الاحتلال واصل قصف الضاحية والجنوب.. والمقاومة تمنع أي تقدم بري … طهران مستعدة للرد على أي عدوان.. والعالم يترقب
| الوطن
على وقع أنباء قادمة من طهران والإعلان عن تعليق الطيران في جميع مطارات إيران من الساعة التاسعة ليلاً بالتوقيت المحلي أمس وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم الإثنين، اتجهت أنظار العالم ترقباً لتداعيات أي خطوة إسرائيلية ضد إيران.
طهران وعلى لسان قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» علي رضا تنغسيري أكدت بالمقابل أنها تعكف على تقييم جميع السيناريوهات التي قد ينفذها العدو في منطقة جغرافية، مثل الخليج أو غير ذلك، وقال: إن «إيران تُجري تدريبات وتضع مخططات بناءً على ذلك»، مضيفاً: «لقد صممنا سيناريوهات للاشتباك مع العدو»، موضحاً: «لدينا خطط لكل وضع، ولن نقوم بأي عمل في حال لم تتعرض مصالحنا الوطنية للضرر».
وتابع: «سنقف بشكل قاطع أمام كل من يريد اللعب بالنار في المنطقة، ورسالة السلام والصداقة للأصدقاء هي نحن نستطيع، أما الرسالة للأعداء فهي: إذا كانوا يرغبون في اللعب بالنار في المنطقة فسوف نقف أمامهم بشكل قاطع».
وفي وقت سابق، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، أن إيران ستضرب في آن واحد جميع مصادر الطاقة ومحطاتها والمصافي وحقول الغاز في الأراضي المحتلة «إن ارتكبت إسرائيل أي خطأ» وردّت على الهجمات الصاروخية الإيرانية، معلناً شروط طهران لوقف إطلاق النار.
جاء ذلك، في وقت منح فيه قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي وسام «الفتح الذهبي» لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده على خليفة الرد الصاروخي على إسرائيل.
ونشر موقع «الخامنئي» الرسمي صور مراسم تقليد الوسام، بحضور رئيس الأركان محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد الجيش عبد الرحيم موسوي، ورئيس غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد.
حالة الترقب والتصعيد المتواصل في المنطقة جاءت في وقت واصلت فيه المقاومة اللبنانية تصديها لقوات الاحتلال التي تحاول التقدم في اتجاه القرى اللبنانية الجنوبية الواقعة عند الحافة الأمامية مع استمرار استهداف تجمعات الجنود الإسرائيليين بالصواريخ، ومهاجمة أهداف تابعة للاحتلال في شمال فلسطين المحتلة.
وشنّت المقاومة الإسلامية في لبنان هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على «قاعدة 7200»، للصيانة والتأهيل، جنوب مدينة حيفا المحتلة، حيث أصابت الطائرات أهدافها بدقة.
وفي عملية منفصلة، شنّ المقاومون هجوماً ثانياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على القاعدة نفسها، مستهدفين هذه المرة مصنع المواد المتفجرة فيها، حيث أصابت الطائرات أهدافها بدقة أيضاً.
كذلك، استهدف حزب اللـه تجمعين لجنود الاحتلال في مستوطنتي برعام ومعلوت ترشيحا، بصليتين صاروخيتين، في حين استهدف بقذائف المدفعية تجمعاتهم في خلة شعيب، شرق بلدة بليدا، وقصف مستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية.
وفي وقت سابق أمس أجبر حزب اللـه قوةً من الجنود الإسرائيليين على التراجع لدى محاولتها التسلل في اتجاه خلة شعيب، موقعاً فيها إصابات مؤكدة، ليتبعها بيان آخر لحزب اللـه مساء أمس قال فيه: إن اشتباكات مسلحة عنيفة وقعت في خربة شعيب شرق بلدة بليدا قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث تتصدى المقاومة لمحاولة تقدم قوة صهيونية بالمكان.
الاحتلال الإسرائيلي رد بمزيد من الاعتداءات الوحشية على المناطق السكنية والبلدات والمدن اللبنانية موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى المدنيين، وذلك من خلال تكثيف غاراته عليها والتي كان لضاحية بيروت الجنوبية النصيب الأكبر منها، إذ صُنفت الأعنف من توسيع العدوان على لبنان في الـ23 من الشهر الماضي، وذلك بعد أن بلغت حصيلة الشهداء أول أمس السبت جراء هذا العدوان 23 شهيداً و93 جريحاً.
الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام قالت: إن الاحتلال الإسرائيلي شن ليل السبت- الأحد أكثر من 30 غارة واعتداء جوياً، على الضاحية الجنوبية لبيروت سُمعت أصداؤها في العاصمة اللبنانية، وغطت سحب الدخان الأسود أرجاءها.
وطالت اعتداءات الاحتلال الليلية مبنى يحوي مستودعاً للمستلزمات الطبية، ما أدى لاندلاع النيران فيه، حيث سُمعت أصوات مدوية بسبب وجود قوارير أوكسجين بكميات كبيرة، وكذلك استهدف العدو محطة للمحروقات على طريق المطار القديمة، وفق الوكالة.
على المقلب السياسي حضرت التطورات الجارية في المنطقة ولبنان خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى أمس بين وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ مع نائب رئيس الوزراء- وزير الخارجية الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان.
وجاء في بيان وزارة الخارجية: إنه جرى بحث العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، كما جرى التشاور بين الجانبين بشأن الوضع الإقليمي وخاصة تطورات الأوضاع في المنطقة وبشكل خاص في لبنان، وجهود دعم العمل الإنساني في ضوء حركة النزوح الكبيرة منه.