عربي ودولي

الحزب قصف قاعدتي سده دوف وغليلوت ومقر الموساد في تل أبيب.. وكذب ادعاءات الاحتلال دخوله برياً … العشرات من صواريخ إيران الباليستية تدك قواعد الكيان العسكرية

| وكالات

أمطرت إيران كيان الاحتلال الإسرائيلي بعشرات الصواريخ الباليستية على موجتين، رداً على اعتداءات العدو وانتقاماً لدماء الشهداء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس الحرس الثوري في بيروت عباس نيلفروشان.
جاء ذلك، فيما واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، عدوانه الواسع على لبنان لليوم التاسع على التوالي، مرتكباً مزيداً من المجازر بحق المدنيين، بتدميره مباني سكنية في الجنوب والبقاع، والعاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، على حين أكد حزب اللـه من جديد أنه حاضر في الميدان وبقوة، حيث نفذ سلسلة من العمليات النوعية ضد مواقع الاحتلال المنتشرة على الحدود وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، أبرزها قاعدتي سده دوف الجوية وغليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد في ‏ضواحي تل أبيب، التي دكها جميعها بصواريخ جديدة من طراز فادي 4، مكذباً ادعاءات الاحتلال دخوله إلى الأراضي اللبنانية.
وأعلن الحرس الثوري في بيان أوردته وكالة «تسنيم» مساء أمس، استهداف عمق الأراضي المحتلة رداً على اغتيال هنية ونصر الله ونيلفروشان، وأضاف: إذا رد الكيان الصهيوني على العمليات الإيرانية، فإنه سيواجه هجمات ساحقة.
وتوجه البيان إلى الشعب الإيراني الشريف، بالإيضاح أنه بعد فترة من ضبط النفس تجاه انتهاك سيادة إيران عند اغتيال هنية وتجاه حق البلاد في الدفاع المشروع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة وتصاعد اعتداءات الكيان الصهيوني بدعم من أميركا في ارتكاب مجازر بحق شعبي لبنان وغزة واستشهاد نصر الله ونيلفروشان، أطلقت قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري عشرات الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية أمنية مهمة في عمق الأراضي المحتلة، والتي سنذكر تفاصيلها لاحقاً، وأضاف: هذه العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وإبلاغ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وبدعم من الجيش الإيراني ووزارة الدفاع.
في إسرائيل، أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال بوقوع إصابات نتيجة الصواريخ من إيران، التي أدت إلى دوي صفارات الإنذار في كل الأنحاء، ودفعت الملايين من المستوطنين إلى الملاجئ، حسب ما أوردته وزارة خارجية الاحتلال، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن موجتين من الصواريخ ضربت مختلف المناطق في الكيان، وتوقعت المزيد، بينما تم إطلاق 1864 صفارة إنذار خلال الساعة الأخيرة في جميع أنحاء إسرائيل.
ونقلت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية عن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة اعترضت بعض الصواريخ الإيرانية التي تم إطلاقها على إسرائيل، بينما توعدت المقاومة العراقية باستهداف القواعد الأميركية في العراق إذا تدخلت أميركا ضد إيران أو استخدم العدو الصهيوني أجواء العراق، على حين أكدت وسائل إعلام إيرانية أن 80 بالمئة من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة أصابت أهدافها بدقة.
البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس تابعا الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات، وقال: إن بايدن أمر الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بعضها لفلسطينيين من الأراضي المحتلة، أظهرت فرحتهم باستهداف القواعد والمطارات العسكرية الإسرائيلية وخصوصا في محيط تل أبيب.
وذكر «الحرس الثوري الإيراني» أن صواريخه استهدفت قواعد عسكرية ثلاث في نافاتيم وتضم طائرات «إف35» ونتساريم وتضم طائرات «إف15» التي استخدمت لاغتيال الشهيد نصر الله وقاعدة تل نوف بالقرب من تل أبيب.
وفي تفاصيل الوضع في لبنان، فقد ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في بلدة الداودية بجنوب لبنان، استشهد فيها 10 أشخاص من عائلة واحدة وجرح 5 آخرين، عندما أغارت طائرات حربية معادية على منزلهم في البلدة ودمرته، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وصباح أمس، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مبنى ومنزل في حي الذهبية في بلدة كفرتبنيت، ما أدى إلى تدميرهما وإلحاق أضرار فادحة في المنازل المجاورة والسيارات، بالتزامن مع غارات شنها هذا الطيران على بلدة الخيام وقصف مدفعي تعرضت له البلدة، وغارات شنها الطيران الإسرائيلي المسير على بلدة عين عرب، وفق «الميادين».
الوكالة الوطنية للإعلام أيضاً تحدثت عن إصابات وتدمير منازل في غارة إسرائيلية مُعادية على بلدة يحمر الشقيف في جنوب لبنان، تزامناً مع ارتفاع حصيلة المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي على بلدة عين الدلب شرق مدينة صيدا أول من أمس حسب «الميادين»، إلى 60 شهيداً.
ويالتوازي، شنّ الاحتلال غارةً معادية استهدفت منزل القيادي في حركة فتح الفلسطينية وقائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان، اللواء منير المقدح في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، بهدف اغتياله، إلا أن العملية فشلت، وأسفرت عن ارتقاء 6 من بينهم نجل اللواء منير المقدح (حسن وزوجته نظمية حمودة) ونجاة أطفالهما حسبما ذكر موقع «النشرة».
أمّا في البقاع، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء الذين ارتقوا جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 9 أيام، إلى 250 شهيداً حتى الآن، وفق «الميادين»، فيما أكدت وزارة الصحة اللبنانية في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، أن غارات الاحتلال في الساعات الـ24 الماضية على محافظة بعلبك الهرمل، أدت إلى استشهاد 16 شخصاً وإصابة 48 شخصاً بجروح، في حين لوحظ هدوء حذر في ضاحية بيروت الجنوبية بعد ليلة تخللتها 8 غارات على مجمعات سكنية، من بينها مبنى قناة الصراط الثقافية.
وبهذا الصدد، أكدت العلاقات الإعلامية في حزب اللـه بيان نقله الإعلام الحربي، أنه ‏لا صحة لادعاءات الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة عن وجود أسلحة أو مخازن أسلحة في المباني المدنية ‏ومن بينها مبنى قناة الصراط التي استهدفها بالقصف في الضاحية الجنوبية أول من أمس. ‏
وعقب ذلك، أصدرت العلاقات الإعلامية في الحزب بياناً آخر نقله الإعلام الحربي أدانت فيه ‏ ‏القصف الهمجي المدمّر لمبنى قناة الصراط الدينية الثقافية، ‏ مطالبة «جميع المؤسسات الإعلامية والتجمعات المهنية والنقابية والقانونية، الدولية والعربية، ‏بإدانة هذا العدوان الصهيوني الصارخ وفضح الممارسات الإجرامية التي يرتكبها العدو الصهيوني ‏بحق وسائل الإعلام والإعلاميين». ‏
وفي وقت لاحق أمس، شّن الطّيران الحربي الإسرائيلي غارةً ثانيةً استهدفت شقّةً داخل مبنى بالقرب من دوار الجندولين في محيط السفارة الكويتية في بيروت، تزامناً مع غارة مماثلة
استهدفت مبنى بمحيط مستشفى الزهراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حسبما ذكر «النشرة».
بالمقابل، أكد حزب اللـه أنه حاضر في الميدان بقوة، حيث رد على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها ‏الاحتلال، في إطار سلسلة عمليات «خيبر» وبنداء لبيك يا نصر اللـه من خلال استهداف مقاتليه بصليات صاروخية من نوع «فادي 4» ‏ قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد الواقعة في ‏ضواحي تل أبيب، وذلك بحسب بيان نشره الإعلام الحربي على موقع في «تلغرام».
وفي وقت لاحق أمس، وفي إطار سلسلة عمليات «خيبر» وبنداء لبيك يا نصر اللـه أيضا، دك مقاتلو الحزب بصلية صاروخية من نوع «فادي 4» ‏قاعدة سده دوف الجوية في ضواحي تل أبيب، حسبما ذكر الإعلام الحربي في بيان مماثل.
وفي عمليات أخرى، استهدف مقاتلو الحزب تجمعاً لقوات الاحتلال شرق موقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية وتجمعاً آخر لهم في مستوطنة كفار جلعادي بصلية من صواريخ الكاتيوشا وتجمعاً لهم أيضاً في موقع المطلة بقذائف المدفعية الذي أصابوه إصابة مباشرة وتجمعاً لهم بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بـ32 صاروخ ‏كاتيوشا، ‏ تزامناً مع مهاجمتهم قاعدة إيلانيا بصلية صاروخية التي حققوا فيها إصابات دقيقة، وذلك حسبما ذكر الإعلام الحربي في عدة بيانات منفصلة.
ومنذ صباح أمس، استهدف مقاتلو الحزب، تجمعًا لقوات الاحتلال ‏في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2 وتجمعين لجنود الاحتلال ‏قرب مستوطنة روش بينا ومستوطنة المطلة بصليات صاروخية وتجمعاً آخر لهم في مستوطنة أفيفيم بسلاح المدفعية، وذلك بعد أن كانوا قد هاجموا في وقت سابق موقع المطلة تحركاً لهم في موقع المطلة وقوة لهم ‏عند بوابة مستوطنة شتولا بالقذائف المدفعية محققين فيهما إصابات مباشرة، وفق عدة بيانات نشرها الإعلام الحربي على موقعه في «تلغرام».
في غضون ذلك، أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب اللـه محمد عفيف، في تصريح نقلته وسائل إعلامية، أن «كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة»، ولفت، إلى أنه لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مقاتلي الحزب وقوات الاحتلال.
ويأتي ذلك بعدما زعم جيش الاحتلال أنه بدأ عملية برية «محدودة» في جنوب لبنان، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي الجوي على هذا البلد، كما جاء أيضاً بعد تأكيد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الـــ«يونيفل»، أندريا تيننتي في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية عدم وجود أي توغل بري لجيش الاحتلال على أراضي جنوب لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن