلى أنه لا بد من تلبية التطلعات الإفريقية بهذا الصدد، وأعرب لافروف عن استعداد بلاده للتوصل إلى اتفاق عام حول عملية توسيع مجلس الأمن مع مختلف الأطراف الفاعلة في هذا المجال.
في الأثناء، وصف متحدث الكرملين ديميتري بيسكوف موقف الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي بشأن «إجبار روسيا على السلام» بأنه «خطأ فادح»، وخلال إفادته الصحفية أمس الأربعاء، قال بيسكوف: «إن موقف فلاديمير زيلينسكي بشأن ما يسميه إجبار روسيا على السلام هو خطأ فادح، ووهم عميق ستكون له حتماً عواقب على كييف».
وخلال خطاب ألقاه في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، انتقد زيلينسكي «أولئك في العالم الذين يريدون التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول حل الصراع»، وتحدث مرة أخرى لمصلحة استخدام ما يسمى «صيغة السلام» الخاصة به لحل الصراع، ودعا للتحضير لـ«قمة سلام ثانية» لإنهاء الصراع، لكنه لم يحدد ما ستتم مناقشته فيها، ودعا زيلينسكي الصين والبرازيل ودول آسيا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة وغيرها للمشاركة في عملية حل الصراع.
وصرح زيلينسكي في قناته الرسمية على «تيلغرام» بما سماه «خطة النصر» التي سوف يقدمها في واشنطن، وهي «جاهزة تماماً» على حد تعبيره، حيث قال: إن الخطة تتضمن أيضاً «حزمة قوية لإجبار روسيا على إنهاء الحرب دبلوماسياً»، ورداً على ذلك قال بيسكوف: إن موسكو «تدرك تماماً جوهر نظام كييف، وستواصل عمليتها العسكرية الخاصة بأوكرانيا وستحقق كل أهدافها».
من جهة ثانية، أفاد بيسكوف بأن روسيا تتخذ كل الإجراءات لتوصية الروس الموجودين في لبنان بمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن باستخدام الرحلات الجوية التجارية، وقال للصحفيين رداً على سؤال عما إذا كان الكرملين لديه معلومات محدثة عن حالة وعدد المواطنين الروس في لبنان: «بطبيعة الحال، تأتي هذه المعلومات من سفارتنا ومكاتبنا القنصلية، حيث يتم تسجيل مواطنينا»، وتابع: «بالطبع، يتم الآن اتخاذ كل الإجراءات لتوصية مواطنينا بمغادرة الأراضي اللبنانية في أقرب وقت ممكن، باستخدام فرص النقل التجاري المتاحة، وهذا ضروري لضمان سلامة المواطنين».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن قواتها حررت بلدتين جديدتين في دونيتسك، ودمرت مدرعات ومستودعات ذخيرة أوكرانية، وأسقطت 31 مسيّرة على مختلف محاور القتال، بينما بلغ إجمالي خسائر الجيش الأوكراني في محاور العملية الخاصة أكثر من ألفي جندي أوكراني. وقالت في تقريرها اليومي إنه «نتيجة الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها وحدات من مجموعة قوات «الجنوب»، تم تحرير بلدتي أوسترويه وغريغوروفكا في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن