رياضة

سلة الوحدة بعد بطولة السوبر كان بالإمكان أفضل مما كان

| مهند الحسني

انتهت بطولة السوبر لكرة السلة في نسختها الثالثة لكن الحديث عنها لم ينته، وخاصة أن مشاركة أنديتنا المحلية جاءت متواضعة بنتائجها ومستواها والتي أكدت بالدليل القاطع أنها بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها وإجراء تقييم لمشوارها في هذه البطولة.

دعم لا محدود

لم يكن أشد المتشائمين بسلة رجال نادي الوحدة يتوقع لها هذه النتائج الرقمية والمستوى المتواضع في هذه البطولة، فالإدارة الحالية والحق يقال لم تتوان عن دعم الفريق حيث إنها وفرت له كل ما لذ وطاب باستثناء لبن العصفور وعلى مبدأ (اطلب وتمنَّ)، فمقدمات العقود التي ينالها لاعبو الوحدة يحلم بها جميع لاعبي أنديتنا، وزمن تأخير دفع الرواتب ولى في عهد الإدارة الحالية التي قامت بالتعاقد مع لاعبين اثنين أجنبيين لتدعيم صفوف الفريق وتعاقدت مع أكثر من لاعب محلي، ومع ذلك لم يكن الحصاد مثمراً ولا مرضياً ولا موازياً لحجم العطاء المقدم من الإدارة بعد أن ظهر الفريق بمستوى لا يليق فيه على الصعيد الفردي والجماعي.

أسباب ومسببات

لم تأت نتائج الفريق في هذه البطولة من عبث، ولم يكن سببها ضعف خبرة اللاعبين أو عدم قدرة المدرب على قراءة خصمه، لكن هناك أسباباً كانت وراء هذه النتائج يأتي في مقدمتها غياب التحضير الجيد، كلنا نعلم أن الدوري الماضي الذي توج بلقبه الوحدة انتهى بداية حزيران الفائت ومن وقتها الفريق واللاعبون في استراحة طويلة، الأمر الذي ساهم في تراجع لياقتهم البدنية ومهاراتهم التكتيكية وانسجامهم فيما بينهم، ناهيك عن أن الفريق بدأ تحضيراته متأخراً ولم يصل للجاهزية الفنية التي تؤهله للمشاركة في بطولة قوية، إضافة إلى المرض الذي لحق باللاعب الأميركي المحترف جوشوا وغيابه المؤثر عن الفريق وخاصة في مباراة الافتتاح أمام الانترانيك اللبناني.

وهذه المباراة كانت بمنزلة الامتحان الوحيد بعد نهاية الدوري الماضي للفريق، وكان حرياً بالجهاز الفني لعب بعض المباريات الودية من أجل إعادة إدخال اللاعبين في أجواء المنافسات ولو حصل ذلك لكانت نتائج الفريق أفضل بكثير.

إعادة تقييم

البطولة انتهت بحلوها ومرها وعلى الإدارة والقائمين على الفريق إجراء تقييم لمشوار الفريق بالتنسيق مع مدرب الفريق ومعرفة مقدرات كل لاعب ومدى حجم أخطائه التي وقع فيها أثناء مباريات البطولة والعمل على تلافيها وخاصة أن الفريق تنتظره مشاركات مهمة يأتي في مقدمتها دوري غرب آسيا والذي يضم فرقاً قوية واللعب معها بحاجة إلى تحضير مثالي وقوي.

لغة الأرقام

وقع فريق الوحدة في المجموعة التي تضم أندية قوية أمثال الزمالك المصري، الانترانيك اللبناني، أكاديمية نديم سعيد اللبناني، وقد افتتح أول لقاءاته بمواجهة فريق الانترانيك وخسر أمامه بواقع 64-72. وتمكن الوحدة من تجاوز محطة الفريق أكاديمية نديم سعيد في موقعته الثانية وفاز بنتيجة 78-59. واختتم لقاءاته ضمن المجموعة بخسارة ثقيلة الأمام فريق الزمالك المصري بواقع 107-80، وتأهل للدور ربع النهائي والتقى فريق الدفاع الجوي العراقي وتمكن الوحدة من الفوز أداء ونتيجة بواقع 72-67.

وتأهل لنصف النهائي والتقى فريق بيروت اللبناني وخسر الوحدة 59-75.

خلاصة

يضم فريق الوحدة نخبة من اللاعبين المحليين الكبار وأصحاب الخبرة وكوكبة من اللاعبين الشبان الجيدين وهو بحاجة إلى نسيان مشاركته هذه ووضعها خلف ظهره والتطلع بعين مشرقة ملؤها الأمل والتفاؤل بمشاركات قادمة يكون عنوانها الفوز وتقديم مستويات جيدة توازي حجم تطلعات عشاق ومحبي النادي البرتقالي.

سلة العاصمة هي من أهم معاقل كرة السلة السورية، والوحدة ركنها الأساس ولاعبوه هم أعمدة المنتخبات الوطنية عبر التاريخ، وذكر نجومه الكبار يتطلب صفحات وصفحات، ومع ذلك لابد من التفاتة حنونة من الجهاز الفني للأخطاء التي وقع فيها اللاعبون والعمل على تلافيها قبل دخوله معترك المباريات المهمة في المرحلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن