عربي ودولي

موسكو أدانت اغتيال نصر اللـه وحذرت من نيات إسرائيل المزعزعة لاستقرار المنطقة … مهنئاً الشعب الروسي بعودة دونباس ونوفوروسيا.. بوتين: نخوض معركة تحرير

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا «معركة تحرير»، وذلك خلال تهنئته الشعب الروسي بالذكرى الثانية لعودة إقليمي دونباس ونوفوروسيا إلى قوام الوطن، في حين أشار الكرملين إلى أن اغتيال أمين حزب اللـه حسن نصر اللـه والضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، تزعزع استقرار المنطقة بشكل كبير.
وبمناسبة ذكرى انضمام الأقاليم الروسية الجديدة «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وزاباروجيه وخيرسون» لسيادة روسيا، قال بوتين في رسالة تهنئة عبر الفيديو أمس، إن «روسيا حاولت التوصل إلى حل سلمي للصراع لكن هذه المفاوضات انتهت بأكاذيب من النخب الغربية التي تنشر الكراهية بشكل منهجي، حيث أعدت الجيش الأوكراني لحرب جديدة لتنظيم عمل عقابي مرة أخرى، كما حدث في الجنوب الشرقي في ربيع وصيف عام 2014».
وأضاف بوتين: «لقد نشروا الكراهية والقومية المتطرفة بشكل منهجي وحرضوا على العداء تجاه كل شيء روسي وزودوا الأسلحة وأرسلوا المرتزقة والمستشارين، حيث لم تكن الأهداف دونباس فحسب بل أيضاً شبه جزيرة القرم ومناطق روسية أخرى»، مؤكداً أن روسيا فخورة بمقاتلي العملية العسكرية الخاصة الذين يدافعون عن البلاد بأكملها.
وصوتت من الـ23 وحتى الـ27 من أيلول 2022 الأغلبية الساحقة من سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون في إقليم نوفوروسيا جنوب شرق أوكرانيا لمصلحة الانضمام إلى روسيا في استفتاء عام أمنته القوات الروسية، وفي الـ30 من أيلول 2022 وقع بوتين والزعماء الإقليميون في المناطق الأربع اتفاقيات قبولها في قوام روسيا كيانات فيدرالية روسية كاملة الحقوق والواجبات.
بدوره، أكد رئيس جمهورية لوغانسك ليونيد باسيتشنيك أن العودة إلى قوام روسيا منحت بلاده حياة جديدة، مشيداً بالمشاريع الإعمارية والتنموية التي جعلت لوغانسك ورشة بناء وتطوير لم تشهدها، وكتب في رسالة تهنئة أمس، وفق وكالة «نوفوستي»: «إعادة توحيد أراضينا مع الوطن الأم جاءت نتيجة تاريخية ومنطقية لمعركتنا العادلة ضد النازية، ومنحت لوغانسك حياة جديدة، أرضنا لم تشهد مثل هذا البناء وإعادة الإعمار بتاريخها»، وأكد باسيتشنيك أن عودة لوغانسك إلى روسيا كانت خياراً وحلماً طويلاً لأهالي الجمهورية الذين رزحوا تحت القصف الأوكراني والحصار والدمار لسنين، قبل أن تتدخل روسيا وتحميهم.
إلى ذلك، أدان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس، اغتيال حسن نصر اللـه والضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وقال، «يدين الجانب الروسي مثل هذه التصرفات، ونعتقد أنها أدت إلى زعزعة استقرار الحالة في المنطقة بشكل كبير»، وأضاف: «الشيء الرئيس هو أن هذا القصف العشوائي للمناطق السكنية في لبنان يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وهذا سيؤدي حتما إلى الكارثة الإنسانية التي نشهدها في غزة»، حسب وكالة «سبوتنيك».
من جانبه، أشار السفير الروسي لدى الكيان الإسرائيلي أناتولي فيكتوروف إلى أن نيات إسرائيل تجاه لبنان غير معروفة، وقال: «إن التجربة في الشرق الأوسط تشير إلى أن التقدم متراً واحداً في الأراضي اللبنانية سيعني القتال لعدة أشهر، والتقدم مترين سيعني القتال لسنوات طويلة، أما التقدم ثلاثة أمتار فلا أعرف حتى ما الذي يمكن قوله في ذلك»، وتابع: «السياسيون والعسكريون الإسرائيليون يدركون ذلك جيداً.. هذا ليس الطريق الذي ينبغي اتباعه»، مشدداً على أن الوضع المعقد والمتأزم في الشرق الأوسط مصدره سياسات الولايات المتحدة الفاشلة في المنطقة، وفق وكالة «تاس».
وأضاف فيكتوروف إن: «الولايات المتحدة احتكرت واغتصبت العمليات السياسية وفي الوقت نفسه تصرفت بناء على مصلحتها الخاصة للحفاظ على هيمنتها ونفوذها في المنطقة ودعم الدولار المتذبذب بقوة»، وأردف: «من جهة يقولون إنه سيكون من الجيد منع اندلاع حرب كبيرة في الشرق الأوسط، ومن جهة يتفاعلون بإيجابية مع أساليب تصفية الحسابات، وأعني اغتيال حسن نصر الله».
في سياق آخر، أعلن الأمن الفدرالي الروسي، في بيان نقلته وكالة «تاس»، إحباط سلسلة أعمال إرهابية استهدفت رجال الأمن، وتخريبية ضد مواقع الطاقة في جمهورية إنغوشيا جنوب روسيا وتصفية مشبوه واحد أبدى مقاومة مسلحة، إضافة إلى اعتقال 7 آخرين من سكان الجمهورية، لافتاً إلى أنه تم العثور في حوزتهم على عبوة ناسفة زنتها 10 كيلوغرامات من مادة «تي إن تي» وقاذف قنابل يدوية و5 رشاشات و9 مسدسات و11 قنبلة يدوية وأكثر من 8,5 آلاف طلقة، كما تم العثور في هواتفهم على تعليمات قتالية لطرق تجميع العبوات الناسفة والحارقة.
من جهة أخرى، أكد المستشار السابق لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، العقيد المتقاعد في هيئة الأركان العامة السويسرية جاك بو، أن القوات الأوكرانية تفقد المعدات الغربية بمعدل مرتفع في مقاطعة كورسك، مبيناً أن القوات المسلحة الأوكرانية تخلت عن عدد كبير من المركبات المدرعة والدبابات وكل شيء آخر، وتم تدمير كل هذا بسرعة كبيرة، وأشار إلى أن المشكلة تكمن في أن الغرب زود القوات الأوكرانية بأسلحة قديمة لا تتماشى مع أساليب القتال الحديثة، وفق وكالة «سبوتنيك».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أول من أمس، أن القوات المسلحة الأوكرانية فقدت أكثر من 18560 عسكرياً منذ بدء محاولة اجتياح كورسك، إضافة إلى فقدانها 133 دبابة، و64 مركبة مشاة قتالية، و97 ناقلة جند مدرعة، و850 مركبة قتالية مدرعة، و550 مركبة.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، تحرير بلدة نيليبوفكا في جمهورية دونيتسك والقضاء على 1895 عسكرياً أوكرانياً، وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية الأخرى لقوات كييف في 24 ساعة، إضافة إلى اعتراض وتدمير طائرتين أوكرانيتين من دون طيار فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، وإحباط محاولة تنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيرة مختلفة ضد أهداف على الأراضي الروسية، خلال الـ24 ساعة الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن