بدأ زيارة إلى قطر.. بزشكيان يتوعد برد أشد إذا أقدم الكيان على مهاجمة إيران … الخامنئي: دول المنطقة قادرة على إدارتها وأميركا وحلفاؤها أساس التوترات
| وكالات
أوضح قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أن الحروب والنزاعات ستختفي تماماً لو كفت أميركا وبعض الدول الأوروبية شرهم عن المنطقة، في حين أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي وصل الدوحة امس أن الصهاينة سيتلقون رداً حاسماً لو كرروا خطأهم تجاه بلاده، في حين شددت الحكومة الإيرانية على أن عملية «الوعد الصادق2» نفذت دفاعاً عن الشعب الإيراني ومصالحه وأثبتت هشاشة القبة الحديدية المزعومة.
ونقلت وكالة «إرنا» عن الخامنئي قوله أمس: «أساس المشكلة في منطقتنا وجود من يدعون كذباً وزوراً أنهم يريدون السلام والطمأنينة للمنطقة وأقصد أميركا وبعض الدول الأوروبية، فهؤلاء لو كفوا شرهم عن هذه المنطقة فلا شك أن هذه الصراعات والحروب والنزاعات ستختفي تماماً، ويمكن لدول المنطقة أن تدير نفسها وتدير منطقتها وتعيش معاً في سلام وصحة ورفاه»، وأضاف: «نحن في حداد هذه الأيام وفقدان حسن نصر اللـه ليس حادثة صغيرة»، معرباً عن أمله أن تتعاون شعوب المنطقة للتمكن من الحد من شرور أعدائها.
بدوره، وخلال مؤتمر صحفي مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده سترد بشكل أقوى وأشد إذا أقدم الكيان الصهيوني على الرد، وقال بزشكيان: «إذا أرادت إسرائيل الرد علينا فسيكون ردنا عليها أكثر قوة»، مشيراً إلى أن زعزعة أمن المنطقة ليس في مصلحة الأوروبيين ولا الولايات المتحدة.
وبدأ بزشكيان، زيارة إلى الدوحة أمس الأربعاء، تلبية لدعوة من أمير قطر، للمشاركة في منتدى حوار التعاون الآسيوي «إيه سي دي» حيث يلقي كلمة خلال المنتدى، كما يجري مباحثات مع عدد من نظرائه وقادة الدول المشاركة في هذا الاجتماع.
وقبل وصوله الى الدوحة، أكد الرئيس الإيراني كذلك أنه إذا أخطأ الصهاينة وكرروا اعتداءاتهم على إيران فسيتلقون رداً ساحقاً، وقال خلال اجتماع حكومته أمس: «نحن لا نساوم بشأن كرامة الشعب الإيراني، وعملية القوات المسلحة الإيرانية «الوعد الصادق2» أثبتت مرة أخرى أن القبة الحديدية الصهيونية المزعومة أكثر هشاشة من الزجاج».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في تصريح نقلته وكالة «إرنا»: «إن عملية «الوعد الصادق2» نفذت دفاعاً عن الشعب الإيراني ومصالحه ووفقاً للقوانين الدولية»، مضيفة: «كانت هذه العملية ناجحة رغم أن وسائل إعلام العدو روجت لأكاذيب عن فشلها وهو ما تعودنا عليه من قبلهم» مؤكدة أنه إذا تجاوز أحد خطوط إيران الحمراء فإنها سترد عليه بقوة.
من جهته، أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف إلى أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات المجنونة المتوقعة من الكيان الصهيوني، وأن ردها التالي سيكون على مستوى مختلف تماماً، وقال في جلسة علنية لمجلس الشورى أمس: إن «قواتنا المسلحة قامت بوضع خطة مفاجئة للعدو الذي كان يريد تعويض إخفاقاته الإستراتيجية بهجمات تكتيكية، في حين يرى نفسه اليوم خاسراً في المجالين العسكري والإعلامي».
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أوضح في اتصالات هاتفية مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى أن بلاده استخدمت حقها القانوني للدفاع المشروع وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وضربت القواعد العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن بلاده التزمت ضبط النفس لأكثر من شهرين عقب الهجوم الإرهابي للكيان الصهيوني واغتيال إسماعيل هنية في طهران واستمرار هذا الكيان في العدوان على غزة وتوسيعه إلى لبنان، وقال: «إذا كان الكيان الصهيوني بصدد إجراء انتقامي فإن ردنا سيكون أكثر حدة».
من ناحيته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في منشور على صفحته، أن على الصهاينة وداعميهم أن يعلموا أن إيران تتصرف وتنفذ ما تقوله بحزم، مبيناً أن أي إجراء مغامر وغير مدروس ضد سيادة إيران وسلامة أراضيها وأمنها القومي لن يمر من دون رد.
بدوره، أوضح مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن إيران على عكس الكيان الصهيوني استهدفت فقط المنشآت العسكرية والأمنية لهذا الكيان بضرباتها الصاروخية الدفاعية، وقال في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وفق وكالة «إرنا»: «هذا الإجراء هو رد على الأعمال العدوانية للكيان الصهيوني بما في ذلك انتهاك السيادة الإيرانية وسلامتها الإقليمية من خلال اغتيال هنية في طهران الذي حل ضيفاً رسمياً على الحكومة الإيرانية، إضافة إلى إصابة السفير الإيراني في لبنان نتيجة الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين في لبنان بانفجار أجهزة الاستدعاء واغتيال الأمين العام لحزب اللـه في لبنان حسن نصر اللـه والعميد عباس نيلفروشان كبير المستشارين العسكريين الإيرانيين في بيروت».
في الغضون، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زادة أن عملية استهداف القواعد العسكرية في الكيان الصهيوني أول من أمس أظهرت جزءاً فقط من القدرات الصاروخية الإيرانية، لافتاً إلى أن هذه العملية كان مخططاً لها بدقة، ونفذت بنجاح تام واستخدمت فيها مجموعة من «منتجاتنا الصاروخية»، مؤكداً أنه «إذا تجرأ الكيان الصهيوني وقام بالرد، فإن إجراءاتنا ستكون شديدة جداً وسنستخدم تشكيلة أكثر تطوراً من أنواع الصواريخ»، وفق وكالة «إرنا».
رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أشار إلى أن القوات الجوية للحرس الثوري انتقمت للعديد من جرائم الكيان الصهيوني بعملياتها، وقال: «قمنا بضبط النفس حتى نتمكن من وقف إطلاق النار في غزة خلال الشهرين الماضيين، لكن الكيان الصهيوني المجرم زاد من جرائمه بدعم وضوء أخضر من الأميركيين، وقام بمجزرة بحق شعب لبنان، ما استدعى رداً إيرانياً حاسماً».
وأوضح باقري أن الحرس الثوري الإيراني تمكن من استهداف قواعد مهمة في الكيان الصهيوني بعمليته الصاروخية، بما في ذلك مقر الموساد وقاعدة «نفاتيم» الجوية والموقع الرئيس لمقاتلات «إف 35» وقاعدة «حتسريم» الجوية وقاعدة عملية اغتيال السيد حسن نصر اللـه والرادارات الإستراتيجية في المنطقة المحيطة بغزة، مشيراً إلى أنه لم يتم استهداف البنية التحتية الاقتصادية والصناعية للكيان الصهيوني، في حين كان ذلك ممكناً.
هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية حذرت في بيان لها من أنه «إذا قام الكيان المعتدي بأي عدوان على إيران فيجب أن ينتظر تدمير بنيته التحتية على نطاق واسع وشامل في أرض فلسطين المحتلة، وفي حالة التدخل المباشر للدول الداعمة للكيان في العدوان على إيران فإن مراكزها ومصالحها على مستوى المنطقة، ستواجه بالتزامن بهجوم قوي للقوات المسلحة الإيرانية».