جلسة طارئة حول الشرق الأوسط.. وبايدن: لا ندعم هجوماً على منشآت إيران النووية … الضحاك: تقاعس مجلس الأمن مَكَّنَ إسرائيل من تجاوز الخطوط الحمر
| الوطن - وكالات
اعتبر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك أن تقاعس مجلس الأمن الدولي مكّن الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز جميع الخطوط، مشدداً على أنه ما كان الوضع ليصل إلى ما وصل إليه اليوم لو أوقف مجلس الأمن الدولي العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى دول المنطقة تنفيذاً لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وخلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول الحالة في الشرق الأوسط التي دعت إليها إيران، قال الضحاك في كلمة تلقت «الوطن» نسخة منها: بيانات الدول الأعضاء عكست إرادة حقيقية لوضع حد لتفلت الاحتلال وهوسه بإشعال الحروب وإراقة الدماء، إلا أن تلك المطالبات قوبلت بإمعان مجرمي الحرب في أعمالهم العدوانية في فلسطين وسورية ولبنان.
وأضاف الضحاك: منطقتنا وصلت إلى شفا حرب مدمرة لا تستثني أحداً ومن غير المقبول أن يقتصر رد فعل مجلس الأمن على عقد الجلسة تلو الأخرى من دون اعتماد مخرجات تفضي لتحرك جاد وملموس. وتابع: استمرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي وحمايته من المساءلة وتمكينه من الإفلات من العقاب ومنعها مجلس الأمن من وقف اعتداءاته يدفع بالأوضاع في المنطقة نحو حرب شاملة.
وأردف الضحاك: الاحتلال شن حملة قصف همجي على لبنان وعمد إلى حشد قواته تمهيداً لغزو بري لجنوبه بعد عدوانه الغادر الذي أسفر عن استشهاد الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر الله، وقال: سورية تدين أعمال العدوان الإسرائيلي المستمرة على دول المنطقة وتجدد دعوتها مجلس الأمن إلى التحرك الفوري لوضع حد لهذا التفلت الإسرائيلي الذي يشعل المنطقة برمتها.
وأوضح الضحاك أن تقاعس مجلس الأمن مَكَّنَ الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز جميع الخطوط الحمر، الأمر الذي دفع إيران لممارسة حقها في الدفاع المشروع عن النفس استناداً إلى المادة الـ51 من الميثاق، مردفاً بالقول: سورية تجدد التأكيد على وقوفها إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقين ولن تدخر جهداً لتقديم المساعدة الإنسانية للأشقاء اللبنانيين رغم التحديات الجسيمة الناجمة عن الحصار والإجراءات القسرية غير الشرعية.
بدوره، قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني: إن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حافة كارثة غير مسبوقة، مضيفاً: إن السبيل الوحيد لمنع التصعيد هو أن تنهي إسرائيل الحرب بغزة وتوقف هجماتها على لبنان.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أشار خلال الجلسة إلى أن إسرائيل تخطط لإشعال صراع بين إيران والولايات المتحدة، وقال: «أصبح من الواضح أن القيادة الإسرائيلية تخطط لإثارة صراع مباشر بأي ثمن بين خصمها الإقليمي الرئيس إيران والولايات المتحدة»، مبيناً أن المنطقة تنزلق في الوقت الراهن إلى هاوية حرب كبرى.
بدوره، حذر المندوب الصيني فو تسونغ، من أن المنطقة مهددة باندلاع حرب واسعة شاملة قد تخرج عن السيطرة، معرباً عن قلق بلاده العميق إزاء الوضع الخطير الحالي واحتمال حدوث المزيد من التطورات، وقال: «نؤيد موقف الأمم المتحدة بأن أي عبور إسرائيلي إلى لبنان يشكل انتهاكاً لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية ويخالف أحكام مجلس الأمن والقرار 1701».
إلى ذلك جدد المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير التحذير من أن الوضع في لبنان صار خطيراً، مؤكداً أن فرنسا عارضت أي عملية برية إسرائيلية في لبنان، وقال: «الإطار واضح في جنوب لبنان: يجب تنفيذ القرار 1701 بالكامل باعتباره إطاراً لتحقيق الاستقرار الدائم على طول الخط الأزرق وتوفير الضمانات الأمنية لكلا البلدين»، وحض مجلس الأمن بأن يكون قادراً على الدعوة بصوت واحد للعمل على وقف التصعيد في المنطقة.
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم، مطالباً بوقف هذه «الدورة القاتلة من العنف المتبادل»، وقال: «الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيداً دراماتيكياً إلى حد يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701»، مؤكداً أن المعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة تتجاوز التصور.
في الغضون، أكد القائم بأعمال المندوب اللبناني لدى الأمم المتحدة هادي هاشم، أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، وقال: «لا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان» وتابع: «كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح، فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية».
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأربعاء، أنه لا يدعم أي هجوم انتقامي قد تشنه إسرائيل يستهدف المنشآت والمواقع النووية على أراضي الجمهورية الإيرانية، ولفت بايدن حسب «سكاي نيوز عربية» إلى أنه سيناقش مع الإسرائيليين ما سيقومون به، لكنه شدد على «حقهم بالرد ولكن ينبغي أن يكون متناسباً»!