دعا إلى إصلاح المؤسسات الدولية بما يبعدها عن الهيمنة … صباغ: العدوان الإسرائيلي المنفلت يدفع المنطقة إلى تصعيد خطير
| الوطن
حذّر وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ من أن العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على دول وشعوب المنطقة يدفعها إلى شفا تصعيد خطير ومواجهة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، والتسبب بآثار كارثية على السلم والأمن في المنطقة وما وراءها.
وطالب صباغ في كلمة سورية أمس أمام الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية بالعمل على وضع حد للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وسورية ولبنان، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه، وضمان عدم إفلاته من العقاب.
وبيّن صباغ في كلمته التي حصلت «الوطن» على نسخة منها، أن سورية وعلى مدى أكثر من عقد مضى، شهدت معاناة لا مثيل لها، حيث تعرضت إلى حرب إرهابية شرسة، وعدوان مباشر ومستمر على أراضيها، وحصار اقتصادي خانق متعدد الأوجه والأشكال، وتحريض سياسي وإعلامي غير مسبوق، ودفعت مليارات الدولارات لهدم المنجزات التنموية ونشر الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار في ربوعها، ودفع الملايين من السوريين خارج بيوتهم، إما نازحين في وطنهم، أو لاجئين في دول أخرى، لكن كل ذلك قد أخفق في جعلها تتخلى عن مبادئها الثابتة، وعن مواقفها الراسخة، وعن خياراتها الوطنية الصلبة.
ولفت صباغ إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمدت في سياق سعيها للتغطية على فشلها في تحقيق أهداف حربها على الشعب الفلسطيني، والهروب من أزمتها الداخلية، إلى تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة مستفيدة من مظلة الحصانة والإفلات من العقاب، والدعم اللامحدود الذي توفره لها بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فكثفت من اعتداءاتها على دول المنطقة، بما في ذلك سورية، كما طال العدوان الإسرائيلي المفتوح لبنان الشقيق أيضاً، وقامت سلطات الاحتلال قبل أسبوعين بارتكاب جريمة غير مسبوقة ضد اللبنانيين عبر استخدامها لوسائل الاتصال كأداة لقتل المدنيين العزل بشكل جماعي، وقبل أيام، استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية بعدوان غادر وجبان، دمرت فيه مربعاً سكنياً بالكامل، مستخدمة أطناناً من القنابل المتفجرة لاغتيال الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه الذي قاد لما يزيد على ثلاثة عقود مقاومة وطنية لبنانية مشرفة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وحذر صباغ من أن هذا العدوان المنفلت من أي قيود وضوابط، يدفع بالمنطقة إلى شفا تصعيد خطير ومواجهة لا يمكن التنبؤ بعواقبها، والتسبب بآثار كارثية على السلم والأمن، ليس في منطقتنا فحسب، بل ما وراءها أيضاً.
صباغ الذي طالب بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية المفروضة على سورية، لفت إلى أن سورية وبمسؤولية وبروح بناءة، مع جميع المبادرات الرامية إلى دعم جهود الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي البلاد، وحماية مواطنيها من الإرهاب، وتحسين الأوضاع المعيشية للسوريين.
وقال: أود أن أدعو دول العالم للتحلي بالشجاعة، واتخاذ القرار الصائب الذي يضمن حاضراً ومستقبلاً أفضل لنا وللأجيال القادمة، وينقذ البشرية من ويلات حروب كبرى تلوح في الأفق، وذلك من خلال إصلاح المؤسسات الدولية السياسية والمالية بما يبعدها عن الهيمنة والأحادية القطبية، ويردع محاولات تقويض الميثاق والاستعاضة عنه بما يسمى بـ«النظام القائم على القواعد».