ارتباك البداية.. أسباب موجبة!
| غانم محمد
للجولة الثانية على التوالي في دوري أبطال أوروبا بشكله الجديد لم تقترب الفرق الكبيرة مما هو منتظر منها، وسقط معظمها أداء ونتيجة في الجولتين الأولى والثانية من مرحلة الدوري، دون أن يرسم ذلك الكثير من الأسئلة لدى المتابعين لأن الأجوبة معروفة، ولأن هذا الظهور كان متوقعاً.
الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) ومعهما الاتحادات القارية الأخرى والاتحادات الوطنية، وكما شرحنا ذلك في مقال سابق، لا تفكّر إلا بماذا ستجني من هذا اللاعب (الآلة)، ولا تحسبها بشكل صحيح على المدى الطويل، من حيث أثر زحمة البطولات على المردود الذي يقدمه اللاعبون.
وعلى الرغم من دقّة البرامج والمواعيد، إلا أن مسافات كبيرة مثلاً بين أوروبا وأميركا الجنوبية، وبين أوروبا واليابان، يدفع ثمنها اللاعب المتنقل بين تمثيل فريقه وتمثيل منتخب بلاده إجهاداً كبيراً، واستنزافاً بدنياً قد تضعه على حافة الانهيار، وهذا الأمر نلاحظه في الجولات التنافسية (القارية والمحلية) بعد فترات التوقف الدولي، وخاصة أن اللاعب يحاول أن يبذل قصارى جهده حين يرتدي قميص منتخب بلاده، وإلا فسيتعرض لانتقادات لاذعة لم ينجُ منها نجوم الصف الأول في العالم وفي مقدمتهم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وغيرهما.
هذا الضغط يوجب على الفرق الباحثة عن الألقاب، والتي تضمّ في صفوفها لاعبين دوليين، أن يمتلك كل منها 22 لاعباً بالمستوى نفسه تقريباً، وهنا ستكون عملية المداورة ممكنة، وتعويض المصابين والمجهدين أمراً ممكناً، لكن المسألة مكلفة جداً، وقد يعجز عنها القسم الأكبر من الفرق العالمية.
نقترب من فترة توقف دولي، وسيبدأ همس المدربين واحتجاجهم، وبدل أن تتجه الهيئات الكروية إلى تخفيف عدد المباريات فإنها تزيدها، تحت مضمون الاستثمار المالي ولا شيء سواه!
نعتقد أن الوضع لن يستمر طويلاً، وستبحث هذه الهيئات الكروية عن مخرج لهذه المعضلة، وخاصة أن أصوات اللاعبين بدأت تتعالى لتؤكد ما ذهب إليه المدربون من قبل.