الخبر الرئيسي

واشنطن أعطتها الضوء الأخضر وأعلنت أنها سترسل آلاف الجنود إلى المنطقة لمساعدتها … إسرائيل تستعد لاجتياح جنوب لبنان .. المقاومة: قدرتنا كبيرة ومستعدون للمواجهة

| الوطن

على وقع التلويح ببدء الاجتياح البري في أي لحظة والتحشيدات الإسرائيلية المتواصلة على الحدود مع لبنان والمدفوعة بغطاء أميركي كامل ومعلن، تأرجح الوضع السياسي والميداني في المنطقة وتسابقت مبادرات وقف إطلاق النار واستدعاء تطبيق القرار 1701 مع السعار الإسرائيلي المحموم والمنتشي بما حققه حتى الآن من تدمير وقتل وإرهاب لإعادة احتلال جنوب لبنان، الأمر الذي قابلته المقاومة بمزيد من الصواريخ والاستهدافات وبثقة كاملة تؤكد جهوزيتها لمواجهة العدو في حال قرر التوغل برياً.

المقاومة اللبنانية استهدفت مساء أمس، عدداً من بلدات شمال مدينة حيفا، بصلية من صواريخ «فادي1»، وأكد حزب اللـه أن هذه العملية تأتي رداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.

كيان الاحتلال، أقر بإطلاق 10 صواريخ من لبنان على وسط الجليل وحيفا، ودوت صفارات الإنذار في المنطقة، وفي مستوطنة «كريات آتا» الواقعة في شمال شرق حيفا، حيث اندلع حريق نتيجة سقوط صاروخ أطلق من لبنان فيها.

وفي أول ظهور لمسؤول من حزب اللـه منذ اغتيال الشهيد حسن نصر الله، أكد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، أن مسيرة المقاومة اللبنانية التي واكبها وأشرف عليها الشهيد نصر اللـه مستمرة، وأن المقاومة رغم استشهاده وعدد من القادة، لن تتزحزح قيد أنملة عن مواقفها وستواصل مواجهة العدو مساندة لغزة وفلسطين ودفاعاً عن لبنان وشعبه، مشدداً على أن قدرتها كبيرة ومتينة وهي جاهزة لأي احتمال.

وأشار قاسم إلى أن العدو الإسرائيلي يرتكب المجازر بحق الأبرياء في كل مناطق لبنان، وأن الولايات المتحدة تشاركه فيها بكل إمكاناتها عبر الدعم المفتوح عسكرياً بلا حدود وكل أشكال الدعم إعلامياً وسياسياً، مؤكداً أنه إذا اعتقدت إسرائيل أنها ستحقق أهدافها بهذا الدعم الغربي والاعتداءات الوحشية فهي واهمة.

ولفت قاسم إلى أنه بعد اغتيال العدو لنصر اللـه استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر، مبيناً أن ما تقوم به المقاومة هو الحد الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة التي قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة.

وأشار قاسم إلى أن إسرائيل لم تتمكن من النيل من القدرة العسكرية للمقاومة وما يقوله إعلامها بأنهم ضربوا أكثر القدرات المتوسطة والبعيدة هو حلم، لم ولن يصلوا إليه، فقدرة المقاومة كبيرة ومتينة وهي جاهزة لأي احتمال ومستعدة لمواجهة العدو إذا قرر التوغل برياً في لبنان، وكلها ثقة بتحقيق النصر في المعركة وإفشال أهدافه.

تأكيد المقاومة على جهوزيتها، تزامن مع تحشيد عسكري وإعلامي إسرائيلي يمهد لخطوة التوغل البري في جنوب لبنان، وأعلن جيش الاحتلال المناطق المحيطة بتجمعات المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي السكنية في شمال الكيان بالقرب من الحدود منطقة عسكرية مغلقة، ومنع الدخول إلى تلك المناطق، وقال: إن القرار اتخذ بعد تقييم للوضع.

الاحتلال عمد مساء أمس إلى إطلاق قذائف ضوئية في أجواء بلدة بليدا اللبنانية، وسط استمرار القصف المدفعي والفسفوري مقابل الجبهة الحدودية في مرتفعات كفرشوبا وشبعا والوزاني وسهل الخيام، وسط تحليق مكثف للطيران التجسسي.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش اللبناني أخلى 8 نقاط مراقبة رئيسية تابعة له على طول الخط الأزرق وأعاد تموضع الجنود في المراكز الخلفية للجيش، كما قالت قناة «المنار»: إنه جرى رصد تحرك للآليات الصهيونية في محيط معيان باروخ مقابل آبل القمح والوزاني بظل تحليق للطيران الحربي والمسيّر، مؤكدة أنه لم يحصل أي خرق للحدود وذلك حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

ومع تأكيد قادة الكيان على اتخاذهم قرار التوغل البري في جنوب لبنان، كشفت التصريحات الأميركية المتتابعة عن دعم أميركي كامل للخطوة الإسرائيلية، وأعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية براين ماكغاري، لقناة «سكاي نيوز عربية» أن «توجيهات أعطيت إلى القوات الأميركية في منطقة عمل الشرق الأوسط بالردّ السريع على أي اعتداء يتعرضون له من أي جهة كانت وذلك ضمن حق الدفاع عن النفس وحماية المصالح الأميركية».

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها سترسل آلاف الجنود إلى المنطقة لمساعدة إسرائيل إذا كانت في حاجة إلى ذلك، وقالت «تعزيزاتنا الإضافية في الشرق الأوسط تشمل طائرات من طراز F-16 وF-15 وF-22».

مسؤولون أميركيون قالوا لوكالة «أسوشيتد برس»: إن إسرائيل تنفذ حالياً عمليات برية محدودة عبر الحدود في لبنان وإن عملية برية كبيرة لا تزال قيد التخطيط. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالعمليات، التي وصفها «بالمحدودة» وتستهدف البنى التحتية لـ«حزب الله» بالقرب من الحدود.

وقال مصدر أمني لبناني للوكالة: إن القوات اللبنانية انسحبت لمسافة خمسة كيلومترات على الأقل شمال حدودها الجنوبية، فيما تحدثت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الجيش اللبناني أعاد التمركز قرب الحدود في جنوب لبنان على وقع تهديدات إسرائيلية بتوغّل محتمل.

من جهته زعم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه يجب تجنب أي تدخل عسكري آخر في لبنان، وأضاف بوريل للصحفيين في المكسيك بعد مؤتمر طارئ عن بعد لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «أي مزيد من التدخل العسكري سيفاقم الوضع بشدة ويتعين تجنبه».

من جهته رفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أي اجتياح برّي إسرائيلي للبنان، وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، للصحفيين: «لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن