شؤون محلية

مؤتمر روسي- سوري للصحة … وزير الصحة: روسيا كانت ولا تزال شريكاً إستراتيجياً ودعمها لقطاع الصحة واضح وكبير

| محمود الصالح

أكد وزير الصحة أحمد ضميرية أن روسيا كانت، ولا تزال، شريكاً إستراتيجياً ومخلصاً لسورية، ودعمها الصحي لم يقتصر على المساعدات التي قدمتها في أوقات الأزمات، بل تعدى ذلك إلى الشراكة الفعّالة والتعاون الوثيق في مجالات تطوير القطاع الصحي، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية ومنها تأهيل الكوادر الطبية، وتبادل الخبرات.

وانطلقت أمس فعاليات المؤتمر الروسي السوري الدولي الثاني للصحة في كلية ‏الطب بجامعة دمشق ‏ تحت عنوان «طرق ابن سينا»، وشارك فيه وزراء الصحة في سورية وروسيا عبر خدمة الفيديو، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام حسن ومعاون وزير الصحة الروسي بوتلينسكي اندريه نكاليتش ورئيس جامعة دمشق وحشد من الخبراء والأطباء من الجانبين.

وفي كلمته أمام المؤتمر قال ضميرية: هذا المؤتمر المهم يجمعنا اليوم تحت مظلة التعاون الصحي بين بلدينا، سورية وروسيا، وهذا التعاون الذي يمتد عبر عقودٍ عديدة، وأُثبت أهميته في تطوير القطاع الصحي، وتعزيز قدراتنا على مواجهة التحديات الصحية العالمية المتزايدة.

وأضاف ضميرية: إنه لمن دواعي سروري أن نكون اليوم معاً، لأعبر عن شكرنا وتقديرنا العميقين للحكومة والشعب الروسي على الدعم الكبير الذي قدموه لسورية على مدار السنوات الماضية، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي مررنا بها، حيث لا ننسى الدور الكبير الذي لعبته روسيا في مساعدة سورية على مواجهة جائحة كوفيد-19 من خلال توفير اللقاحات، وكذلك خلال زلزال 6 شباط 2023 الذي أدى إلى دمار كبير وخسائر كثيرة، فكان لروسيا دور بارز في تقديم المساعدات الإنسانية وإرسال فرق الإنقاذ وإقامة المستشفيات الميدانية، في المناطق المتضررة، وتقديم الدعم الفني واللوجستي للجهود المحلية والدولية.

وأشار إلى أن هذا المؤتمر اليوم يعقد لتبادل الخبرات والرؤى بين الجانبين في مجال الصحة، إذ يشارك فيه نخبة من الأطباء، والباحثين، ومتخصصي الرعاية الصحية العامة من البلدين، وإن التعاون وتبادل الأفكار والتجارب بين الجانبين سيسهم في تعزيز القدرات المشتركة، وابتكار حلول صحية فعالة ومستدامة، ونوه ضميرية بأن هناك الكثير مما يمكن إنجازه معاً، سواء في تطوير الأبحاث الطبية، أم تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات الصحة العامة. كما أننا نؤمن أن هذا الحوار الصحي بين المختصين هو السبيل الأمثل لتعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير نظام صحي قوي يخدم شعبي البلدين ويواجه التحديات الصحية الراهنة بكفاءة.

من جهته أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام حسن في تصريح صحفي غنى وأهمية هذا المؤتمر نظراً للمشاركة الواسعة فيه من أطراف مهمة من وزارات التعليم العالي والصحة من كلا البلدين، مشيراً إلى التعاون العلمي الراسخ والمتجذر بين البلدين، وذكر أن هناك طيفاً واسعاً من الخبرات سيتم تقديمها خلال المؤتمر سواء من خلال المحاضرات التي تقام خلال أيام المؤتمر من روسيا الاتحادية عبر خدمة الفيديو أم في مدرج كلية الطب في جامعة دمشق حيث يعقد المؤتمر والتي يشارك فيها خيرة الباحثين والأطباء السوريين والروس.

وأشار إلى أن هذا الحدث يشكل بحد ذاته نقلة نوعية في عمل المؤتمرات العلمية، من خلال تنسيقه والبرنامج الغني الذي يتضمنه، إضافة لذلك ستكون هناك لقاءات ثنائية بين أعضاء الجانبين السوري والروسي لتعزيز التعاون بين البلدين، وسيتم توسيع طيف التعاون والتركيز في ذلك على المنح الدراسية، إضافة إلى بناء القدرات والتجهيزات والتعاون البحثي، علماً أن الجانب الروسي يقدم الدعم لتعليم اللغة الروسية في جامعة دمشق وهناك إضافات جديدة في جميع المجالات.

وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو أكد في كلمته عبر الفيديو على أهمية العلاقات السورية الروسية، وعلى التعاون الدائم بين البلدين، منوهاً بأهمية هذا المؤتمر الذي يتشارك من خلاله الجانبان الروسي والسوري الخبرات العلمية والطبية، التي من شأنها توفير أفضل الخدمات الصحية لأبناء الشعب السوري الذي تربطه علاقة تاريخية مع الشعب الروسي والتي تجذرت خلال عقود طويلة في جميع المجالات.

ونوه الوزير الروسي بأهمية هذا المؤتمر، وكذلك بالخبرات التي يمتلكها الأطباء والخبراء في سورية، وشدد على استمرار التعاون بين البلدين.

معاون وزير الصحة الروسي بوتلينسكي اندريه نكاليتش قدم شكره للشعب السوري، وقال: وصلنا مع الوفد الروسي إلى دمشق رغم الصعوبات التي اعترضتنا، لكن كان لدينا إصرار وتصميم على أن نكون بينكم في هذه الظروف الصعبة.

وفي كلمة له في المؤتمر أضاف: جئنا لنثبت لكل العالم أنه لا يخيفنا شيء لا الحصار ولا أي شيء آخر لأن علاقاتنا متينة جداً، مؤكداً العلاقات المتجذرة بين الشعبين والبلدين، والتي نعمل على تعميقها وترسيخها بشكل أكبر وخاصة في المجالات العلمية والصحية.

وبين أن هناك تعاوناً وثيقاً بين وزارات الصحة والتعليم العالي في كلا البلدين، مشيراً إلى أهمية هذا المؤتمر الذي يعقد بطريقة مزدوجة، حيث يشارك فيه المسؤولون عبر الفيديو، مشدداً على أهمية تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في المجالات العلمية والطبية والتي يزيد عددها على 20 اتفاقية تخصصية بين المراكز الطبية السورية والروسية.

ويهدف المؤتمر إلى تعزيز ‏التعاون وتبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية بين روسيا الاتحادية وسورية. ويتضمن المؤتمر الذي يستمر يومين جلسات عامة، وجلسات تخصصية حول ‏طب العيون والأورام والأعصاب والطب النفسي وطب التوليد وأمراض ‏النساء وطب حديثي الولادة والتقنيات المخبرية في الطب التناسلي وطب ‏الأطفال والتخدير والإنعاش وضمان السلامة البيولوجية وعلم الأوبئة ‏والأمراض الجلدية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن