موسكو أدانت جريمة الاغتيال «السياسي» لأمين عام حزب الله … لافروف: الشرق الأوسط على شفا حرب كبيرة يريدها البعض
| وكالات
بينما أعلنت الخارجية الروسية، إدانتها الشديدة لجريمة الاغتيال «السياسي» التي ارتكبتها إسرائيل بحق أمين عام حزب اللـه حسن نصر الله، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن منطقة الشرق الأوسط على شفا حرب كبيرة «يريدها البعض حقاً»، مشدداً على ضرورة وقف العنف في المنطقة في أسرع وقت ممكن.
وقالت الخارجية الروسية في بيان عبر موقعها الإلكتروني أمس، وفق موقع «روسيا اليوم»: «ندين بشدة جريمة قتل سياسية أخرى ارتكبتها إسرائيل، إن هذا العمل العنيف محفوف بعواقب وخيمة أكبر على لبنان والشرق الأوسط بأكمله، ولم يكن بوسع الجانب الإسرائيلي إلا أن يدرك مثل هذا الخطر، لكنه أقدم على مثل هذه الخطوة؛ بقتل المواطنين اللبنانيين، الأمر الذي سيثير لا محالة طفرة جديدة، وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن التصعيد اللاحق».
وأضافت الخارجية: «إننا نحث إسرائيل مرة أخرى على وقف الأعمال العدائية على الفور، وهذا من شأنه أن يوقف إراقة الدماء ويهيئ الظروف لتسوية سياسية ودبلوماسية، كما يجب على الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق».
وقبل ذلك، وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط أول من أمس دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إلى وقف فوري للأعمال العدائية في المنطقة لمنع إراقة المزيد من الدماء، وأن هذا من شأنه «تهيئة الظروف لتسوية سياسية ودبلوماسية»، مشدداً على أنه «من الضروري الوقف الفوري لدوامة العنف قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة في نهاية المطاف، وأن هناك من يريد ذلك بشدة ويحاول إشعال حرب كبيرة».
وأضاف لافروف: «أود أن أخاطب ممثلي الولايات المتحدة كلاً على حدة، الخيار لكم.. مواصلة عرقلة عمل مجلس الأمن، أو الوقوف إلى جانب السلام، إلى جانب المجتمع الدولي، والمطالبة بإنهاء الحرب.. لولا دعمكم الكامل لإسرائيل، لأمكن إنهاء الصراع بسرعة وفعالية»، مشيراً إلى أن ذلك «سيساعد على تهيئة الظروف للعودة إلى محادثات السلام بشأن إقامة دولة فلسطينية»، وفق موقع «روسيا اليوم».
إلى ذلك اعتبر رئيس قسم التكامل والتنمية الأوراسي في معهد منظمة شنغهاي للتعاون لبلدان رابطة الدول المستقلة الخبير العسكري الروسي فلاديمير يفسييف أن إسرائيل تستمر بارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية والإرهاب المنظم بحق شعوب المنطقة في ظل الدعم الأميركي والغربي لها، وقال يفسييف وفق وكالة «سانا» أمس: إن «إسرائيل تريد إيجاد غزة أخرى في الجنوب اللبناني، ما يتطلب زيادة الدعم للمقاومة، وأن صمودها في هذه المواجهة سيزيد من فرص التوصل إلى حلول في مواجهة مخططات الكيان الإسرائيلي ورعاته الأطلسيين»، في حين رأى كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية لدى معهد الأبحاث الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف أن الفترة الأخيرة شهدت ازدياد النشاط الإرهابي للكيان الإسرائيلي، معتبراً ذلك جريمة بحق الإنسانية، وأن النهج السياسي الأميركي موجه بالفعل لجهة دعم إسرائيل وتأييد إرهابها في الشرق الأوسط وزعزعة الوضع بشكل عام في المنطقة.
وفي سياق آخر، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو تعتبر تفجيرات خطي الغاز «التيار الشمالي 1 و2» أعمالا إرهابية ينبغي التحقيق فيها وفقاً للقانون الدولي، مطالبة بضرورة التحقيق الجاد في هذه التفجيرات.
وأوضحت زاخاروفا لوكالة «سبوتنيك»، أن «تفجيرات خطوط أنابيب الغاز التيار الشمالي 1 و2 هي عمل صارخ من أعمال الإرهاب الدولي، ويندرج تحت عدد من المعاهدات الدولية التي تحدد التزامات بمنع مثل هذه الأعمال والتحقيق في ارتكابها وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة».
ووقعت انفجارات في خطي أنابيب تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا، «التيار الشمالي 1 و2»، في 26 أيلول 2022، ولم تستبعد ألمانيا والدنمارك والسويد وقوع أعمال تخريبية مقصودة، في حين أفادت حينها شركة «نورد ستريم أي جي»، الشركة المشغلة لخط «السيل الشمالي»، أن تدمير خطوط أنابيب الغاز غير مسبوق، ومن المستحيل تقدير الإطار الزمني للإصلاحات.
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 1990 عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية الأخرى لقوات كييف خلال 24 ساعة على مختلف محاور القتال وبلوغ حصيلة قتلى قوات كييف في مقاطعة كورسك 18130 عسكرياً، إضافة إلى مئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الأخرى، مشيرة إلى أن القوات الروسية استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية التابعة لنظام كييف بضربة جماعية بصاروخ «كينجال» وطائرات مسيرة الليلة الماضية.
وقالت الوزارة في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة وفق موقع «روسيا اليوم»: إن «القوات الصاروخية التابعة للجيش الروسي نفذت ضربات صاروخية باستخدام نظام إسكندر الصاروخي استهدفت خلالها مستودعات ذخيرة تابعة لقوات نظام كييف كانت مخزنة في مصنع «يوجماش» الواقع في مقاطعة دنيبروبيتروفسك»، موضحة أنه نتيجة للهجوم تم تدمير ثلاثة مستودعات تحتوي على ذخيرة للطائرات والمسيّرات المختلفة.
وأضافت إنه خلال المعارك على مختلف المحاور تم القضاء على نحو 1990 عسكرياً أوكرانياً، بينما تمكنت الدفاعات الجوية الروسية من اعتراض 4 صواريخ من طراز «هيمارس» أميركية الصنع و43 طائرة مسيرة تابعة لنظام كييف، مشيرة إلى أنه تم إحباط محاولة قام بها نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيّرة على أهداف في أراضي روسيا الاتحادية، حيث دمرت أنظمة الدفاع الجوي المناوبة خمس طائرات من دون طيار أوكرانية، وتم إسقاط أربع طائرات من دون طيار فوق أراضي منطقة بيلغورود وواحدة فوق أراضي منطقة كورسك.
وتستهدف القوات الأوكرانية بشكل شبه يومي، المناطق السكنية الحدودية الروسية في مقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك وفورونيج وروستوف، وشبه جزيرة القرم، بالطائرات المسيّرة والصواريخ، في حين تسقط وتدمر الدفاعات الروسية معظمها.