الخبر الرئيسي

في أول أيام التوغل البري.. العدو يقر بالثمن الباهظ.. وحزب الله: حشود إسرائيل في مرمى نيراننا وقوات نخبتهم فرّوا … عشرات من ضباط وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح.. والمقاومة: القادم أشد إيلاماً

| الوطن

هُزم العدو من اليوم الأول، وسحقت ضربات المقاومين في لبنان جنود الاحتلال وطموحاتهم الميدانية، ليتلقى قوات النخبة الصهيونية في أول محاولات التوغل البري أكبر ضربة عسكرية منذ حرب تموز، ولتكشف حصيلة الأمس عن مقتل العشرات من جنود الاحتلال بينهم قائد القوة المهاجمة.

إسرائيل التي لم تكد تستفيق من تداعيات الهجوم الإيراني وما خلفه من تدمير لقواعد جوية وباعتراف رسمي ولو جزئي من قبل الكيان، حتى بدأت تتوالى عليها ضربات المقاومة براً وجواً، ومن بلدة العديسة إلى مارون الراس، كشف شراسة المقاومين عن حجم التحضير للمعركة والقدرة على تحقيق الانتصار الذي وعد به الأمين العام لحزب اللـه الشهيد حسن نصر الله.

وبأكثر من 80 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً بين قتيل وجريح أنهى مقاومو الحزب يوم أمس معلنين في بيان لهم مساء أمس بأن ما رآه العدو ليس إلا بعضاً من بأسهم وبأن القادم أشدّ إيلاماً لهذا العدو.

حزب اللـه نفذ أمس أكثر من 25 عمليةً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ صباح الأربعاء وحتى ساعات الليل، وتصدى لقوة من نخبة جيش الاحتلال حاولت التسلل إلى بلدة العديسة في كمين محكم وأوقع فيها خسائر كبيرة في الأرواح.

وبينما خاض اشتباكاً آخر مع جنود للاحتلال تسللوا إلى بلدة مارون الراس جنوب لبنان، وحقق إصابات بصفوفهم، أوقع الحزب أفراد قوة إسرائيلية حاولت الالتفاف على البلدة بين قتيل وجريح جراء مباغتته لها بعبوة خاصة، ليعاود ويفجر عبوة ناسفة في قوة أخرى للاحتلال حاولت التسلل باتجاه البلدة أيضاً وسط مواصلته دك مواقع وقواعد وثكنات ومستوطنات وتجمعات جنود الاحتلال ومرابض مدفعيتهم بالطيران المسير الانقضاضي والصواريخ وقذائف المدفعية التي حقق فيها إصابات مباشرة ومؤكدة، ودمر ثلاث دبابات ميركافا له.

وفي إطار المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال، أطلقت وحدات الدفاع الجوي في حزب اللـه صاروخ «أرض – جو»، استهدف مروحيةً معاديةً في أجواء مستوطنة بيت هلل.

وسائل إعلام إسرائيلية أبدت أيضاً خشيةً مما قد يحمله الغزو البري للبنان من مفاجآت لإسرائيل، على خلفية العمليات النوعية التي يواصل حزب اللـه تنفيذها عند الحدود مع فلسطين المحتلة.

وعلى حين أقر وزير الحرب الإسرائيلي بصعوبة المعارك، معتبراً أن حزب اللـه يقاتل كجيش نظامي، قالت قناة «سي إن إن» الأميركية أن حزب اللـه يمتلك مخزوناً مخفياً من ترسانته بينها الصواريخ بعيدة المدى الأكثر تطوراً، وهو لم يستخدم صواريخه المتطورة وبعيدة المدى حتى الآن.

المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي بدا أمس منشغلاً بتعداد الصواريخ التي أطلقتها المقاومة وأعلن بأنه جرى إطلاق 100 صاروخ خلال ساعتين ليتبعها بتصريح آخر بأن حزب اللـه أطلق أكثر من 240 صاروخاً من لبنان على مناطق الشمال، ويعلن في نهاية المطاف بأن قواته توغلت براً بشكل محدود في لبنان لكنها انسحبت.

بالتوازي، أقرّ جيش الاحتلال، بتعرّض قواعد تابعة لسلاح الجو لأضرار من جراء استهدافها بالصواريخ التي أطلقتها إيران، مساء أول أمس الثلاثاء، في عملية «الوعد الصادق2».

واعترف الاحتلال بأن الصواريخ الإيرانية دمّرت مباني ومشاغل صيانة للطائرات الحربية في القواعد الجوية الإسرائيلية المستهدفة.

الاعتراف جاء بعد ساعات من محاولات التعتيم على ما حققه الهجوم الإيراني، وما وازاها من حملة إعلامية للتخفيف من وطأة الهجوم.

شبكة «سي إن إن» الأميركية قالت من جهتها: إن تحليلاتها للمقاطع المصوّرة التي وثّقت الهجوم الإيراني خلصت إلى تركّز سقوط الصواريخ في مقرّ «الموساد» وقاعدتي «نيفاتيم» و«تل نوف» الجويتين، أو قرب كل منها.

الخسائر الإسرائيلية التي تسبب بها الهجوم الإيراني قابلها ردود أفعال هستيرية من قبل مسؤولي الكيان، الذين تبارزوا أمس في الوعيد والتحذير والتأكيد على نية الرد، وبعد إعلان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأن إيران ارتكبت خطأً فادحاً وسيتم الرد عليه، زار رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، قاعدة تل نوف، وهي إحدى القواعد الجوية التي استهدفها الهجوم الإيراني، وتوعد بالرد مؤكداً قدرة كيانه على ضرب أي مكان في الشرق الأوسط، لتخرج هيئة البث الإسرائيلية بعد ساعات لتكشف بأنه من المتوقع أن يتأثر توقيت الرد الإسرائيلي حتى إعادة تنظيم الدفاعات الجوية.

في غضون ذلك يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اجتماعاً طارئاً، اليوم الخميس بمقر الجامعة بالقاهرة، «للبحث في تحرّك عربي للتضامن مع لبنان، والتعامل مع التداعيات الخطيرة للعدوان الإسرائيلي».

وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، الأربعاء، أن «الاجتماع يُعقد بناءً على طلب العراق، وتأييد عدد كبير من الدول العربية».

وكان مجلس الأمن الدولي عقد أمس جلسة طارئة حول الحالة في الشرق الأوسط دعت إليها إيران، اعتبر فيها مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تقاعس مجلس الأمن مكّن الاحتلال الإسرائيلي من تجاوز جميع الخطوط، مشدداً على أنه ما كان الوضع ليصل إلى ما وصل إليه اليوم لو أوقف مجلس الأمن الدولي العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى دول المنطقة تنفيذاً لمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.

وأضاف الضحاك: منطقتنا وصلت إلى شفا حرب مدمرة لا تستثني أحداً ومن غير المقبول أن يقتصر رد فعل مجلس الأمن على عقد الجلسة تلو الأخرى من دون اعتماد مخرجات تفضي لتحرك جاد وملموس. وتابع: استمرار الولايات المتحدة بتقديم الدعم غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي وحمايته من المساءلة وتمكينه من الإفلات من العقاب ومنعها مجلس الأمن من وقف اعتداءاته يدفع بالأوضاع في المنطقة نحو حرب شاملة.

بدوره، قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني: إن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حافة كارثة غير مسبوقة، والسبيل الوحيد لمنع التصعيد هو أن تنهي إسرائيل الحرب بغزة وتوقف هجماتها على لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن