الجزائر طالبت بوضع حد لجرائم إسرائيل والعراق: بدء انسحاب قوات «التحالف» .. عبد اللـه الثاني والسوداني: الوقف الفوري للحرب على غزة ولبنان
| وكالات
دعا ملك الأردن عبد اللـه الثاني إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى تهدئة شاملة في المنطقة وتجنب التأزيم الذي قد يؤدي إلى حرب مفتوحة، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أمس جرى خلاله تأكيد ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
وحسب قناة «المملكة» التلفزيونية الأردنية، أكد عبد اللـه الثاني أهمية مضاعفة المساعدات الإنسانية لأهالي قطاع غزة، وضمان إيصالها بكل الطرق الممكنة، ونبه إلى خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المتطرفة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما جرى التأكيد خلال الاتصال على ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.
في سياق، متصل قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، أمس الثلاثاء: إن الحكومة أكدت موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتحذير من التصعيد الإقليمي في لبنان، مؤكداً أن الأردن أرسل طائرة أردنية ثالثة إلى بيروت تحمل مساعدات، وأضاف خلال مؤتمر صحفي: إن الأردن يعتز بقيامه بالواجب الإنساني في غزة عبر إرسال المستشفيات الميدانية والمساعدات الغذائية والإغاثية.
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء العراقية «واع» أن السوداني أجرى أمس الثلاثاء اتصالاً هاتفياً بعاهل المملكة الأردنية الهاشمية عبد اللـه الثاني بن الحسين، مؤكداً أهمية التنسيق بين العراق والأردن لإيصال المساعدات الإنسانية وتعزيز الجهود الدولية لوقف هذه الاعتداءات.
وذكر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أن السوداني بحث مع عبد اللـه الثاني الأوضاع العامة في المنطقة والتطورات المتسارعة وتداعيات استمرار العدوان الصهيوني على لبنان، وحرب الإبادة الجماعية التي تُشن على شعبنا الفلسطيني في غزة»، وجاء في البيان أن «الاتصال شهد التأكيد المتبادل على وجوب توسعة التحرك على الصعيدين الدولي والعالمي، وحث المنظمات الأممية والدول الكبرى على بذل أقصى الجهود لوقف العدوان، وإدانة الهجمات الصهيونية على جنوب لبنان الشقيق، فضلاً عن التنسيق الثنائي بين العراق والأردن لإيصال المساعدات الإنسانية الطارئة والدعم إلى شعبينا الصامدين في كل من لبنان وفلسطين».
على صعيد متصل، أعلنت جامعة الدول العربية، أمس الثلاثاء، تلقيها طلباً من العراق لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة بشأن الأوضاع في لبنان، وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الأمين، في بيان أوردته «واع»: إن «الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت طلباً رسمياً من جمهورية العراق بشأن عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث موضوع النارحين واللاجئين في لبنان وتقديم المساعدة لدولة لبنان الشقيقة بهذا الخصوص»، وأضاف: «تم تعميم الطلب على الدول الأعضاء والتشاور مع اليمن باعتباره الرئيس الحالي لدورة مجلس جامعة الدول العربية، من أجل تحديد الموعد لعقد الاجتماع الطارئ».
من جهة ثانية، أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، بدء انسحاب «التحالف الدولي» من العراق منذ إعلان البيان المشترك بين العراق والولايات المتحدة لإنهاء مهمته، وقال حسب «واع»: إن «إجراءات انسحاب قوات التحالف من العراق بدأت منذ إعلان البيان المشترك بين العراق وأميركا»، مؤكداً أن «العشرات من الجنود الأميركيين انسحبوا خلال الأيام الثلاثة الماضية من قاعدة عين الأسد وهناك تهيئة للانسحاب من الوحدة الثالثة».
وتابع: إن «قوات التحالف بدأت برزم وجرد وتفكيك المؤسسات الكبيرة والمهمة القابلة للتفكيك»، مشيراً إلى أن «اللجنة العسكرية المشتركة مستمرة بعملها لوضع ما تبقى من ترتيبات ودفعات الانسحاب»، وأكد أنه «بعد يوم الـ25 من أيلول القادم سيكون هناك وجود في الأماكن المتفق عليها بين قوات التحالف الدولي وبغداد في أربيل»، لافتاً إلى أن «مهمة التحالف ستنتهي في العراق تماماً خلال سنة».
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف طالب في كلمة خلال نقاش عام للجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع والمنظمات الدولية بالإسراع بوضع حد لجرائم الكيان الصهيوني المتواصلة في فلسطين ولبنان، وقال: إن «ما يحدث في غزة من حرب إبادة جماعية وامتدادها إلى الضفة الغربية ولبنان وما يحدث في المنطقة بأكملها من تصعيد إسرائيلي ما كان ليقع لو أن المجموعة الدولية اتخذت في حينه موقفاً حازماً يفرض على الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني ما فرض على غيره من إجراءات عقابية وتدابير ردعية قننها ميثاق الأمم المتحدة في فصله السابع».
ولفت عطاف إلى أن العالم يمر بمنعطف بالغ الدقة والحساسية والخطورة ما كشف حجم العجز الذي أصاب منظومة الأمن الجماعي والاستخفاف بالشرعية الدولية واستفحال ظاهرة الاستقطاب وما صاحبها من تغييب لدور مجلس الأمن، وأكد أن المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية «لا تقبل العودة إلى ما قبلها ولا تقبل كذلك التردد أو التقاعس عن دعم المشروع الوطني الفلسطيني ولا تتحمل المماطلة أو التسويف في دعم التوجه نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كحل عادل ودائم ونهائي».
وذكر عطاف بدعوة الجزائر للتعجيل بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين «لأن هذا المطلب كان في ظروف أقل اضطراباً وتأزماً ومأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي سائر الجوار الفلسطيني.. أما اليوم فقد أصبح هذا التوجه يفرض نفسه بكل حتمية وإلحاح وبكل استعجال».