الأولى

«الجبهة الشامية» تتعمد إشعال منطقة المنفذ لإبقائه مغلقاً وأنقرة صامتة … الاشتباكات تتجدد بين الجيش وميليشيات أردوغان في محور «أبو الزندين»

| حلب- خالد زنكلو

تجددت الاشتباكات بين الجيش وفصائل الإدارة التركية في محور منفذ «أبو الزندين»، الذي يربط مدينة الباب بمناطق الدولة السورية شرق حلب، وذلك في مسعى من الفصائل لإبقاء المنفذ مغلقاً أمام حركة التجارة، بعد وضعه في الخدمة بشكل رسمي في الـ18 من الشهر ما قبل الماضي، ثم إغلاقه جراء تعدي الفصائل عليه.

وأثار صمت أنقرة على تعديات الفصائل الرافضة لفتح المنفذ، مزيداً من الشكوك حول نيتها افتتاحه والامتثال لرغبة موسكو في ذلك، بموجب «التفاهمات» المشتركة بين الطرفين، ونسفتها بعض الفصائل المناوئة لسياسة أنقرة في المنطقة، والتي يبدو أنها تضمر خلاف ما تعلن من الانفتاح على دمشق عبر إجراءات لتحسين مناخ الثقة معها، وبرعاية من الكرملين.

مصادر أهلية في مدينة الباب، التي يقع المنفذ في طرفها الغربي حيث مناطق هيمنة فصائل أنقرة، أوضحت أن فصيل «الجبهة الشامية» المناوئ لفتح المنفذ، قصف أمس بقذائف الهاون والمدفعية نقاط انتشار وحدات الجيش العربي السوري جنوب غرب مدينة الباب في محور المنفذ، لترد وحدات الجيش على مصادر النيران وتسكتها.

وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن رد الجيش بمدفعيته الثقيلة على خروقات «الشامية»، أوقع قتلى وجرحى في صفوف الفصيل، قبل الاشتباك بالأسلحة المتوسطة والثقيلة معه، ما أرغمه على الانسحاب من نقاط تمركزه في محيط المنفذ، والذي يضم مواقع لانتشار جيش الاحتلال التركي، والذي لا يتدخل في الاشتباكات الجارية، على الرغم من أن مهمته حماية المنفذ من أي اعتداء وإبعاد الفصائل الرافضة لافتتاحه عن حرمه، إثر إطلاق قذائف عليه من تلك الفصائل في اليومين الثاني والثالث من وضعه في الخدمة بشكل رسمي، ما أدى إلى إغلاقه بشكل مستمر حتى يوم أمس، على الرغم من قرار ما تسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة التابعة لإدارة أردوغان في الـ4 من الشهر الماضي بافتتاحه رسمياً.

واستغربت المصادر عدم صدور أي رد فعل عن الإدارة التركية حيال تعديات «الشامية» على «أبو الزندين»، مع أنها مستاءة من تصرفاته عقب حل «المؤقتة» لفصيل «صقور الشمال» بطلب من الاستخبارات التركية، وانضمامه لـ«الشامية» التي تعهدت بحمايته، وهو ما سيترك المنفذ مغلقاً على الدوام، من دون مراعاة موقف موسكو التي ستتأثر علاقتها بأنقرة لعدم احترام تعهداتها لها حيال «التفاهمات» المشتركة لإحلال الاستقرار في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن