في بطولة درع اتحاد كرة القدم … المباريات الأولى كشفت الأخطاء والثغرات الكثيرة .. المسابقة جيدة وتحتاج إلى إعادة نظر في هيكليتها
| ناصر النجار
أنهى درع اتحاد كرة القدم الدورين الأول والثاني باستثناء مباراة الشعلة وتشرين بانتظار نصف النهائي.
اتحاد كرة القدم أضاف إلى روزنامة نشاطه هذه المسابقة وهي في مضمونها رسمية لأنها تحت رعاية اتحاد كرة القدم وغير رسمية لعدم اهتمام الأندية بهذه المسابقة الاهتمام الجدي، ومن جملة الملاحظات التي سجلناها أن بعض الفرق لعبت بقمصانها القديمة وهذا مؤشر على عدم احترام المسابقة، والمفترض أن يكون مظهر الفرق جيداً ليتواكب مع اسم المسابقة، أما الملاحظة الأخرى فكانت بالفوضى الحاصلة في بعض المباريات، حيث شاهدنا من هبّ ودبّ على مضمار الملعب دون أن يكون هناك تدقيق من المراقبين والمنسقين على هذه الفوضى.
من ناحية أخرى فإن بعض الملاعب التي جرت عليها المباريات سيئة للغاية ولا تصلح لكرة القدم، وهذا الأمر قد يكون له الأثر السلبي على أداء الفرق في الدوري فضلاً عن الإصابات المحتملة التي قد يتعرض لها بعض اللاعبين جراء الأرض السيئة.
من حق اتحاد كرة القدم أن نشكره على هذه المبادرة، لكنها بالتأكيد تحتاج إلى إعادة نظر كاملة من ناحية المباريات وتوزيعها والقرعة التي تمت، فما الفائدة التي سيجنيها فريق لعب مباراة واحدة وودع البطولة؟ ولماذا تقام المباريات على أرض الفريق الذي تضعه القرعة أولاً، وهذا مناف للعدالة وتكافؤ الفرص، إعادة نظام هذه المسابقة يجب أن يكون من أولويات اتحاد الكرة، ولا بأس إن أدرجت ضمن نظام المسابقات الرسمية واستمرت عدة أشهر وتقام ضمن أيام الفيفا وسيكون ذلك نوع من استمرار الأندية بالنشاط بدل التوقفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هناك أكثر من توقف قبل نهاية الذهاب، ويمكن تمرير جدول المباريات ضمن هذه التوقفات وأحياناً في وسط الأسبوع ليصبح لدينا مسابقة رسمية ثالثة، أما إن كانت ستستمر على هذه الشاكلة فإلغاؤها أفضل.
الراحلون الأوائل
أول الراحلين من الدور الأول فريق الشرطة الذي خسر أمام الوحدة 1/3 والنتيجة ولا تعكس تماماً تفاصيل المباراة، والشرطة ظلم نفسه وخصوصاً في الشوط الأول، الفريق بانت عليه لمسات مدربه مصعب، وأسلوبه في التمرير القصير جيد، لكنه بطيء في بناء الهجمات وهناك عدم تفاهم بين المهاجمين ولاعبي الوسط، وهذا بحاجة إلى بعض الوقت لتحقيق كامل الانسجام والعذر في ذلك أن بعض التعاقدات تأخرت والفريق لم يكتمل إلا قبل أسبوعين وعلى الصعيد الدفاعي هناك ثغرة واضحة والخط بحاجة إلى ضبط أكثر، رغم أدائه الجيد أغلب المباراة.
الخسارة هذه مفيدة للفريق وللمدرب لكي يكتشف الأخطاء والثغرات ويعمل على تصحيحها قبل فوات الأوان، والفريق بحاجة إلى مباريات تحضيرية كثيرة ليدخل في الجاهزية الكاملة.
الفريق الثاني كان فريق الجيش الذي خسر أمام حطين بهدف نظيف، يمكن للمباراة ألا تخضع للتحليل الصحيح لكون أرض الملعب سيئة (ملعب الصالة في طرطوس) لكن بشكل عام تبين أن هناك بعض الفوارق بين حطين والجيش، فحطين واستناداً إلى نوعية لاعبيه كان أفضل من الجيش، والجيش اعتمد بشكل كبير على الكثير من لاعبي الموسم الماضي مع بعض الإضافات البسيطة من لاعبين لا يعتبرون من لاعبي النخبة، وسيكون لبعض اللاعبين الشباب والأولمبي دور في الفريق، قد لا يدخل الجيش هذا الموسم على خط المنافسة على اللقب، لكنه لن يكون صيداً سهلاً وحنكة مدربه ستجعله في موقع أفضل من موقعه في الموسم الماضي.
حظ الوثبة العاثر أن القرعة أوقعته مع جاره الكرامة في مباراة قمة مبكرة ولو أن القرعة جنبت الفريقين هذا اللقاء لكان أفضل، لذلك كان لابد من خاسر مظلوم وكان الوثبة من ظلمته القرعة، الفريقان يعتبران من أقوياء الدوري حسب تعاقداتهما، فالوثبة استند على خبرة لاعبيه بعد أن استرجع أغلبهم من هنا وهناك وضم إلى صفوفه نخبة من لاعبي الدوري وقدّم أداء جيداً وخصوصاً في الشوط الأول، قوة المباراة تجعل مدرب الوثبة أمام خريطة طريق جديدة، لأنه كشف الكثير من الثغرات التي تحتاج إلى إصلاح، لذلك فإن المتوقع أن يكون الوثبة بعد مباراة الكرامة غير الوثبة قبل المباراة هذا إن أراد الفريق الدخول في عمق المنافسة على اللقب أو أن يكون ضمن مربع الكبار على أقل تقدير.
الطليعة ظهر كأضعف الفرق الثمانية التي لعبت في الدور الأول، ولعل السبب الرئيس، كما بدا للعيان عدم جاهزية الفريق، المجموعة بدت غير منسجمة بأداء متواضع ولياقة بدنية في أدنى مستوياتها، وبعض اللاعبين كانوا مترهلين، وهذه كلها تعود إلى التأخير في تحضير الفريق، والتأخير ناجم عن التأخر بالاعتماد على اللاعبين وكذلك بالتعاقدات ولعل أول تمرين للفريق سبق المباراة هذه بأسبوعين، أيضاً تأخر قرار تعيين المدرب وكان الخيار جزائرياً بالتعاقد مع المدرب رحيم عبد الملك.
الطليعة بالدرجة الأولى اعتمد على لاعبيه من المخضرمين والشباب مع بعض التعاقدات على المستوى الثاني من اللاعبين، والإدارة تحاول ضبط زمام الصرف والإنفاق حتى لا تكرر التجارب السيئة في المواسم الماضية عندما كان النادي يعلن إفلاسه منتصف الموسم، فريق الطليعة يملك قاعدة واسعة من المواهب في فرق الفئات، لذلك فإن التوجه لهؤلاء سيكون خير معين لكرة الطليعة لتعيد توهجها عبر أبنائها وشبانها، وخصوصاً أن نادي الطليعة بات مصدراً لأهم لاعبي الدوري والمنتخب والأمثلة كثيرة، على العموم فإن الفترة المقبلة ستكون متسارعة تسابق الزمن وصولاً إلى الجاهزية الكاملة قبل انطلاق الدوري الكروي الممتاز ولم يبق أمام النادي إلا ثلاثة أسابيع من التحضير المكثف.
في الدور الأول جرت أربع مباريات سجل فيها ثمانية أهداف نصفها بلقاء الشرطة مع الوحدة، ومباراة واحدة حسمتها ركلات الترجيح، وتأهلت من خلالها فرق الوحدة والكرامة وحطين والشعلة إلى الدور الثاني (ربع النهائي).
الدور الثاني انضم إلى الفرق الفائزة الفتوة بطل الدوري وجبلة وصيف الدوري وتشرين ثالث الدوري وفريق أهلي حلب الذي حل في الموسم المنصرم بالمركز الرابع، وسيكون في قراءة لمباريات هذا الدور في عدد قادم.