عربي ودولي

طهران وموسكو نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية.. وإيران: أفعال إسرائيل لن تمر من دون رد … بزشكیان لرئيس وزراء روسيا: تصعيد الكيان بدعم أميركي يستدعي التعاون لمواجهته

| وكالات

اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال لقائه رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في طهران أمس، أن تصعيد الكيان الصهيوني «بدعم مباشر من أميركا» يشكل تهديداً مشتركاً لمصالح الدول والشعوب الإقليمية، بما يستدعي مزيداً من التشاور والتعاون لمواجهة هذا المخطط.

وأجرى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في طهران أمس محادثات لتمتين العلاقات وبناء شراكة استراتيجية بينهما، وقال بزشكيان، وفق وكالة «ارنا» إن التعاون الإقليمي في إطار المنظمات الدولية، مثل تكتل «بريكس» ومنظمة «شنغهاي»، سيؤدي إلى تعاظم اقتدار الدول المستقلة بما فيها إيران وروسيا والصين، في مواجهة النزعات الأحادية لواشنطن، كما اعتبر أن الاتفاق الذي ينص على تحويل إيران إلى قطب إقليمي في مجال ترانزيت الغاز، من النماذج المميزة للتعاون بين طهران وموسكو.

من جانبه، أكد ميشوستين رغبة موسكو بتوسيع أطر التعاون والتبادل مع طهران، كما عبر عن بالغ قلقه حيال التطورات وزيادة التوتر الاقليمي الذي يحدث بدعم واشنطن، قائلاً: إن الولايات المتحدة تسعى من خلال تشديد التوترات، إلى تحقيق مصالحها بما يوجب على الدول المستقلة مثل إيران وروسيا، أن تسرع في وتائر التعاون بينها من أجل التصدي لهذه السياسات.

إلى ذلك، وخلال محادثات مع ميشوستين في طهران أمس، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا عارف، أن بلاده تعتزم تعزيز العلاقات بجدية مع روسيا، وحل القضايا المثيرة للجدل بالتعاون مع بعضهما، مشدداً على أن التعاون مع روسيا هو إحدى أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.

وأضح عارف أن «التجربة المشتركة بين البلدين في مواجهة العقوبات الغربية غير القانونية وضرورة التعاون لتحييد هذه العقوبات تتطلب أن تتعاون إيران وروسيا مع بعضهما بعضاً على جميع المستويات وفي جميع الاتجاهات»، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حالياً 5,2 مليارات يورو، وأعرب عن أمله في أن يرتفع هذا الرقم إلى مستوى أعلى بفضل الجهود المشتركة، وفق وكالة «سبوتنيك».

بدوره، أشاد ميشوستين بقرار إيران المبدئي بتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع روسيا والمشاركة الكاملة في هذا الموقف، وقال: «العلاقات بين روسيا وإيران لها تاريخ يمتد لقرون، يقوم على مبادئ الصداقة وحسن الجوار والاحترام، وإن روسيا مهتمة بصدق برفع تعاوننا إلى مستوى أعلى»، مشدداً على أن روسيا تولي أهمية ذات أولوية لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي، وتنويع التبادل التجاري المتبادل وهيكله، وتقترح مواصلة العمل على زيادته.

وأعلنت الخارجية الروسية في وقت سابق، أن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين سيزور طهران الإثنين، لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية والرئيس مسعود بزشكيان، حيث سيتم أثناء الزيارة بحث مجموعة كاملة من قضايا التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني بين البلدين، وفق وكالة «نوفوستي».

وفي موضوع آخر، اعتبر بزشكيان أن دماء الأمين العام لحزب اللـه الشهيد حسن نصر اللـه في لبنان، ورفاقه «ستغلي إلى الأبد في مواجهة الظلم والجور»، مشدداً على أن إيران ستبقى إلى جانب شعبي فلسطين ولبنان.

وفي تدوينة بسجل التعازي لدى مكتب حزب اللـه في إيران، قال بزشكيان أمس: «لقد شاهد العالم كيف تنتهك أميركا والدول المناصرة للكيان الصهيوني، حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية والقانون الدولي، وكيف يتم إطلاق صفة «أنصار الحقوق الإنسانية» على الإرهابيين والجناة، في حين يتم تسمية مناهضي الظلم وأنصار المظلومين بـ«الإرهابيين»، مضيفاً: «العار على تعبير كهذا يروج لأدعياء حقوق الإنسان والحرية المزيفين، وليعلم الشعبان الفلسطيني واللبناني العزيزان، أن إيران وشعبها المناصر للحق سيبقيان إلى جانبهما»، وفق وكالة «إرنا».

وأشار بزشكيان إلى أن تصاعد جرائم الكیان الصهيوني في غزة ولبنان، ناتج عن صمت الغرب أمام مقتل الآلاف من الأبرياء: وقال: «من المؤسف أننا نشهد تطبيق معايير مزدوجة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان، إذ في حين أثارت هذه الدول استياء العالم أجمع من انتهاك حقوق الإنسان في دول مثل إيران، صمتت أمام مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء على يد الكیان الصهيوني، وهي وضعت ختم الموافقة على هذه الجرائم بصمتها».

وفي وقت سابق، وعلى هامش مشاركته في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أوضح الرئيس الإيراني في مقابلة متلفزة، أن الكيان الصهيوني يسعى إلى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط واستخدام أساليب إرهابية ومدمرة من أجل بقائه لأنه أخفق في تحقيق أهدافه والقضاء على حماس في غزة، داعياً الدول الإسلامية إلى «أن تجلس وتبدي رد فعل محدداً على هذه الجرائم ولا تسمح باستمرار هذه الجرائم في لبنان»، وقال: «لو اتحدت الدول الإسلامية وأدانت بصوت واحد جرائم الكيان الصهيوني ولم تسمح للقواعد الأميركية والصهيونية بتنفيذ هذه الأعمال بسهولة، ما كانت أميركا تستطيع تقديم كل هذا الدعم للكيان الصهيوني ببساطة وتزوده بالأسلحة».

بدوره، وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن الكيان الصهيوني ومن يريد زعزعة الأمن القومي لبلاده سيتلقى الرد الحاسم ولن تبقى مغامراته وأفعاله من دون رد، وقال: «الكيان الصهيوني والعالم يعرف أن إيران تتحرك وتفعل ولا تطلق شعارات، لذا لا ينبغي أن يشكك أحد في قدرة إيران على الرد على المعتدين وإذا اقتضت الظروف ذلك فسنواصل طريقنا إلى القدس الشريف»، وفق وكالة «إرنا».

وأشار كنعاني إلى أن الاغتيالات والجرائم لن تنقذ الكيان الصهيوني ولن تعيد الأمن إلى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولن تصلح انقساماته الداخلية، ولن تعيد ثقة جيش الكيان الصهيوني المعدومة في نفسه، ولن تبيض سمعته السيئة الملطخة بالإجرام أمام الرأي العام العالمي، مضيفاً: «إن الإدارة الأميركية أيضاً لن تكسب شيئاً من كل هذه الجرائم، ولن تعوض إخفاقاتها الطويلة والمتتالية في المنطقة»، مشدداً على أن جبهة المقاومة والشعب اللبناني سينتصران ويحتفلان بتحرير القدس الشريف وبهزيمة وزوال الكيان الإسرائيلي في المستقبل القريب.

ولفت كنعاني إلى أن الدول الإسلامية لديها قدرة كبيرة على معاقبة الكيان الصهيوني، وهذا هو مطلب وتوقع الشعب الفلسطيني من الدول الإسلامية في استخدام أدواتها ومرافقها للضغط على الكيان الصهيوني، مبيناً أن «حكومات ودول المنطقة لديها القدرة والسلطة اللازمة للدفاع عن نفسها ضد عدوان الكيان الصهيوني وليس هناك حاجة لإرسال قوات تطوعية من إيران، ولم تتلق أي طلب من أي شخص وتعلم أنهم لا يحتاجون إلى إرسال قوات دعم بشرية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن