بريطانيا حذرت إسرائيل من «المستنقع اللبناني».. إسبانيا وإيطاليا دعتا إلى عدم الصمت … مادورو: ما يجري حرب لاستعمار الشرق الأوسط بكامله
| وكالات
تتوالى الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي على لبنان، إذ أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أن المقاومة ستنتصر وسيشهد التاريخ انحدار «الإمبراطورية الغربية»، مشيراً إلى أن ما تفعله إسرائيل والقوى الغربية الداعمة لها أسوأ من ألمانيا النازية وجرائم هتلر، في حين اعتبرت كوريا الديمقراطية أن شن الكيان الإسرائيلي هجوماً عسكرياً عشوائياً على لبنان يشكل جريمة حرب، في حين دعت إيطاليا وإسبانيا إلى عدم الصمت إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط وأن خفض التوتر بات أمراً ضرورياً.
ونقل موقع «الميادين نت» عن مادورو قوله أمس: «هم الآن يتجهون نحو لبنان، وقد دمروا ليبيا والعراق، ما يجري هو حرب ضد الشعوب العربية وحرب لاستعمار الشرق الأوسط بكامله للسيطرة على مصادر الطاقة»، لافتاً إلى أن ما نشهده اليوم هو الإفلات من العقاب الذي حصل مع موسوليني وهتلر، وأضاف: «الأمم المتحدة وافقت على قتل مئات الأشخاص في حين العالم يظل صامتاً».
وتابع مادورو: «إسرائيل ومن يقف وراءها يختبرون الأسلحة لتخويف العالم، حيث يقومون بتسليح تايوان ضد الصين وتسليم الأسلحة لإسرائيل حتى يدمر نتنياهو فلسطين»، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي دمر 80 بالمئة من مباني قطاع غزة.
بدورها أدانت كوريا الديمقراطية بشدة الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط، وقال المتحدث باسم الخارجية الكورية الديمقراطية في بيان وفقا لوكالة الأنباء الكورية المركزية: «تلجأ إسرائيل إلى ارتكاب المذابح والإرهاب والاغتيالات، مبررة ذلك بالحديث عن (حق الدفاع عن النفس والأمن).. إن وحشيتها ووقاحة سلوكها تثيران مشاعر الكراهية والاستياء الشديدين لدى المجتمع الدولي ضدها»، مشدداً على أن قيام الكيان الإسرائيلي بقتل عدد ضخم من المدنيين، من خلال شن هجوم عسكري عشوائي وأعمال إرهابية ضد لبنان يشكل جريمة حرب شنيعة وجريمة غير أخلاقية.
وأضاف المتحدث: «ندين بشدة توسيع إسرائيل مذبحتها الواسعة النطاق بحق المدنيين الأبرياء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والأعمال الإرهابية الشنيعة والمنظمة التي ترتكبها الولايات المتحدة بحمايتها إسرائيل، ونعرب عن دعمنا وتضامننا الثابت مع الشعوب العربية في نضالها من أجل الدفاع عن السيادة والحق في الوجود وسلامة أراضيها»، مبيناً أن «إسرائيل التي لم تكتف بالمذبحة التي نفذتها في قطاع غزة بفلسطين والتي تنتهك الآن حق الشعوب العربية في الوجود في الشرق الأوسط بما في ذلك لبنان، هي في الواقع كيانات سرطانية تهدد السلام والاستقرار الإقليميين، وهي العدو المشترك للشعوب العربية».
وأكد المتحدث أن مفتاح تحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط يكمن في ضمان الحق الوطني المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ووضع حد للاجتياح الإسرائيلي والأعمال العدوانية التي يرتكبها بحق الدول العربية في أقرب وقت ممكن.
من جانبها، دعت إسبانيا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت إزاء ما يحدث في الشرق الأوسط، وأدان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز خلال مشاركته بحفل جوائز صحفية أمس بـ«المجازر الروتينية» في الشرق الأوسط، مشدداً على وجوب حماية القانون الدولي، وقال: «الذين يكرهون الديمقراطية يمارسون الظلم ضدها في كل مكان، وأعداء الديمقراطية لا يحترمون أي قاعدة أو قانون، علينا جميعاً أن ندافع عن الديمقراطية»، في حين دعا وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، إلى وقف إطلاق النار في لبنان و«الاحتواء من الجميع» لوقف تصاعد العنف في الشرق الأوسط، حسب صحيفة «الباييس» الإسبانية.
من جهتها، شددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أن خفض التوتر بمنطقة الشرق الأوسط أمر «عاجل وضروري»، مشيرة إلى أنها «ستواصل العمل مع حلفائها لتحقيق الاستقرار على الحدود بين إسرائيل ولبنان ولعودة النازحين إلى ديارهم»، وقالت «حماية المدنيين وضمان أمن الوحدة الإيطالية العاملة في جنوب لبنان ضمن قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان (اليونيفيل) تظل أولوية»، في حين دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني في تصريح لقناة «تي جي 2» مواطني بلاده إلى مغادرة لبنان فوراً، مشيراً إلى تقديم بلاده حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 17 مليون يورو لتخفيف معاناة النازحين من الشعب اللبناني.
بدوره، صرح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، بأن «ثمن الحرب في الشرق الأوسط سيكون باهظاً»، محذراً إسرائيل من «الغرق في مستنقع لبنان»، وقال في تصريحٍ لوسائل الإعلام إنه «لا أحد منا يريد أن يرى حرباً إقليمية»، مشدداً على أن الحرب في الشرق الأوسط سيكون لها أثر كبير في الاقتصاد العالمي، في حين وصف الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيرمي كوربن، إجراء إسرائيل «عمليات برية محدودة» في لبنان بأنه غزو، مشيراً إلى أن نفاق الحكومة البريطانية بشأن وقوفها مع إسرائيل أصبح واضحاً للعيان، وقال كورين في موقع «إكس»: «إسرائيل بعمليتها البرية في لبنان تواجه دولة ذات سيادة».
إلى ذلك، عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس، برئاسة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، اجتماعاً استثنائياً عبر الإنترنت، لمناقشة التطورات الحاصلة في لبنان، وأوضح بيان صادر عن مجلس الاتحاد الأوروبي، أن «الاجتماع كان تشاوريا وغير رسمي، وبالتالي لم يتم اتخاذ أي قرار».