لبنانيون يشكرون الدولة السورية لما لقوه من رحابة ومحبة ومساعدات إيرانية إلى اللبنانيين الوافدين إلى سورية … وزير السياحة لـ «الوطن»: جهوزية عالية وجهود حكومية ملموسة للوقوف إلى جانب أشقائنا في لبنان
| دمشق – فادي بك الشريف – اللاذقية – عبير محمود – حمص – يوسف بدور
بيّن وزير السياحة محمد رامي مرتيني أن عدداً كبيراً من الفنادق في مدينة السيدة زينب تستضيف الوافدين اللبنانيين والعائلات الوافدة من لبنان والسوريين العائدين جراء العدوان الإسرائيلي، وذلك عبر تقديم حسومات خاصة تصل إلى 60% بما لا يؤثر على التكاليف التشغيلية الكبيرة لعمل الفنادق في المدينة، على حين أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة لؤي خريطة «رئيس اللجنة العليا للإغاثة» خلال لقائه رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية غونزالو غابرييل فارغاس يوسا والوفد المرافق أنه تنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بتقديم كل التسهيلات اللازمة للوافدين وتأمين احتياجاتهم.
وبلغ عدد الوافدين اللبنانيين حتى ساعة إعداد الخبر 64777 وافداً، كما بلغ عدد العائدين السوريين حوالي 195 ألف حسب مصدر في إدارة الهجرة والجوازات، مشيراً إلى أنه دخل أمس 5369 وافداً لبنانياً و19510 عائداً سورياً.
جهوزية عالية
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد مرتيني الجهوزية الفنية العالية للفنادق، إلا أن هناك ضغطاً كبيراً جداً، علماً أن هذه الفنادق ليست مهيأة لأن تكون مراكز استضافة في ظل التكاليف الكبيرة، مشيراً إلى معالجة معظم الطلبات المقدمة والملاحظات من خلال المديريات المعنية من مديرية الصحة والسياحة على صعيد الخدمات المقدمة خاصة في ظل التوافد الكبير للبنانيين.
وأشار إلى أن هناك بنية تحتية جيدة من الفنادق في مدينة السيدة زينب، وهناك جهود كبيرة من وزارة الإدارة المحلية والمحافظات والأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر العربي السوري، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص في هذا الشأن.
وأضاف مرتيني: إن الأغلبية من الوافدين في مراكز الاستضافة التي تم تجهيزها، علماً أن الفنادق في السيدة زينب استقبلت نسبة كبيرة من الوافدين، مشيراً إلى جهود الحكومة السورية في الوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان على صعيد الخدمات الطبية والصحية والإغاثية، والتركيز خلال الفترة على تقديم الخدمات للوافدين.
واطمأن وزير السياحة برفقة محافظ ريف دمشق أحمد خليل خلال جولة لمدينة السيدة زينب، على واقع الخدمات المقدمة للوافدين اللبنانيين في المدينة وفنادقها وحجم الإشغال والإقامات، مشيراً إلى تضافر الجهود الحكومية والمجتمع الأهلي وغرف السياحة وأصحاب المنشآت ضمن الإمكانات المتاحة، ومن خلال مبادرات مقدمة من أصحاب الفنادق.
وزار الوزير عدداً من العائلات اللبنانية الوافدة في عدد من الفنادق مطمئناً على أوضاعهم وأماكن إقامتهم، حيث عبر عدد من اللبنانيين الوافدين عن عميق الشكر للدولة السورية على كل ما لقوه من رحابة ومحبة منذ لحظة وصولهم إلى سورية بما يعكس طبيعة الشعب السوري الذي كان دائماً إلى جانب أشقائه في كل الظروف.
وزير الإدارة المحلية: تكليف المحافظين باستقبال الوافدين واستضافتهم في المراكز المجهزة
مراكز الإيواء جاهزة
من جهته لفت الوزير خريطة إلى أنه تم زيارة كل من المنفذ الحدودي في جديدة يابوس وجوسية والاطلاع على الإجراءات المتخذة وتوفير متطلباتهم، كما تمت زيارة مراكز الايواء التي تم تجهيزها حيث تم تكليف المحافظين باستقبال الوافدين والعمل على استضافتهم سواء في مراكز الإيواء المجهزة التي افتتحت لإقامتهم أو لدى الأسر والعائلات الذين فتحوا بيوتهم لاستقبال الأشقاء.
وأشار إلى القرارات التي تم اتخاذها برئاسة مجلس الوزراء كالسماح لكل السيارات السورية التي لم تستكمل أوراقها بالدخول للأراضي السورية عبر المعابر الحدودية وتسوية وضعها في المحافظة المعنية وإيقاف العمل بتعميم تصريف100 دولار لمدة أسبوع وتوفير الخدمات الصحية والغذائية والاستشارات القانونية.
كما أشار إلى القرارات التي تم اتخاذها في اجتماع اللجنة العليا للإغاثة الطارئ حيث تم إقرار آليات عمل ميسرة والتوجيه بتسهيل عبور المساعدات ووصولها إلى الوافدين، وتم تكليف الهلال الأحمر العربي السوري بمتابعة هذه المساعدات وإيصالها، مضيفاً: كما اتخذت اللجنة العليا للإغاثة ولجانها الفرعية في المحافظات ما يلزم لاستيعاب القادمين وتأمين احتياجاتهم الضرورية، والتي تكاملت مع التسهيلات المقدمة من الجهات المعنية
بدوره أكد يوسا أن المفوضية وفي ظل الأوضاع الحالية ستعمل على بذل المزيد من الجهود لتأمين الاحتياجات الضرورية والعاجلة للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين، معرباً عن تأثره وانطباعه الرائع لما شاهده من عطاء وكرم الضيافة للقادمين إلى سورية ليس فقط للعائدين السوريين بل للوافدين اللبنانيين، والتي عكست كفاءة هذه الاستجابة التي كانت على مستوى الحكومة والشعب السوري.
طائرة مساعدات
وفي إطار تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب اللبناني الوافد إلى سورية جراء العدوان الصهيوني، حطت في مطار اللاذقية يوم أمس طائرة قادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى متنها مساعدات إنسانية متنوعة.
الطائرة وهي نوع «بوينغ 747» حملت مجموعة من المساعدات التي تشمل مواد غذائية وإغاثية وخياماً وأغطية ومستلزمات العناية بالنظافة الشخصية ومواد أخرى لزوم الاحتياجات الأساسية للعائلات، على أن يتم نقلها إلى مستحقيها.
يشار إلى أن الجهات المختصة بمطار اللاذقية وبالتعاون مع القوات الروسية العاملة في مركز التنسيق الروسي بقاعدة حميميم بالإشراف على تفريغ حمولة طائرة المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى المطار.
شتى أنواع المساعدات في حمص
وتستمر محافظة حمص بتقديم شتى أنواع المساعدات للوافدين من الأشقاء اللبنانيين والعائدين من السوريين عبر المنافذ الحدودية وتسهيل إجراءات استقبالهم وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية لهم ضمن خطة الإغاثة والاستجابة الطارئة، وفي هذا الإطار بين عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل بشار العبدالله أنه ضمن توجيهات الرئيس بشار الأسد وتعليمات محافظ حمص بتقديم المساعدات اللازمة للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين وبالتنسيق مع اللجنة الفرعية للإغاثة والشركة العامة للنقل الداخلي بحمص تم تأمين باصات لنقل الوافدين والعائدين من المنافذ الحدودية إلى مراكز الانطلاق في المدينة بشكل يومي إضافة للتدخل الفوري بتأمين وسائل نقل على الخطوط التي تعاني من اختناقات نتيجة ازدياد عدد المسافرين جراء الظروف الطارئة التي نمر بها.
وأشار العبدالله إلى أنه تم تسيير باصات نقل داخلي لنقل عدد من العائلات العائدة من لبنان إلى محافظتي حلب ودير الزور، كما تم توجيه الوحدات الشرطية في مراكز الانطلاق بالسماح للسيارات العاملة على خطوط المناطق الحدودية بتنفيذ رحلات إضافية بشكل يومي.
وأوضح مدير الشركة العامة للنقل الداخلي بحمص أحمد خضور أنه بناء على توجيهات محافظ حمص نمير مخلوف وضمن خطة الإغاثة والاستجابة الطارئة سخرت الشركة كل إمكاناتها لخدمة الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين وتأمين نقلهم من المراكز الحدودية إلى مراكز الانطلاق، إضافة لتسيير باصات لنقل الراغبين منهم إلى المحافظات والقرى التي يحددونها، لافتاً إلى أنه تم تسيير 3 باصات نقل داخلي لنقل عدد من العائلات إلى محافظة حلب.
وأكد أن شركة النقل الداخلي على استعداد تام للتدخل الفوري وتأمين باصات لنقل الوافدين والعائدين إلى المناطق والمحافظات التي يرغبون بالوصول إليها.
من جانبه بين أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة بحمص عدنان ناعسة أن عدد الوافدين اللبنانيين بلغ حتى ساعة إعداد الخبر نحو 26 ألف وافد، في حين بلغ عدد العائدين السوريين نحو 23 ألف شخص عبر المنافذ الحدودية الثلاثة الدبوسية وجوسية وجسر قمار، منوهاً إلى أنه يتم تقديم كل التسهيلات والخدمات الضرورية للوافدين والعائدين على المعبر مباشرة حيث يتم تقديم الرعاية الصحية والطبية، إضافة للاستشارات القانونية اللازمة من قبل الأمانة السورية للتنمية، كما يعمل فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والجمعيات الأهلية المتواجدة على المعابر على تقديم المواد الإغاثية الضرورية لهم.
وأكد ناعسة أنه تم توزيع مساعدات غير غذائية «فرشات وحرامات وأدوات مطبخ لحوالي ألفي عائلة في أماكن إقامتها، إضافة لتوزيع نحو 3 آلاف سلة معلبات على المعابر للوافدين والعائدين».
وأشار ناعسة لوجود بعض التحديات التي تواجه عمل اللجنة الفرعية للإغاثة وتتمثل بتأمين المواد الإغاثية، مؤكدة أن اللجنة الفرعية تسعى لحشد الإمكانات والمساهمات من قبل المنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية والفعاليات الاقتصادية والأهلية لتأمين ما يلزم من مواد أساسية للوافدين.