سلط الضوء على الخسائر الاقتصادية وهجرة المستوطنين خارج الكيان … إعلام أميركي: الحرب على غزة ولبنان مستنقع لإسرائيل
| وكالات
اعتبرت وسائل إعلام أميركية أن الحرب على غزة ولبنان مستنقع لكيان الاحتلال لإسرائيلي، الذي يتكبد المزيد من الخسائر البشرية والأضرار الاقتصادية.
وذكرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية أنه رغم التعبئة الكاملة، والدعم شبه الثابت من جانب الحكومة الأميركية، واحتلال جيش إسرائيل لنحو ثلث أراضي قطاع غزة، يبقى ذلك بالنسبة للعديد من الإسرائيليين أشبه بالهزيمة، وأرجعت المجلة ذلك إلى إخفاق جيش الاحتلال في تحقيق الأهداف المزعومة للحرب، والمتمثلة في استسلام قيادة حماس، واستعادة نحو 100 محتجز في غزة، مذكرة بأنه ما زالت القيادة (الإسرائيلية) نفسها تحكم جيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وقالت المجلة: إن سكان المستوطنات الشمالية والجنوبية ما زالوا غير قادرين على العودة، وذلك بعد نزوحهم هرباً من الصواريخ القادمة من غزة ولبنان، وأشارت إلى أن كل هذا يسهم في تعزيز الشعور باليأس والقنوط، كما عملت الحرب المتعددة الجبهات التي يشنها كيان الاحتلال على توسيع الشقوق الاجتماعية والسياسية القائمة بين معارضي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وأنصاره، حسب المجلة.
وتوقعت «فورين أفيرز» ألا تغير الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على لبنان منذ السابع عشر من الشهر الماضي كثيراً من الحقائق «الكامنة» التي تهدد إسرائيل، مشيرة إلى أن التغيير لن يحدث تماماً كما «لم تغير الحرب في غزة الكثير من الحقائق».
وأوردت المجلة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو «يقدم نفسه، على مدى عقود من الزمن، السيد الآمن»، كما زعم أنه يستطيع الحفاظ على أمن إسرائيل أكثر من الجنرالات السابقين، الذين اعتبرهم «خجولين وغير مبدعين، ومنتبهين بشكل مفرط لرغبات الولايات المتحدة»، لتؤكد أن ذلك كله سقط صبيحة السابع من تشرين الأول الماضي، وأن نتنياهو ما زال يرفض الاعتراف بأي مسؤولية عن مقتل مئات الإسرائيليين واحتجاز 250 آخرين.
ولفتت المجلة إلى أن الحرب متعددة الجبهات التي تشنها إسرائيل الآن تمثل أيضاً «حرباً داخلية»، قائلة: إن نتنياهو «أصبح رهينة لحلفائه اليمينيين الذين يشاركونه القناعات الأيديولوجية، كما يسعى الآن إلى احتجاز الرأي العام الإسرائيلي رهينة»، متطرقة إلى أن إصراره على السلطة «يمثل ربما أعظم قطيعة مع الوضع الراهن».
وفي قراءتها لنتائج ما يقوم به نتنياهو، رأت «فورين أفيرز» أن «الليبراليين الإسرائيليين» يواجهون الرفض من جانب الغرب التقدمي في الخارج، إضافة إلى «الشيطنة والتهميش من جانب قاعدة نتنياهو اليمينية المتطرفة في الداخل»، لافتة إلى أن ذلك يجعلهم أمام خيارين، حسب ما تبنته، وهما إما الهجرة، بشكل مؤقت على الأقل، أو التقدم بطلب للحصول على جوازات سفر أجنبية على أساس النسب وأوضحت المجلة الأميركية أن الحديث عن المغادرة أصبح شائعاً بين الإسرائيليين منذ بداية أزمة التعديلات القضائية التي عصفت بإسرائيل، كما تزايدت حدته مع استمرار الحرب الحالية، وحذرت المجلة من إطالة أمد الحرب، مشيرة إلى أن ذلك من الممكن أن يحصل في مسعى عبثي لتحقيق «النصر الكامل»، وأن من شأن ذلك أن يستلزم المزيد من الخسائر البشرية والأضرار الاقتصادية، خصوصاً مع تزامن ذلك مع توقف معظم شركات الطيران الأجنبية عن السفر إلى إسرائيل، وبلوغ التصنيفات الائتمانية لإسرائيل أدنى مستوياتها، إضافة إلى الإرهاق الذي يصيب قوات الاحتلال بسبب طول المعركة، وختمت المجلة الأميركية قائلة: «لقد كانت غزة ولبنان مستنقعين لإسرائيل لعقود من الزمن، وينبغي عدم تكرار الأخطاء القديمة، بل يجب تقليص الخسائر وإبرام صفقة عاجلة».
شبكة «سي. إن. إن» الأميركية، بدورها، تحدثت في تقرير لها عن تفاقم التكاليف الاقتصادية بالنسبة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، في حين تواصل تل أبيب الحرب على جبهات متعددة بعد مرور عام على السابع من تشرين الأول الماضي، ونقلت الشبكة عن كارنيت فلوج، محافظة البنك المركزي الإسرائيلي السابقة، أنه «إذا تحولت التصعيدات الأخيرة إلى حرب أطول وأكثر كثافة، فإن هذا من شأنه أن يفرض ضريبة أثقل على النشاط الاقتصادي والنمو في إسرائيل».
وقد ينكمش اقتصاد إسرائيل أكثر من ذلك، استناداً إلى أسوأ تقدير من جانب معهد دراسات «الأمن القومي» في جامعة تل أبيب»، وحتى في سيناريو أكثر اعتدالاً، يرى الباحثون أيضاً أن «الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي للفرد سوف يتراجع هذا العام»، مع نمو عدد المستوطنين بسرعة أكبر من نمو الاقتصاد، وانخفاض مستويات المعيشة.