دورينا… هل بدأ مرحلة التعافي؟
| غانم محمد
بهدوء، وبعيداً عن التوترات المعتادة، نقترب من انطلاقة موسم 2024- 2025 من الدوري السوري الممتاز بكرة القدم، وشيئاً فشيئاً نكاد نستعيد بعضاً من الثقة في البطولات المحلية، وأن تستعيد هي بعضاً من قدرتها على الجذب والإقناع.
تابعت بعضاً من مباريات درع الاتحاد السوري لكرة القدم، وراقبت فترة انتقالات اللاعبين، وأحاول أن أحيط بالتحضيرات الجارية لانطلاقة الدوري، وفي الحدود الدنيا فإن ما يجري هو المطلوب، وفي الاتجاه الصحيح..
ويبقى الأهم، وهو إدارة الدوري، تحكيماً وتنظيماً، وإعلاماً وتصريحات وغير ذلك.. أحياناً تكون التفاصيل التي لا نعطيها حقها من الاهتمام هي السبب في النجاح والفشل، وهي التي تكون بمنزلة (الموسيقا التصويرية) لهذا المسلسل الذي نأمله ممتعاً وجميلاً.
في موضوع التحكيم تحديداً، وهو الأصعب على الإطلاق، فإن الحديث عن جودة مطلقة ضربٌ من الخيال، والحكام في أكثر الدول المتطورة كروياً يقعون في سقطات مراهقة ومضحكة، لأن الحكم بشر، وهو معرض للخطأ في كل لحظة، حتى لو امتلك كل مساعدات التكنولوجيا..
الأمر المطلوب في هذا الملفّ أن يقنع الحكم أن الخطأ الذي وقع فيه كان نتيجة التسرّع، أو غياب الرؤية السليمة، أو بعض الشرود، وليس مقصوداً لمساعدة هذا الفريق أو ذاك، وعندما يقتنع الجمهور بهذا الأمر قد يغفر للحكم خطأه وهفوته، أما حين يعتقد أن الخطأ مرسوم له مسبقاً، وأن الحكم تعمّد الذهاب إليه، وقد يكرره، فحينها سيثير سخط الجمهور، وقد يحدث ما لا تحمد عقباه.
جميلٌ من حكم وقع في خطأ معين، أن يخرج في تصريح يعتذر فيه من جمهور الفريق الذي ظلمه ومن الفريق نفسه، وأن يبيّن الأسباب التي أوقعته في هذا الخطأ، وأن يبدأ الحوار الشفاف بين أركان اللعبة من هذه النقطة الأكثر جدلاً، وصولاً إلى ثقة تامة في بطولاتنا المحلية.
لا أعتقد أن الأمر صعب، ولا يؤثر في شخصية الحكم، ولا في مصداقيته، إلا في الاتجاه الإيجابي، وهذا ما نبحث عنه.