الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضحاياها 45 شهيداً و256 جريحاً … مع دخول «طوفان الأقصى» عامها الثاني المقاومة متمسكة بوقف العدوان
| وكالات
مع دخول معركة «طوفان الأقصى» عامها الثاني، والتي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة عملياتها تصدياً لقوات الاحتلال في محاور القتال وفجرت عدداً من آلياته، كما قصفت مدينة عسقلان ومستوطنات «غلاف غزة» بالصواريخ، مجددة تمسكها بوقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى، في حين أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابط وإصابات في صفوف جنوده في شمال قطاع غزة، كما واصل الاحتلال ارتكاب مجازر جديدة بحق الفلسطينيين.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن تمكن مقاتليها بالاشتراك مع كتائب القسام من قنص جندي إسرائيلي في «شارع البنات» شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، إضافة إلى خوضها اشتباكات عنيفة مع القوات المتوغلة، محققة إصابات في صفوفها، في حين أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى تنفيذها بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين عملية استهدفت موقع قيادة وسيطرة للعدو في محور «نتساريم» بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما قصفت سرايا القدس مدينة عسقلان بالأراضي المحتلة وقاعدة زيكيم ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.
في حين أعلنت كتائب شهداء الأقصى أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع جنود الاحتلال في محاور القتال شمال قطاع غزة، كما تمكن مقاتلوها من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في دبّابة إسرائيلية من نوع «ميركافا 4 باز» في معسكر جباليا، وبالتزامن، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بمقتل جندي متأثراً بجروح سابقة أصيب بها في قطاع غزة، إضافة إلى إصابة 3 آخرين بجروح بالغة.
ورداً على مجازر الاحتلال، نفذ الفلسطيني أحمد سعيد العقبي من قرية حورة في النقب عملية بطولية في مدينة بئر السبع، حيث تمكن من إطلاق النار عن مجموعة من قوات الاحتلال ما أسفر عن مقتل مجندة إسرائيلية، وإصابة 13 آخرين بعضهم بجروح خطرة، قبل أن يستشهد برصاص قوات الاحتلال، ووصفت القناة «الـ12» الإسرائيلية العملية بالخطرة والمعقدة، موضحةً أنها تمت في 3 نقاط مختلفة في محطة الحافلات المركزية في بئر السبع، جنوب غرب مدينة القدس المحتلة.
المقاومة الفلسطينية باركت العملية، مؤكدةً أنها تأتي في إطار الردود الطبيعية على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال وعدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني، وتمثّل «ضربةً أمنية جديدةً لأجهزة أمن الاحتلال واستخباراته»، مشددةً على أن الاحتلال «يجب أن يستعد لموجات ومحطات مواجهة من حيث لا يحتسب، وأن يتوقع مزيداً من العمليات والضربات من شعبنا ومقاومته في كل مكان».
إلى ذلك، ختم الاحتلال الإسرائيلي عامه الأول من جرائم الإبادة على قطاع غزة بارتكاب مجازر جديدة، حيث قصف مسجداً ومدرسة وسط القطاع كانا يؤويان مئات نازحين ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، إضافة إلى شنه عملية برية في مدينة جباليا شمال القطاع وقصفها بأكثر من 60 غارة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس نقلته وكالة «سانا»، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 45 شهيداً و256 جريحاً، مشيرة إلى أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ366 على القطاع ارتفع إلى 41870 شهيداً و97166 جريحاً، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وقالت: «إن 986 شهيداً قتلوا في القطاع الصحي بقطاع عزة بعد مرور عام على العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى خروج 23 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة وتدمير 130 مركبة إسعاف جراء استهدافها من جيش الاحتلال».
بدوره أكد المكتب الإعلامي في غزة في بيان أمس نقلته وسائل إعلام فلسطينية، أن الاحتلال ارتكب مجزرتين وحشيتين في دير البلح وسط القطاع، وذلك ضمن سلسلة مجازر ارتكبها الاحتلال في اليوم الـ266 للعدوان حيث قصف 27 منزلاً ومدرسة ومركز نزوح في القطاع، مشيراً إلى أن عدداً من جثث الأطفال وصلت مشفى شهداء الأقصى مقطوعي الرأس.
بدوره، أوضح الدفاع المدني الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من 60 غارة على مدينة جباليا شمال القطاع، وأن طواقمه غير قادرة على التعامل مع العدد الكبير من المنازل السكنية المستهدفة، نظراً لكثافة الغارات وتزامنها مع أحزمة نارية امتدت إلى شمال مدينة غزة، مشيراً إلى أن كل مناطق القطاع تتعرض للقصف والمجازر من دون استثناء بما فيها خيام النازحين، إضافة إلى استشهاد عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة والصحفي حسن حمد، وفق وكالة «صفا».
إلى ذلك، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيان نقلته وسائل إعلام فلسطينية أن «مجازر الاحتلال في القطاع هي جرائم حرب صهيونية بغطاء أميركي، وتعبر عن حقيقة هذا الكيان الإرهابي وقادته النازيين»، مشيرة إلى أن جريمة الاحتلال في دير البلح هي جريمة مكتملة الأركان وسط صمت وعجز دولي مريب، مبينة أن ادعاءات الاحتلال بشأن هذه الجريمة هي ادعاءات كاذبة وسخيفة.
من جهته، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، القصف الهمجي الهستيري والعشوائي، وإبادة عوائل بأكملها في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وأحياء كاملة شمال قطاع غزة، مؤكداً أن هذه المجازر انتهاك صارخ لكل القيم والأخلاق والعقائد الإنسانية والمواثيق الدولية، وعمليات تطهير عرقي ووصمة عار على جبين الإنسانية وعلى كل الصامتين تجاه قتل الأبرياء من النساء والأطفال.
ونقلت وكالة «وفا» عن فتوح قوله: «إن هذا العدوان الهمجي واستهداف تجمعات النازحين المستمر، دليل على حرب الفناء التي تشنها حكومة الإجرام على الشعب الفلسطيني»، مشدداً على أن «هذه المجازر ما كانت لتستمر وتدخل عامها الثاني لولا الصمت الدولي المخزي، والتواطؤ الفاضح من المجتمع الدولي الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تمول وتدعم آلة الحرب الإسرائيلية التي تقتل الأبرياء وتدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها وتمارس إرهابها وترهيبها على قضاة محكمة جرائم الحرب لمنع إصدار مذكرات توقيف ضد قادة الاحتلال».
في السياق، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكرر مراحل الإبادة الجماعية التي بدأ بتنفيذها في قطاع غزة منذ عامل كامل، حيث كثف قصفه العنيف على مناطق مدينة غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع بدء توغل بري وإصدار خريطة إخلاء قسري جديدة لسكان شمال القطاع المتبقين فيها، يعلن فيها بدء مرحلة جديدة من الحرب.
وأوضح المرصد في بيان أمس، أن جيش الاحتلال شن أكثر من 70 غارة جوية وأحزمة نارية إلى جانب القصف المدفعي العنيف على جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، والشمال الغربي لمدينة غزة، مستهدفاً العديد من المنازل والتجمعات وعربات لتوزيع المياه ومركز إيواء يعج بالنازحين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، محذراً من مخطط الاحتلال لتنفيذ «خطة الجنرالات» القاضية بإخلاء كامل لمدينة غزة وشمالها وتحويلها إلى منطقة عسكرية.
إلى ذلك، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرباً انتقامية على المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب حيث استشهد منهم 40 معتقلاً، إضافة إلى ارتفاع حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 11100 معتقل، وقال: «نحن في منعطف تاريخي يتطلب التحرك لوقف المذبحة وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني».