بكين جددت دعمها كوبا في حماية سيادتها وكرامتها ضد الحصار الأميركي … الرئيس شي يدعو إلى تعزيز وحدة الأمة الصينية وتطويرها
| وكالات
بينما دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تعزيز وحدة الأمة الصينية وتطويرها وبذل الجهود لدفع بناء مجتمع الأمة الصينية، جددت بكين معارضتها لما تفرضه الولايات المتحدة من حصار وعقوبات على كوبا، داعية إلى تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة في تدعيم السلام والتنمية العالميين.
وخلال اجتماع كبير عُقد في بكين لتكريم النماذج المثالية لوحدة القوميات وتقدمها، قال شي: «إن الحزب الشيوعي الصيني يولي دائماً أهمية كبيرة لشؤون القوميات»، مشيراً إلى أنه على مدار أكثر من قرن مضى، شق الحزب مساراً صحيحاً في التعامل مع شؤون القوميات بنهج صيني مميز، تمكن خلاله من تحقيق تقدم جديد في تطوير علاقات بين القوميات قائمة على المساواة والتضامن والمساعدة المتبادلة والتناغم، كما عمل على تعزيز تنمية اقتصادية واجتماعية لمناطق القوميات وتحقيق تقدم غير مسبوق في حياة الأقليات القومية، وفق وكالة «شينخوا» الصينية.
وأضاف شي: إنه منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في 2012، ركز الحزب على تعزيز إحساس قوي بالانتماء المجتمعي للأمة الصينية كمحور رئيس لعمله المتعلق بشؤون القوميات، وحقق نجاحاً تاريخياً جديداً، وساعد في بناء شعور أقوى بالهوية المشتركة والوحدة داخل الأمة الصينية، وأردف: «إن الأمة الصينية أمة عظيمة لها تاريخ حضاري يزيد على 5000 عام، وأن تشكيل المجتمع الوطني الصيني وتنميته يمثلان إرادة الشعب واتجاه العصر وحتمية التاريخ»، كما حث على بذل الجهود من أجل التعزيز الكامل لاستخدام اللغة الصينية القياسية، وعدم ترك أي مجموعة قومية خلف الركب في عملية دفع التحديث صيني النمط وتحقيق الازدهار المشترك.
بدوره أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة الجارية في نيويورك أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة في تدعيم السلام والتنمية العالميين، مبيناً أن اعتماد «ميثاق المستقبل» يعكس التطلعات المشتركة لأغلب الدول، ويمثل وثيقة تجسد مبادئ التعددية، وفق وكالة «شينخوا».
وأعرب وانغ عن استعداد الصين لتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة من أجل تدعيم السلام والتنمية العالميين، وترجمة رؤية «ميثاق المستقبل» إلى واقع، وتخطيط مستقبل أفضل للبشرية، وبيّن أن التمسك بسلطة الأمم المتحدة والسماح للأمم المتحدة بأن تلعب الدور الأساسي في الشؤون الدولية هو أكثر أهمية من أي وقت مضى، الآن بعدما أصبحت الساحة الدولية معقدة على نحو متزايد، وسلط الضوء على التحديات والمخاطر العالمية، موضحاً أن الصين تدعم بالكامل عمل الأمم المتحدة، ومن بينه إصلاح إطار العمل الحالي الحاكم للتمويل الدولي، وكذلك دور الأمم المتحدة باعتبارها القناة الرئيسة التي تنسق تطبيق الذكاء الاصطناعي في الحوكمة العالمية.
من جانبه، أعرب غوتيريش عن تقديره لدعم الصين طويل الأجل للأمم المتحدة والإسهام الفعال للبلاد في قمة المستقبل، مشيراً إلى ضرورة أن تضع الأطراف التزامها موضع التنفيذ، وأن تعمل على تنفيذ ميثاق المستقبل الذي تم التوصل إليه بصعوبة على نحو مشترك، وقال: «إن دعم الصين للأمم المتحدة يشمل أيضاً تسهيل السعي الفعال للمنظمة من أجل حل أزمة أوكرانيا والصراع في غزة، لكي تكون الأمم المتحدة قادرة على الحفاظ على السلام والأمن العالميين على نحو أفضل»، داعياً جميع أطراف المجتمع الدولي إلى التكاتف في معارضة الحمائية حيث يمثل خطر التجزؤ في عالم اليوم انتكاسة لعملية العولمة، وأردف: «إن الأمم المتحدة، في حين تتوقع وتؤمن بأن الصين ستواصل لعب دور مهم في الشؤون الدولية، فإنها لن تدخر جهداً لإحلال السلام والوفاء بمسؤوليتها من أجل بالتنمية».
وخلال اجتماعه مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز باريلا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول من أمس الجمعة، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن الصين تضع كوبا دائماً في مكانة خاصة في علاقاتها الخارجية، مجدداً موقف بلاده الثابت في الحفاظ على العلاقات بين البلدين وتوطيدها وتطويرها، ومعارضة بكين لما تفرضه الولايات المتحدة من حصار وعقوبات على كوبا، وأنها ستواصل دعم كوبا في حماية سيادتها وكرامتها.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن وانغ قوله: «إن الصين وكوبا تدعمان بعضهما بعضاً على الساحة الدولية والمتعددة الأطراف، وتدافعان معاً عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤيدان الإنصاف والعدالة الدوليين، وتحافظان على المصالح المشتركة للبلدان النامية»، مشيراً إلى أن الصين مستعدة للعمل مع الجانب الكوبي لتعزيز التنمية المطردة وطويلة الأجل للمجتمع الصيني-الكوبي ذي المستقبل المشترك.
من جانبه، قال رودريغيز: إن الجانب الكوبي يقدر يد المساعدة التي تقدمها الصين لتنميته الاقتصادية والاجتماعية، ودعمها الثابت لحقوق ومصالح كوبا المشروعة في المحافل الدولية، مبيناً أن كوبا تلتزم بشدة بمبدأ صين واحدة، وتعارض استخدام قضايا حقوق الإنسان للتدخل في الشؤون الداخلية للصين.
في سياق آخر، أطلقت الصين أول قمر صناعي تجريبي قابل لإعادة الاستخدام والإرجاع، والذي يُطلق عليه اسم (شيجيان-19)، إلى الفضاء أول من أمس الجمعة، باستخدام الصاروخ الحامل (لونغ مارش-2 دي) في عملية الإطلاق.
وذكرت وكالة «شينخوا» أن الصاروخ انطلق في تمام الساعة 6:30 مساء (بتوقيت بكين) من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين، مشيرة إلى أن القمر الصناعي (شيجيان-19) حقق عدداً من الإنجازات التكنولوجية الرائدة، وسيعزز بشكل كبير المستوى التقني وكفاءة تطبيق الأقمار الصناعية القابلة للإرجاع في الصين، كما تعد هذه مهمة الطيران الـ537 لسلسلة الصواريخ الحاملة من طراز «لونغ مارش».