رياضة

سلتنا.. بعد السوبر

| غسان شمه

لا نظن أن واقع ألعابنا الرياضية اليوم، والألعاب الجماعية منها على وجه الخصوص، يسر أحداً من المعنيين والمهتمين والمتابعين بسبب التراجع الذي تشهده رياضتنا في أكثر من ميدان، وعلى صعيد أكثر من لعبة، وربما هناك بعض الأسباب الموضوعية لكن هل تكفي لتبرير الواقع بمجمله؟

إذا كانت الأضواء تنصب بتركيز أكبر على اللعبة الجماهيرية الأولى، كرة القدم شاغلة الجميع، إلا أن كرة السلة، اللعبة الأنيقة، باتت تلقى الكثير من الاهتمام والمتابعة أكثر مما مضى خاصة على الصعيد الإعلامي، وهو أمر يسعد عشاقها ومتابعيها، وقد شهدنا اهتماماً متزايداً لأندية طامحة لمنافسة كبار اللعبة تاريخياً.

مؤخراً أقيمت في دمشق بطولة كأس السوبر الثالثة، بمشاركة خمسة أندية عربية وثلاثة محلية، وبعض الأندية العربية لها عراقتها في هذا الميدان وفي مقدمتها الزمالك المصري وبيروت اللبناني، وكان ذلك من العوامل المهمة التي أضفت على هذه البطولة أهمية خاصة في دورتها الثالثة بسبب توسع المشاركة فيها، وبسبب المستويات الفنية الممتعة التي ظهرت خلال العديد من المباريات التي قدمت وجبات فنية بجمهور اللعبة، وانتهت منافساتها، كما هو معروف، بحمل فريق الزمالك للقب البطولة إثر فوزه في النهائي على فريق بيروت.

مشاركتنا التي تمثلت بثلاثة فرق، فريق أهلي حلب وفريق الجيش بلاعبين محليين، وفريق الوحدة بمشاركة لاعبين محترفين، هي محور حديثنا في هذه المساحة، فقد انسحب فريق أهلي حلب قبيل مباراته الثانية بسبب مشكلة حدثت في الملعب، وهي امتداد لمشكلات عديدة بين جمهوري ناديين عريقين، ونعني الوحدة وأهلي حلب، وهي مشكلة استفحلت كثيراً ولم يعد من المقبول مشاهدة مثل هذه الأحداث في ملاعبنا خلال مواجهات اثنين من أنديتنا العريقة والأكثر جماهيرية، وينبغي عمل أقصى ما يمكن من جميع الأطراف المعنية للتخلص من هذه «الغيمة السوداء»، وخاصة على صعيد إدارتي الناديين ورابطة المشجعين لكل منهما إضافة إلى دور اتحاد اللعبة واللجوء للقانون كما حدث بعد تلك المشكلة.

خسارات فريق الوحدة حملت دلالات أكدت واقع لعبتنا المتواضع بالقياس إلى بعض الفرق التي تميزت بمستويات فارقة تضع جميع المعنيين عندنا أمام مسؤولياتهم للقيام بعمل مكثف وأكثر احترافية، وهذا الأمر ننظر إليه من زاوية إيجابية للبطولة، بحيث تكون حافزاً مضافاً على صعيد الأندية أو المنتخبات لمشاركات أكثر بغض النظر عن النتائج المرحلية، لأن الاعتذار تحت أي عنوان ليس في مصلحة اللعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن