رياضة

النزاهة المطلوبة

| بسام جميدة

تابعنا النشاط الذي قام به رئيس لجنة الانضباط والأخلاق المستشار القانوني فراس المصطفى مؤخراً في عدد من المحافظات بصفته الجديدة مسؤول النزاهة والامتثال وورشات العمل لتعزيز النزاهة والامتثال في كرة القدم وهي خطوة مشكورة ومن شأنها أن تزيد من معارف ممن سيمثلونه في كرة القدم السورية ويكونون عوناً لفرض النزاهة في الشأن الكروي كله.
يخطر لي تساؤل بسيط وأنا ممتن لهذه الخطوة ومتمنياً بالوقت ذاته أن تتوسع بطريقة أخرى لتشمل كل مفاصل اللعبة ليكونوا على قدر من الخلق الرفيع كونهم يعملون في هذا الوسط.
وسؤالي: ما صلاحية الذين استمعوا لهذه الورشات، وهل هم معنيون بنقل ما يحدث من شيء يخالف النزاهة؟ أم هي مجرد محاضرات لزيادة الوعي والتثقيف؟
ومن خلال معرفتي المتواضعة أدرك أن تحري النزاهة في كرة القدم لا يمكن أن يدار من خلال شخص أو حتى أربعة أو خمسة أشخاص لكون الموضوع متشعباً ويشمل نظافة المنافسة من كل شائبة كما أعتقد.
نعرف جميعاً ونتداول الأحاديث في السر والعلن عما يشوب أجواء اللعبة من مغالطات ومخالفات تصل إلى حدود تطبيق المباريات وشراء الذمم، وبالتوسع في هذه النقطة نصل كما قال رئيس اتحاد كرة القدم في تصريح إن بعض ممن كانوا مؤتمنين على المنتخبات وفي المشروع الوطني لتطوير كرة القدم لم يكونوا مؤتمنين، وخانوا الأمانة، وهذه نقطة يجب أن تشملها النزاهة.
كما أن حصر مراقبة مباريات الدوري بأشخاص معينين دون عدالة أيضاً يخالف النزاهة.
وكذلك أخطاء بعض الحكام قد تدخل في خانة عدم النزاهة التي قد تندرج تحت بند الإهمال في تطبيق القانون.
وهل يمتد عمل النزاهة في العقود والتدخلات الجانبية أيضاً، وفي الإهمال الذي يقع هنا وهناك داخل أروقة الاتحاد؟
لكل هذه الأسباب، نتساءل ما حدود عمل ضابط النزاهة؟ وكم سيكون الحمل ثقيلاً فيما لو استطاع متابعة هؤلاء الذين لا يملكون النزاهة ويعتبرون عملهم في هذا الوسط الكروي انتفاعاً قابلاً للزيادة دائماً.
ندرك صعوبة المهمة ومشقة الجواب، ولكننا نثق أنه لازال في هذه اللعبة التي نركض خلفها مساحة نظيفة ورجال يعملون بدأب وحب، وأن تبدأ الخطوة الأولى خير من العودة للخلف، والموسم الجديد قادم، وسنرى تأثير ما جرى، وأن يكون هؤلاء يمتلكون من النزاهة ما يجعل هذا الدوري مختلفاً وتهب منه نسائم عطرة تسعدنا جميعاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن