رياضة

بين العام والخاص كروياً

| غسان شمه

الكتابة حول الموضوعات العامة هي الهاجس الأساسي الذي نضعه نصب أعيننا حين نتناول أي موضوع رياضي، ولذلك نسعى دائماً للابتعاد عن القضايا أو المشكلات ذات الطابع الفردي، لكن بعض تلك المقاربات تنطوي في طبيعتها على الوجهين معاً بمستويات متباينة ومتداخلة في آن معاً.

نحن اليوم نستعيد مثل تلك الصورة بعد صدور قائمة لاعبي المنتخب الأول التي ستخوض منافسات دورة ملك تايلاند، فقد بدا واضحاً أن العقلية المعروفة ما زالت تفرض نمطها العام على الواقع الكروي، إذ إن لاعباً أو أكثر، ما زال برسم التشكيلة يطالعنا باستمرار كأحد الثوابت التي لا غنى عنها رغم التجريب المستمر والمتواصل بكل الأشكال والألوان لحضوره الذي يثبت مرة بعد أخرى أنه «قليل الفعالية»، ما يثير السؤال حول رؤية المدربين وحجم دورهم في مثل هذا الاختيار، وخاصة أن اتحاد الكرة يؤكد استقلالية المدرب في خياراته.

يأتي مدرب ويذهب، ويأتي غيره وتبقى بعض الأسماء القليلة حاضرة رغم الملاحظات الكثيرة والعميقة من أصحاب الخبرة والفنيين والمتابعين، حول مستوى هذا اللاعب أو ذاك، التي تستند إلى وقائع شديدة الوضوح، ومع ذلك يبقى هو الثابت والمدرب يدور في فلك المتغير الذي لا نفهم له منطقاً مقبولاً.

المشكلة تحديداً هنا تتعلق بالسؤال الجوهري حول دور المدرب، ولماذا يقبل هذا المدرب أو ذاك مثل هذا الحضور؟ وإذا تفهمنا البدايات على أنها تدور حول طبيعة البحث والتجريب فهل يكفي ذلك بعد المزيد من الوقت والتجريب؟ ألا يقولون لنا إن المدربين يتابعون اللاعبين عبر الفيديوهات والمباريات المسجلة؟ هل يكون اللاعب، أي لاعب، خلال المباريات غيره في التدريب؟

ثمة ما يثير السؤال والجدل حتى نبدو وكأننا نتقصد لاعباً ما في الوقت الذي نؤكد فيه عمومية المسألة بسبب تكررها الغريب.

عموماً قد لا تبدو المسألة، في حد ذاتها، ذات وقع كبير ومؤثر للبعض، لكننا نعتقد أنها تنطوي على دلالات مهمة تثير العديد من الأسئلة حول طبيعة عمل القائمين على المنتخب تحت تسميات مختلفة، وحول دور المدرب وحجم التدخلات التي يمكن أن تقع أحياناً.

أخيراً هناك كلام حول عمل المدرب الإسباني ودوره في الإشراف على الطواقم الفنية لبقية المنتخبات، هل يمكن توضيح ذلك وحسم الأمر من أصحاب القرار الكروي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن