إيران تباغت إسرائيل وتمطرها بمئات الصواريخ رداً على اغتيال الشهداء … ثبات ونيران المقاومة تمنع العدو من عبور الحدود
| الوطن
على أكثر من خَطٍ توزعت مهام المقاومة، وأسقط ثبات مقاومي حزب اللـه الحسابات الإسرائيلية التي مازالت تعيش نشوة إرهابها في حربي الاتصالات والاغتيالات، لتتدحرج المطالب الإسرائيلية على حين غرة من استعدادات ضخمة وتجييش لألوية وجنود ودبابات لاجتياح جنوب لبنان إلى رغبة بعدم الغوص في أوحالها وعدم الرغبة في الذهاب لتوسعة الحرب وصولاً إلى عدم القدرة على المواجهة.
المقاومة اللبنانية ومعها إيران أمطرتا إسرائيل أمس بمئات الصواريخ، التي أصابت أهدافها وآلمت العدو ودفعت بملايين مستوطنيه إلى الملاجئ وسط تعتيم إعلامي تام عن خسائره، التي فضحتها عمليتا يافا وتل أبيب البطوليتين، حيث تمكن فدائيون فلسطينيون من التجوال بحرية في الأراضي المحتلة وإنجاز مهامهم المطلوبة لتكشف المشاهد القادمة من تل أبيب وحيفا ويافا وعكا والجليل والنقب وكل المدن الفلسطينية المحتلة عن وجه كيان الاحتلال الحقيقي الممكن تدميره والعاجز عن حماية نفسه.
و«بنداء لبيك يا نصر الله»، أعلنت المقاومة اللبنانية في حزب الله، إطلاق صليات صاروخية من نوع «فادي4» على قاعدة «غليلوت» التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية «8200» ومقر «الموساد» الإسرائيلي في ضواحي تل أبيب.
وأكدت المقاومة في البيان أن قصف «غليلوت» ومقر «الموساد» في تل أبيب يأتي في إطار سلسلة عمليات «خيبر» ورداً على استهداف المدنيين والمجازر التي يرتكبها العدو، ودعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعاً عن لبنان وشعبه.
وفي هذا الإطار، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الصواريخ التي أطلقت على وسط إسرائيل من لبنان هي الأكبر منذ بداية الحرب، في حين تحدثت منصة إعلامية إسرائيلية عن فرض تعتيم شديد على ما يحصل في الحدود الشمالية.
وعقب صليات الصواريخ التي أطلقت من لبنان في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال الإعلام الإسرائيلي: إنه «من الواضح أن حزب اللـه لم يقل الكلمة الأخيرة بعد»، مشدداً على أن «حزب اللـه لا يزال لديه قدرات إطلاق على إسرائيل».
صواريخ المقاومة دفعت جيش الاحتلال إلى فرض مزيد من القيود في منطقتي الشمال والوسط، على نحو يشمل القدس المحتلة، بعد أن صدق وزير الحرب يوآف غالانت، على إجراء تغييرات في توجيهات قيادة الجبهة الداخلية في منطقة الوسط، على خلفية قيام حزب اللـه باستهدافها بالصواريخ.
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه سيتم تقليص النشاط في مناطق تل أبيب، القدس، الكرمل، وادي عارة، شمال الضفة الغربية، هشارون وهشفيلا، وسيُسمح بتجمع ما يصل إلى 30 شخصاً في الهواء الطلق، و300 شخص في الأماكن المغلقة، في حين أغلق الشواطئ في ظل التصعيد ضد المقاومة في لبنان.
ورغم التحشيد الإعلامي والميداني والتهديدات ببدء عملية الاجتياح البري غير أن مباغتة المقاومين لجنود الاحتلال بقصف تجمعاتهم طوال ليلة أول أمس منعت العدو من إحراز أي تقدم بري، الأمر الذي دفعه لإعادة النظر في أهدافه المعلنة للعدوان على لبنان، حيث نقل موقع «إكسيوس» الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن التوغل البري في لبنان هو «عملية محدودة النطاق والوقت، ولا تهدف لاحتلال الجنوب اللبناني»، مشيرين إلى أن تل أبيب ليس لديها نية للغرق في الوحل في لبنان وهذه عملية تكتيكية محدودة وقتاً ونطاقاً على حد زعمهم.
ما فعلته المقاومة اللبنانية دعمته إيران عبر صواريخها التي باغتت بها مساء أمس كيان العدو، وأمطرته بأكثر من مئتي صاروخ باليستي، تمكن عدد كبير منها من تحقيق أهدافه رغم مشاركة الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل في المنطقة بعملية التصدي.
حرس الثورة الإسلامية في إيران أعلن استهداف قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعشرات الصواريخ، رداً على اغتيال الشهداء، الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله، ومسؤول ملف لبنان في قوة القدس في حرس الثورة، اللواء عباس نيلفوروشان، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
وتوعّد حرس الثورة الاحتلال الإسرائيلي بأنّه سيواجه هجمات عنيفة، إذا رد على العملية الإيرانية.
وخلال ساعة واحدة فقط، بلغ عدد صفارات الإنذار التي دوّت الـ1864، على الأقل، في جميع أنحاء الكيان، نتيجة الصواريخ الإيرانية التي توجّه معظمها نحو قواعد عسكرية، حسب ما أورده إعلام إسرائيلي، وأظهرت مشاهد تم تداولها تدمير مطار اللد، كما اشتعلت النيران في منصة الغاز قبالة شاطئ عسقلان بعد استهدافها.
التلفزيون الإيراني أعلن في وقت لاحق بأنه استهدف خلال هجومه على إسرائيل قاعدة حتسريم الجوية التي تم استخدامها لاغتيال الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله.
وبينما باركت فصائل المقاومة الفلسطينية الهجوم الإيراني على كيان الاحتلال، قال البنتاغون: إنه لايزال يقيم الهجوم ونتائجه وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفيان: إنه سوف تكون هناك تداعيات كبيرة لهذا الهجوم فيما هدد الناطق باسم جيش الاحتلال بأن كيانه سيرد بقوة في أرجاء الشرق الأوسط.
وقبيل الهجوم الإيراني بنحو نصف ساعة أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بسقوط عدد من القتلى والجرحى من جرّاء عملية إطلاق نار في مدينة يافا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتحدثت وسائل إعلامية عن ارتفاع عدد القتلى المستوطنين إلى 8 وجرح 25 آخرين، بينهم إصابات حرجة ومتوسطة، في حصيلة غير نهائية لعملية نفذها فدائيان اثنان من سكان الضفة الغربية، استُشهدا بعد تنفيذ العملية بنيران إسرائيلية، وفق شرطة الاحتلال.
جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت لاحق أمس، استدعاء المزيد من القوات إلى الحدود اللبنانية وقال في بيان إنه تقرر تعبئة 4 ألوية احتياط وقوات إضافية للمهام العملياتية في القطاع الشمالي.