«لحظة» انعكاس التجربة الشخصية الآنية … زكزك لـ«الوطن»: المرأة أكثر من يعبر عن الحالات الإنسانية من عزلة ووحدة
| مايا سلامي
بحرفية وإبداع تسير الفنانة الشابة مايا زكزك بطريق الفن الذي أحبته وقررت الخوض فيه رغم دراستها للهندسة المعمارية التي نجحت بدمجها في لوحاتها حتى حملت روحاً عصرية جديدة أكدت ثقافتها العالية وأن اختيارها للرسم لم يكن عبثياً.
وفي غاليري «البيت الأزرق» بدمشق افتتحت معرضها الفردي «لحظة» الذي تضمن أعمالاً بقياسات وأحجام مختلفة عكست لحظات حياتية مختلفة التقطتها الفنانة من تجربتها الشخصية وواقعها المحيط، وأبدعت فيها بخلق التشكيلات عن طريق الظلمة والضوء اللذين يشبهان التناقضات التي يعيشها الإنسان في حياته اليومية.
مجموعات متنوعة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت الفنانة التشكيلية مايا زكزك أن المعرض يتضمن مجموعات متنوعة صورت فيها العمارة والطبيعة والأشخاص، وأن الشيء المشترك بينها وجود ما يدل على الوقت.
وأوضحت أن جميع تلك اللوحات كانت عبارة عن لحظات مرت بحياتها وأثرت فيها كثيراً، كما أنها جميعها تحمل روح الهوية السورية التي عكستها بطرق مختلفة من خلال الوجوه والشوارع.
وقالت: «جميع الأعمال بقياسات صغيرة وأحب تجريب أشكال وخامات مختلفة، حيث أشعر أن موضوع الرسم كرحلة يبدأها الفنان بفكرة تقوده إلى أخرى. ويجذبني جداً موضوع الضوء بسبب الظلام الذي نعيشه في حياتنا والضوء دائماً يعطينا أملاً وإحساساً جميلاً».
وعن سبب التركيز على المرأة، كشفت: «جميع اللحظات في اللوحات كانت تدل على العزلة والوحدة والموت، وأرى أن المرأة أكثر ما يعبر عن الحالات الإنسانية لذلك ركزت عليها بصورة أكبر».
وأضافت: «قدمت من قبل معارض فردية لكن هذا أول معرض احترافي وأعتبره البداية، ورسالتي هي أن أشجع غيري على اختيار ما يحبونه فبالرغم من دراستي للهندسة المعمارية ذهبت إلى الفن لأنني أحبه، وعندما يتأكد الإنسان من قراراته ويمتلك أدواته سيصبح قادراً على التعبير عن نفسه بصورة أكبر وتصبح لحياته قيمة أعلى».
معماري وانطباعي
وأوضح أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن الفنانة مايا زكزك قدمت لوحات تتعلق بالظل والنور، وبالرغم من دراستها للهندسة المعمارية نجحت بالتصوير واشتغلت أعمالاً فيها نوع من الفن الانطباعي، بالإضافة إلى أن الإنارة الموجودة في لوحاتها وطريقة سردها جعلتها تقدم أعمالاً جميلة جمعت ما بين الرسم المعماري والانطباعي.
وبيّن الفنان التشكيلي عدنان حميدة أن الأعمال فيها دمج ما بين الهندسة المعمارية وفن التصوير، ومايا زكزك بنيتها بنية فنانة تشكيلية ذكية قدمت أعمالاً فيها بنية معمارية شكلت باللون أكثر منها بالخط أو بالكتل التي كانت موجودة من خلال الألوان المتجاورة، كما شكلت البناء من خلال الضوء والظل ولم تتأثر بمدارس فنية تعبيرية، بل وجدت نفسها بأشياء تحبها ضمن البيئة التي تعيش فيها والموجودة بكل أنحاء سورية، مثل السيارة التي تقف في العتمة والضوء مسلط عليها كلقطة ليلية، والطبيعة عندها التي رسمت فيها العواصف بصورة هادئة، لتعود في الأعمال الصغيرة الحجم إلى البنى المعمارية.
وأكد أن ثقافتها الفنية قوية جداً حيث جمعت ما بين الإضاءة في الفن الكلاسيكي والبناء في الفن الحديث وبعض الأعمال فيها حركية وكأنها مدرسة مستقبلية، فلم ترسم فقط من دافع حبها للفن بل كانت على وعي كامل بما تفعل.