رياضة

معاناة كبيرة ومطبات كثيرة تعترض اتحاد الكرة … فتح الله: العمليات الإدارية في المنتخبات الوطنية شاقة وصعبة

| ناصر النجار

قبل الحديث عن مشاركة منتخب الشباب لكرة القدم في التصفيات الآسيوية التي استضافتها فيتنام وحاز فيها النجاح بالعلامة الكاملة في مجموعته، لابد أن نقف قليلاً على المعاناة التي يواجهها اتحاد كرة القدم في رعاية المنتخبات الوطنية وتأمين معسكراتها الداخلية والخارجية والمباريات الاستعدادية والمشاركات الرسمية على حد سواء.

في هذا الخصوص يقول موفق فتح الله مدير المنتخبات الوطنية في اتحاد كرة القدم في حديثه لـ«الوطن»: المعاناة في العمل مع المنتخبات الوطنية كبيرة وعسيرة جداً لأسباب عديدة، والسبب الأهم والأكبر هو العقوبات المفروضة على بلدنا، وهذه العقوبات تسري على اتحاد كرة القدم من ناحية التعامل مع البنوك ومن ناحية الصرف والإنفاق، فكل شيء يتم فعله يجب أن نأخذ موافقة الفيفا عليه مسبقاً، في المقام الأول كل المعسكرات الخارجية لأي منتخب يجب أن يوافق عليها الفيفا، وعلى سبيل المثال: إذا أردنا أن نقيم معسكراً في العراق أو الإمارات أو أي بلد آخر، فإن الخطوات المتبعة كثيرة ومنها أن تأخذ موافقة البلد الذي سنقيم فيه المعسكر، ثم ترسل هذه الموافقة إلى الفيفا ليمنح الاتحاد الضوء الأخضر لذلك.

من هنا نحن مرتبطون بالمعسكرات في الدول التي توافق على استضافة منتخباتنا، ونحن بالفعل نتمنى أن نقيم معسكرات لمنتخباتنا في أوروبا أسوة ببقية المنتخبات، لكن في الوضع الحالي لا يمكننا تحقيق كل ما نريد بسبب الحظر المفروض على بلدنا وحسب إجراءات الفيفا المتبعة، حتى على صعيد المدربين، فأي مدرب يريد الاتحاد التعاقد معه يجب أن يوافق عليه الفيفا، مع العلم أنه يتدخل في الكثير من التفاصيل ضمن بنود العقد.

المعسكرات الداخلية يتحمل اتحاد كرة القدم مصاريفها ولابد من موافقة اللجنة الأولمبية السورية عليها، وهنا لابد من الإشارة إلى الدعم الكامل والرعاية التامة من القيادة الرياضية لكل مسائل المنتخبات الوطنية ونخص بالذكر رئيس اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا.

ويضيف: في المسائل العامة لا أحد يحب أن يخسر فريقه أو منتخبه، واتحاد كرة القدم يسعى بكل جهده لتقديم كل ما يلزم لنجاح المنتخبات الوطنية، على صعيد منتخب الرجال، فالعمل شاق جداً واتحاد الكرة على تواصل يومي مع المدرب الإسباني بخصوص اللاعبين، وكل لاعب يرشحه نعمل على استصدار الموافقات الرسمية من الفيفا والبلد المقيم فيه، ثم المعاملات الرسمية المحلية، أي لاعب يصل إلى منتخب سورية في أي فئة يحتاج إلى جهد كبير لا يعلم به إلا من يعمل فيه.

على صعيد آخر فإن إدارة المنتخب لا تتدخل بتعيين أو ترشيح أي مدرب أو لاعب وهذا أمر من اختصاص القيادة الفنية التي تتحمل مسؤولية اختيار كوادرها ولاعبيها، وعلى سبيل المثال: المسؤول الفني عن منتخب الناشئين المدير الفني فراس معسعس، اتحاد الكرة فوّض فراس بالمنتخب وهو المسؤول عنه، ولم يتدخل أحد من اتحاد كرة القدم أو من خارجه بترشيح أي لاعب للمنتخب وتم اختيار اللاعبين وفق قناعة الجهاز الفني بشكل تام، وهذا الموضوع يبقى ضمن دائرة جدال عقيم وخصوصاً أن العاطفة قد تحكم على رأي البعض من خارج اتحاد كرة القدم ومن خارج أي منتخب، فمن هم خارج المنتخب يرون أن هذا اللاعب أفضل من ذاك، وهذا عالة على المنتخب، ومن هذا القبيل، فالخلافات في الرؤى واردة ومتعددة، لكن لا يمكن أن يكون أي منتخب مرهوناً بشعار ما يطلبه الجمهور، فهذا أمر صعب وعسير، ومن المؤكد أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وهذا حال كل المنتخبات الوطنية في سورية وغيرها، حتى هذه الخلافات موجودة في المنتخبات الكبيرة أيضاً نجدها واضحة في الفرق، ولنتابع فرقنا قبل انطلاق الموسم، لنجد أن الكثير من الصفحات الفيسبوكية تنتقد اختيارات هذا النادي أو ذاك للاعبين ويضعون المواصفات ويحللون ويشرحون، لكن في هذا الموضوع فإن القرار النهائي بأي فريق من فرق الدوري هو للمدرب أو للجنة الفنية في النادي التي تختار الأصلح من اللاعبين حسب وجهة نظرها وعلى مسؤوليتها الكاملة.

وعن مشاركة المنتخبات الوطنية الرسمية يقول: الهدف الأول الذي يبني اتحاد الكرة إستراتيجيته عليه هو العناية بمنتخبات القواعد والعمل على رعايتها ودعمها بكل وسائل الدعم الممكنة، وهذا النهج هو الصحيح، وكما نلاحظ أن خطة الاتحاد لم تشمل المنتخبات فقط، بل حرصت على توطين هذه الفكرة عند أنديتنا، ووضعت البرامج من أجل تنشيط الدوري في هذه الفئات، فالموسم الجديد صار دوري الأشبال والناشئين مماثلاً لدوري الشباب بعد أن كان يقام على مستوى المحافظة، وهذا يجعل الفرق تلعب مباريات أقوى وأكثر، واللاعب صار لديه فرص أكبر من ذي قبل سواء في حساب كمية المباريات أم قوتها، وهذه الطريقة تصقل موهبة اللاعب وترفع مستواه، وتجعله أمام أنظار كل المراقبين، وكما نلاحظ فإن اتحاد كرة القدم حرص على استمرار الدوري الأولمبي لفوائده الكثيرة على الأندية واللعبة بشكل عام، وهذه الفئة مع استمرارها ستكون الرافد الكبير لكرتنا وستضخ بجسم الدوري لاعبين متميزين بشكل دائم، والخلاصة المهمة التي يمكننا تأكيدها أن كل منتخب قوي هو نتيجة وجود دوري قوي وأندية ترعى كرة القدم على أصولها، وما يتم تطبيقه في الدوري الممتاز سيُطبق في دوري الدرجة الأولى على مراحل خلال السنوات القليلة القادمة.

وعن الانتقادات التي وجهت إلى منتخب الشباب من ناحية الأداء الذي لم يرض الكثير من المراقبين قال: الموضوع ينقسم إلى جزأين مهمين، الجزء الأول تحقيق الهدف عبر الصدارة والتأهل، والجزء الثاني هو الأداء وأسلوب اللعب، بالنسبة لعموم الكرة السورية فإن المنتخب حقق المطلوب منه بالصدارة والتأهل، وكما يعلم الجميع أنه فاز بجميع مبارياته، أما بالنسبة للجزء الثاني: فقد يكون الأداء مرتبطاً بمستوى الفرق وأهمية المباراة ودرجتها، وهذا كلام عام لا يخص منتخب الشباب بل يخص كل المنتخبات، والفنيون يعلمون فحوى هذا الكلام بتمامه، مع العلم أن هناك دراسة فنية مستفيضة لكل المنتخبات وأن هناك تقييماً شاملاً للأداء والمستوى تتم مناقشته مع كل المدربين عند عودتهم من مشاركاتهم الخارجية.

أصبح لدينا منتخبان للشباب والناشئين جيدان في العرف العام ويضمان في صفوفهما أفضل اللاعبين، واتحاد الكرة يجتهد لتأمين كل متطلبات هذه المنتخبات، وأمامنا مشاركة مهمة جداً لمنتخب الناشئين منتصف الشهر الحالي في التصفيات الآسيوية التي ستقام في الأردن بمشاركة منتخبات لها وزنها على الصعيد الآسيوي ونرجو لمنتخبنا الصغير النجاح والتوفيق في هذه المهمة الصعبة التي سيواجه فيها منتخبات إيران والأردن وكوريا الشمالية وهي منتخبات قوية جداً إضافة لمنتخب هونغ كونغ وهو أقل درجة وتصنيفاً من هذه المنتخبات، واتحاد الكرة اجتهد لتأمين معسكرين خارجيين للمنتخب حسب طلب المدرب الذي أكد أن منتخبه بحاجة إلى مباريات كبيرة وكثيرة من أجل مزيد من التفاعل والتناغم والصقل وكسب الخبرة الدولية.

المحليون والمغتربون

أخيراً لفت مدير المنتخبات الوطنية إلى أن اتحاد الكرة يرعى شؤون كل اللاعبين المحليين والمغتربين العامة والخاصة، وأي عقبة مهما كانت صغيرة وكبيرة لدى أي لاعب يتدخل اتحاد الكرة لمعالجتها ومعالجة أسبابها، وهنا تقدم بالشكر من نائب رئيس اتحاد الكرة عبد الرحمن الخطيب الذي حمل على عاتقه هذه المسؤوليات الصعبة.

وأوضح أيضاً أن الحزم والتشديد في المعسكرات والبطولات الخارجية والداخلية هما البوصلة التي تمشي عليها المنتخبات كلها، فهناك نظام صارم مفروض في الدخول والخروج وأوقات النوم والسهر واللباس، حتى موضوع الموبايل فالتعليمات الواضحة لكل اللاعبين بإيقاف كل برامج وسائل التواصل الاجتماعي في أثناء المعسكرات والبطولات، ولا يسمح بالتواصل إلا مع الأهل للاطمئنان وفي أوقات محددة، وكل لاعب مخالف يتم إيقافه ويمكن استبعاده.

من ناحية الإطعام فهناك طعام محدد بكميات معينة حسب البرنامج الذي يضعه طبيب الفريق دون إفراط أو تفريط.

وربما كان آخر الإيضاحات موضوع دعوة لاعبي منتخب الرجال، وهل ستتم دعوة عمر السوما وعمر خريبين إلى المنتخب، قال: هذا شأن المدرب وحده، ولا أحد في اتحاد كرة القدم يعرف القائمة التي سيختارها المدرب الإسباني خوسيه لانا لدورة تايلاند، رغم أن المشاورات قائمة بشكل دائم ويومي واستفساراته واطمئنانه عن اللاعبين لا تنقطع، إلا أنه وحده الذي ينظم دعوة اللاعبين ويرشح أسماءهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن