في بطولة درع اتحاد كرة القدم … وداع حزين للكرامة وأهلي حلب والهموم أطاحت بالفتوة … ثلاثة فرق وضعها صعب والمنافسة ستكون واسعة
| ناصر النجار
دخلت مسابقة درع اتحاد كرة القدم دورها الثاني في مباريات ربع النهائي التي أقيمت فيها ثلاث مباريات وبقيت مباراة الشعلة مع تشرين التي تأجلت إلى وقت آخر سيحدده اتحاد كرة القدم وبالتالي تأجلت مباراتا نصف النهائي اللتان كان موعدهما يوم الخميس القادم.
خروج واحد مستحق كان للفتوة الذي خسر أمام جبلة بوضوح، بينما كان الوضع في المباراتين اللتين جرتا في حمص وحلب مختلفاً في الشكل والمضمون لأن الخروج فيهما كان للحظ الدور الرئيس في ذلك بعد أن احتكمت الفرق الأربعة لركلات الترجيح، فتأهل الوحدة وحطين إلى نصف النهائي، وخرج الكرامة وأهلي حلب من السباق وكانا الأقل حظاً في هذا الدور.
وهذا يضعنا أمام أسلوب المسابقة غير الناضج، من خلال انعدام تكافؤ الفرص وخصوصاً أن الفرق ما زالت في دور التحضير، وبالتالي فإن الفوائد لن تكون مشبعة للفرق وخصوصاً التي تخرج سريعاً كما حدث مع فرق الجيش وأهلي حلب والفتوة والوثبة والطليعة والشرطة التي خرجت من المسابقة من مباراة واحدة، بينما كان الخروج للكرامة من مباراتين.
بالشكل العام لا يمكن الحكم النهائي على الفرق من مباراة أو مباراتين والفرق في طور التحضير والاستعداد، لكن يمكن أن نأخذ فكرة واسعة عن التشكيلة المفترضة وعن مستوى اللاعبين وعن الجاهزية الفنية والبدنية للاعبين والفرق في موضوع اختيار اللاعبين والشكل العام للفرق نجد التالي: فرق الكرامة وأهلي حلب وحطين والوثبة والجيش اعتمدت على مجموعة من اللاعبين الخبراء من مخضرمي الدوري وهم من نخبة اللاعبين، بعضهم دون الثلاثين وبعضهم تجاوزها بقليل، مع وجود بعض الإضافات البسيطة من اللاعبين الشبان، ورأت هذه الفرق أن المنافسة على لقب الدوري يحتاج إلى لاعبين خبراء، لذلك كان هذا الزخم من اللاعبين، وبقي اللاعبون الآخرون الذين يمنون النفس بمقاعد في صفوف الرجال على قائمة الانتظار لعدم وجود شواغر في الوقت الحالي.
حظوظ ولكن؟
الكرامة في مباراتين واجه خصمين عنيدين وقويين، هزم الأول وكان جاره الوثبة بهدف متأخر قبل عشر دقائق من النهاية، فرقنا لا تعرف التعويض بمثل هذا التوقيت، ولاعبونا اعتادوا الاستسلام للنتيجة في الأوقات المتأخرة، لأن روح الفوز لم تزرع في نفوسهم، ولطالما سمعنا أن الهدف المتأخر سيقضي على المباراة وسيصنع نتيجتها، ولو فكرنا قليلاً لوجدنا أن عشر دقائق وخمس دقائق أو أكثر كوقت مضاف يمكن أن يشكلا وقتاً جيداً للتعويض، لكن للأسف هذه طبيعة فرقنا، فالمتقدم يعود إلى الوراء ليغلق كل المنافذ والمتأخر يهاجم خبط عشواء دون أي برمجة أو تخطيط لمعرفة كيفية هز الشباك وإن جاء الهدف، فحتماً ليس مرسوماً وهو من خطأ دفاعي!
على العموم المباراة كانت درساً مفيداً للوثبة الذي قدما في الشوط الأول أداء قوياً، وفي الثاني تراجع إلى الوراء، ولا ندري ما الأسباب، ولكن مهما تكن الأسباب فهي حالة ضعف ولا تعبر عن حالة قوة، لذلك خسر الوثبة.
في المباراة الثانية للكرامة مع الوحدة، البعض يقول: خسر الكرامة بركلات الترجيح أي بالحظ، لكن ألم نلاحظ أن الكرامة خسر عندما لم يستفد ولمدة شوط كامل من تفوقه العددي على حساب ضيفه الذي خسر أحد لاعبيه بالبطاقة الحمراء؟
إذا كنت تحلم ببطولة الدوري وحشدت لذلك كل الإمكانيات واستقدمت أفضل اللاعبين من الداخل والخارج وتلعب على أرضك وبين جمهورك وخصمك يلعب بعشرة لاعبين شوطاً كاملاً ولم تحقق الفوز في الوقت الأصلي للمباراة فتلك مصيبة، ولابد من إعادة الحسابات كلها، فهل السبب عدم وجود مدرب؟
إذا كان هذا هو السبب فاللائمة على الإدارة، لأنها تهدر الوقت بلا أي طائل بانتظار مدربها، وحين يفشل المدرب الجديد سيقول: لم أحضر الفريق، وأنا غير راض عن بعض لاعبيه، سيضع المسؤولية والذنب في سلة غيره، ونحن نقول: كل مدرب يقبل أن يستلم أي فريق في أي وقت، عليه تحمل المسؤولية كاملة، وإذا وجد الوضع غير مريح، فإما أن يعتذر وإما أن يضع الجمهور قبل المباريات بمستوى الفريق وما فيه من ثغرات ونواقص، نحن مللنا من الأعذار الواهية وكرهنا قصة البطل من ورق!
الكرامة بمجموعته الجيدة قدّم أداء مقبولاً، وهو يملك إمكانية المنافسة على بطولة الدوري، ولاشك أن دراسة الفريق من جديد هي أفضل من بقاء الأمور على ما هي عليه، وأهل الكرامة أدرى بفريقهم.
التوازن والانسجام
فريق أهلي حلب دخل مرحلة الاستعداد بشكل مباشر واختار ما يشاء من لاعبين سواء من خارج النادي أم من لاعبيه الذين هم كانوا خارج بيتهم الأهلاوي وضم إلى فريق الرجال مجموعة من لاعبي الأولمبي والشباب، فصار لدى الفريق بحدود ثلاثين لاعباً، هذا الكوكتيل من اللاعبين بمراكز مختلفة يحتاج إلى مدرب خبير نظرته بعيدة المدى، ويحتاج إلى وقت طويل لتحقيق الانسجام والتناغم.
في الفترة الماضية لعب الأهلي عدة مباريات تجريبية وأشرك فيها العديد من اللاعبين لاختيارهم ومن المتوقع أن يكون مدرب الفريق وصل إلى دراسة كاملة شافية ووافية عن كل لاعب، الملاحظ بالمباراة الوحيدة في هذه البطولة أن أهلي حلب كان عقيماً رغم أنه يملك مجموعة من الهدافين المتميزين كمحمود البحر وأحمد الأحمد ومحمد كامل كواية وغيرهم، وهذه النقطة لا تسجل في مصلحة نادي أهلي حلب، على العموم هناك بعض الاعتراضات من بعض الجمهور سواء على خيارات المدرب أم بعض اللاعبين، وخصوصاً أن بعض المعترضين يعتقدون أن عدداً من اللاعبين المتعاقد معهم فاقدو الصلاحية الفنية والبدنية، وهنا الأمر سجال وربما كان للقيادة الفنية بالفريق رأي آخر، بكل الأحوال نادي أهلي حلب يعيش اليوم أجمل أيامه من ناحية الاستقرار والعمل الجاد مدعوماً باستثمارات ممتازة ورعاية جيدة من الشركات التجارية والاقتصادية ومنشآت ولدت من جديد، وهذا الأمر من الطبيعي أن ينعكس على كرة القدم بكل الفئات، وهذه المرحلة الذهبية على صعيد الإدارة والتنظيم والاستثمار والمال تحتاج إلى صبر حتى يرتقي المستوى الفني إلى مصاف بقية أركان النادي.
خروج فريق أهلي حلب من هذه البطولة من أول مباراة لا يقلل من أهمية الفريق وقوته الضاربة، هي مباراة مضت، والمفترض أن يعمل المدرب على تلافي مشكلة العقم الهجومي، وهذه المشكلة لا ترى إلا بالمباريات الكبيرة أما المباريات الأخرى فالتسجيل فيها وارد وسهل.
البطل الحزين
الفتوة خرج من أول مباراة له وكانت أمام جبلة بثلاثية نظيفة، تأهل إلى الدور الثاني مباشرة لكونه بطلاً للدوري مثل حال جبلة وتشرين وأهلي حلب رباعي الصدارة في الموسم الماضي، الفتوة صمد ساعة قبل أن تهز شباكه ثلاث مرات في مباراة سهلة على الضيف ثقيلة على الفتوة وجماهيره، من الطبيعي أن نشاهد فريق الفتوة في أسوأ حالاته، وخصوصاً مرّ بمرحلة مخاض عسيرة قبل أن تبصر الإدارة النور قبل أسبوع، والمدرب الجزائري الجديد سفيان نشمة استلم قبل عشرة أيام، ويتابع مهامه بمن حضر من لاعبين.
وبعدم وجود المال، فإن فريق الفتوة فتح بابه لمن يريد الدخول فيه، فجاءه من هبّ ودب، منهم من كان في خريف عمره الكروي، ومنه من تجاوز سن الاعتزال، أما من هم في سن الشباب والأولمبي فيحتاجون إلى الكثير من الصقل والتدريب، هذا هو حال الفتوة في هذا الموسم ويحتاج إلى الكثير من العمل والجهد والمال لتستقيم أموره، ما حدث في نادي الفتوة يجب أن يكون درساً للفتوة ولبقية الفرق، ولاشك أن بداية الفتوة من نقطة الصفر بالعناية بأبناء النادي من الصغار، وبناء الفريق الأول من المميزين من فريق الشباب والأولمبي هو الحل الصحيح، وعلى إدارة النادي أن تقتنع بما وصلت إليه الأمور لتبدأ من جديد، وعليها أيضاً ألا تبحث عن النتائج قبلاً إن كان خط سيرها مستقيماً ووفق الأصول الكروية.
الصاعدان الجديدان
قبل حوالي أسبوعين من انطلاق الدوري الكروي الممتاز في موسمه الجديد، نلاحظ أن أكثر الفرق التي ستعاني هي فرق: الفتوة، والشرطة والطليعة ويمكن أن يدخل فريق الشعلة هذا النفق المظلم، لكن علينا الانتظار، الفتوة تكلمنا عنه والجميع يعلم ما به وإلى أين يسير، أما الطليعة فاستناداً إلى ما قدمه في المباراة الأولى وإلى تشكيلته من اللاعبين فإنه بحاجة إلى جهد مضاعف ليثبت وجوده في الدوري ولا ننسى أنه في المواسم الأخيرة لازم المراكز الأخيرة، والمشكلة الجديدة التي تعترضه إغلاق نافذة تسجيل اللاعبين قبل تصفية حقوق لاعبه السنغالي عبد اليوسف هاولي، ويجب أن يتم حل الموضوع ونيل براءة ذمة من الفيفا قبل انطلاق الدوري ليتمكن من تسجيل لاعبيه وحصوله على الرخصة التي تخوله دخول الدوري، ومن الطبيعي أن يسدد ما عليه من ذمم (محلياً) لاتحاد الكرة ولكل من له بذمته حقوق من لاعبين وكوادر فنية وإدارية.
الشرطة كما ذكرنا في عدد سابق وهو الصاعد حديثاً بإمكانيات مالية محددة، يواصل جديته في التمارين وهو يسعى لتطوير نفسه، في لقاء الوحدة ظهر الكثير من الثغرات والعيوب والنواقص ولابد من إصلاحها وترميمها، وبعضها يحتاج إلى مباريات متعددة.
الوافد الثاني فريق الشعلة لديه إمكانيات مفتوحة ومدرب جيد خبير، كوّن فريقاً جديداً ثلثاه من لاعبيه القدامى والثلث الأخير من الجدد الفريق فيه الخبرة ولديه الحماسة والعزيمة والاندفاع، لعب العديد من المباريات ومباراته مع الطليعة رغم سيطرته عليها إلا أنه فشل في التسجيل رغم أنه خلق لنفسه الكثير من الفرص، ربما سيطرة الشعلة على المباراة جاءت لتراخي خصمه وضعفه، ويمكننا تقييم الفريق عندما يلتقي مع تشرين، وهي مباراة على المحك ليس على فريق الشعلة وحده بل على فريق تشرين الذي لم يظهر بعد، وآخر ظهور له كان في دورة الوفاء والولاء، جديد تشرين مدربه طارق الجبان الذي استلم الفريق قبل أسبوع، ولاشك أن الجبان له ذكريات جميلة مع تشرين عندما نال لقب الدوري الأول في المواسم الأخيرة وكان النجمة الثالثة لفريق تشرين، اختيار الجبان للبحارة اختيار موفق، فالجبان من خيرة مدربي الدوري ويملك الكثير من وسائل التحدي ليتجاوز كل الصعوبات والمطبات.
الفرق التي تأهلت للدور الثاني الوحدة وحطين وجبلة إضافة للفائز من لقاء الشعلة وتشرين سيكون لنا معها وقفة مطولة قبل مباراتي نصف النهائي.
ربما إشارة أخيرة أن مباريات درع اتحاد كرة القدم ستضع النقاط على الحروف وسنجد الكثير من الفرق تفسخ عقوداً لبعض لاعبيها الذين لم يثبتوا جدارتهم في الفترة السابقة حسب تقييم الجهاز الفني لكل فريق.