عراقجي أكد من دمشق وجود مبادرات لوقف إطلاق النار واستعداد بلاده للرد على أي اعتداء … الرئيس الأسد: محور المقاومة قادر على ردع العدو وإفشال مخططاته وسيبقى قوياً
| الوطن
شدد الرئيس بشار الأسد أمس على العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين سورية وإيران وأهمية تلك العلاقة في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة وشعوبها.
الرئيس الأسد وخلال لقائه أمس وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق له، أكد أن المقاومة ضد كل أشكال الاحتلال والعدوان والقتل الجماعي هي حق مشروع، وهي قوية في ظل الاحتضان الشعبي لها والإيمان بها، معتبراً أن الردّ الإيراني على ما قام به الكيان الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات متكررة على شعوب المنطقة وسيادة دولها، كان رداً قوياً، وأعطى درساً لهذا الكيان الصهيوني بأن محور المقاومة قادر على ردع العدو، وإفشال مخططاته، وأنه سيبقى قوياً ثابتاً بفضل إرادة وتكاتف شعوبه.
وأضاف الرئيس الأسد: إن الحل الوحيد أمام الكيان الإسرائيلي هو التوقف عن جرائم القتل وسفك دماء الأبرياء وإعادة الحقوق المشروعة إلى أصحابها.
وفي هذا الإطار، بحث الرئيس الأسد مع عراقجي سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق، وأهمية تقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللبنانيين في ضوء النزوح الكبير الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي.
عراقجي من جانبه، أكد الثقة بقوة المقاومة، في لبنان وفلسطين، على الوقوف في وجه آلة التدمير والقتل الإسرائيلية، مشدداً على ضرورة التنسيق مع كل الدول الداعمة لوقف هذا العدوان.
عراقجي الذي التقى أمس كلاً من رئيس مجلس الوزراء محمد غازي الجلالي ووزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ، إضافة إلى لقائه الأمناء العامين ومسؤولي فصائل المقاومة الفلسطينية، وصف في مؤتمر صحفي عقده في مبنى السفارة الإيرانية في دمشق زيارته إلى سورية بأنها جيدة وناجحة جداً وهي استمرار لزيارته إلى بيروت.
وقال: «رسالتنا من خلال هاتين الزيارتين هي أن إيران كانت وستظل إلى جانب المقاومة في كل الظروف»، مبيناً أن أولوية زيارته هي موضوعان عاجلان الأول معالجة ظروف النازحين من لبنان إلى سورية والثاني إرساء وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وقال: «هناك مبادرات مطروحة من قبل دول إقليمية ودول من خارج المنطقة تسعى لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان وهناك أفكار عديدة لا يمكن عرضها الآن».
وأوضح أنه عندما يقرر اللبنانيون والفلسطينيون واليمنيون، فإن طهران تدعم قراراتهم، ولا يحق لأي طرف أن يقرر مكانهم.
وأضاف: «رسالتنا لسورية واضحة، فحكومة إيران مستمرة بعلاقتها الطيبة مع سورية، وسياسة هذه الحكومة هي استمرار للسياسات السابقة وعلاقاتنا استراتيجية وما من تغيير بشأنها ولدينا تنسيق كامل مع الحكومة السورية بشأن كل الملفات».
وبخصوص التهديدات الإسرائيلية باستهداف إيران قال عراقجي: «ردنا على أي اعتداء من الكيان الصهيوني واضح جداً، فلكل فعل رد فعل مماثل ومتناسب، بل وأقوى، وهذا ما أثبتناه سابقاً وبإمكانهم تجربة إرادتنا».
تأكيد وزير الخارجية الإيراني بخصوص استعداد بلاده للدفاع عن نفسها يأتي وسط استمرار حالة التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على إيران، وما يرافقها من تحركات أميركية داعمة، أكد عليها وصول قائد المنطقة الوسطى الأميركية أمس إلى تل أبيب للبحث وفق ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية في «طبيعة الرد على إيران» على حد تعبيرها.
إذاعة جيش الاحتلال ذكرت بأن جيش الكيان «يستعد للهجوم على إيران بالتنسيق مع واشنطن وسيكون الأمر جدياً وكبيراً»، لافتة إلى أن انشغال الكيان بالاستعدادات للهجوم معظم الوقت، وقالت: «نتوقع تعاوناً كبيراً في الهجوم من الدول الشريكة في المنطقة، وهذا الرد على إيران سيكون قاسياً».
بالمقابل واصل حزب اللـه تصديه لقوات الاحتلال التي تحاول التسلل إلى القرى الجنوبية اللبنانية، عند الحدود مع فلسطين المحتلة ونصب كمائن الموت لها، موقعاً فيها المزيد من القتلى والجرحى، تزامناً مع استمراره في استهداف تجمعات تلك القوات وقواعده ومواقعه ومستوطناته ودباباته بالصليات الصاروخية، وسط إقرار الاحتلال بإصابة 38 جندياً إسرائيلياً خلال الـ24 ساعة الماضية.
ووفق بيانٍ سابق للحزب، فقد حاولت قوّة مشاة للاحتلال التقدّم في اتجاه محيط البلدية في بلدة عديسة أيضاً، وذلك مساء الجمعة، ولكن مقاتلي الحزب تصدوا للقوة واشتبكوا معها ما أدى إلى حدوث انفجار ضخم، الأمر الذي أجبر القوة على التراجع مع وقوع قتلى وجرحى في صفوفها.
قناة «الميادين» من جهتها أكدت أن «أصوات اشتباكات تسمع في محيط بلدتي يارون ومارون الراس»، وأشارت إلى أن «جبهة الإسناد اللبنانية شهدت حتى اللحظة 5 عمليات التحام مباشر بين مقاتلي الحزب وقوات الاحتلال، 2 منهما في عديسة»، مؤكدة أن «الاحتلال يقوم بعملية تمشيط كثيفة للغاية في اتجاه القطاع الغربي، بالإضافة إلى شنّه سلسلة غارات».
وبالتوازي، أكد الإعلام الحربي في عدة بيانات منفصلة أن مقاتلي الحزب استهدفوا شركة إلتا للصناعات العسكرية الإسرائيلية قرب سخنين وثكنة معاليه غولاني ومرابض وتجمعات الاحتلال في حرش مستوطنة دان ومدينة صفد المحتلة ومستوطنة كرميئيل بصليات صاروخية كبيرة.
من جانبها أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن «فرق نجمة داوود الحمراء» خرجت لتفتيش أماكن سقوط الصواريخ في مستوطنة كرميئيل في الجليل الأوسط، لتعاود وتتحدث عن 10 إصابات جراء سقوط صواريخ في الجليل، حسب الإعلام الحربي.
جاء ذلك بعد أن أكد جيش الاحتلال وفق الإعلام الحربي، إصابة 38 جندياً إسرائيلياً خلال الـــ24 ساعة الماضية.
وفي عمليات أخرى، دك مقاتلو الحزب مستوطنة سعسع بصاروخي «فلق 2»، وقاعدة رامات ديفيد بصلية من صواريخ «فادي 1»، وذلك بعد أن استهدفوا دبابة ميركافا أثناء تقدمها إلى مرتفع الباط آخر حرش مارون، بصاروخ موجه وأصابوها إصابة مباشرة وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح، وهاجموا تجمعات لجنود الاحتلال في خلة عبير في مستوطنات يارون وكفرجل عادي وكفريوفال بصليات صاروخية، وفق ما ذكر الإعلام الحربي في عدة بيانات منفصلة.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، اعتداءاته الوحشية التي ركزت على المناطق السكنية المأهولة والمراكز الطبية وفرق الإنقاذ، بالتوازي مع توسيع غاراته العدوانية لتشمل مخيم البداوي في مدينة طرابلس شمال البلاد، واستمراره في صب جام حقده على ضاحية بيروت الجنوبية، موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى.